الوعي اليمني.. ينبذ الحوثيين

الجمعة 10 مايو 2019 الساعة 05 مساءً / مأرب برس _ الرياض
عدد القراءات 2866

  

من المنفى عاد لبناء ما اعتقده يوماً سرداباً لتمرير مطامع سياسية اقتاتت على هتافات السذّج من العامّة أو هكذا اتكأ على دعوةٍ لم تقيه زمهرير الشام أو لهيب اليمن، آية الله الخميني ودعوته التي تاهت بين أفواه الجياع في بلده وصخرة الوعي التي ازدادت صلابة بما يكفي لاعتلاء دعوته، وهذا هو الحال في اليمن التي أزهرت عن إدراك المجتمع اليمني لشناعة الأهداف المنضوية تحت مسمّى الطائفية التي قتلت كل معنى للحياة، فإيران تدرك تماماً بجميع وكلائها أن أقوى سلاح يعيدهم إلى نقطة الصفر هو "وعي المجتمعات"، ومستوى إدراكها لحجم اللعبة التي تدار من خلفها لأجل غايات وأهداف سياسية خفية غير معلنة ومغلفّة بشعارات دينية بحتة.
بيدَ أن مستوى الوعي الذي يعيشه المجتمع اليمني في الفترة الحالية قد مكّنه من استكشاف ما وراء اللعبة الطائفية التي تهدف إلى سرقة اليمن وجرّه إلى وحل الحروب الطائفية والويلات، حيث أضحى المجتمع اليمني الخاضع للشرعية في سباقٍ مع الوقت؛ لنشر الوعي وإيضاح الخُطط التي تسعى لاجترار البلاد نحو الهاوية، لذلك فاليمن يمرّ بحالة تعافٍ كفيلة -مع مرور الوقت- باستعادة ما نُهب من أهله، وهو ذات الوتر الذي تم الولوج منه إلى الداخل اليمني، يزيد من شأن ذلك حالة الموت البطيء التي تعيشها تلك الجماعات الإرهابية في اليمن، نتيجة الجهود الفاعلة لاستعادة الشرعية من قبل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لذلك فتلك الجماعات بدأت تعاني من حالة عزل حقيقية عن بقية المجتمع اليمني، نتيجة وعي المجتمع تجاه المخططات الدنيئة التي تعمل لسرقة اليمن وتخريبه، وجعله امتداداً لأيدي الخراب الإيرانية التي وضعت نصب عينيها طيلة سنوات ابتلاع اليمن كبقية الدول العربية التي دخلتها وأحالتها إلى بقعة من الدمار، فما يعيشه غالبية المجتمع اليمني اليوم يعد حالة تصحيحية لما تم سابقاً من انجرار للطائفية التي عاشها اليمن خلال الفترة الماضية، فعلى الرغم من التشعّب المذهبي الموجود سابقاً في اليمن إلا أنه استطاع التعايش بسلام مع المجتمع لخلّوه من أي أبعاد سياسية تسيطر عليه، كذلك عدم استناده على مخططات خارجية تذهب به بعيداً عن "المذهب الطائفي" وتسخيره لولاءات خارجية تحاول سلب اليمنيين بلادهم وحريتهم التي اعتادوا عدم منازعتهم إياها من قبل أي طرفٍ كان.
الوضع الراهن للجماعات الحوثية الإرهابية بالداخل اليمني يعكس حجم الضعف الذي استشرى بين أوصال تلك الجماعات، وذلك لأسباب عدّة منها تحطيم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن كل المخططات التخريبية -لتلك الجماعات الممّولة من إيران- في اليمن وتدمير بناها التحتية التي ظلّت سنوات عدّة في الإعداد والتجهيز لها، كذلك تجفيف كل أنواع الدعم الذي تتلقّاه تلك الجماعات من إيران أو قطر، ووضع هاتين الدولتين ضمن أُطر اقتصادية صعبة لا تساعدها على تقديم التمويل الذي كانت تتطلّع له، وضعف موقفها السياسي دولياً، فإيران ترزّح حالياً تحت وطأة العقوبات الدولية منذ الرابع من نوفمبر الماضي ومنع بيع نفطها دولياً خلا بعض الاستثناءات التي قدمتها الإدارة الأميركية الحالية، أما قطر فهي الأخرى تعاني من موقف اقتصادي صعب بسبب سلوكها العدواني تجاه جيرانها، وممّا صعّب الموقف الإيراني سياسياً أكثر هي العقوبات الأميركية وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية دولية وأن ذلك جاء بحسب وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كرد طبيعي تجاه سياسة إيران الداعمة للإرهاب.
في الشأن ذاته قال عادل الشبحي كاتب سياسي يمني عملت إيران على مدى سنوات طويلة وتحديداً منذ حكم الخميني والحرس الثوري على بث النزاعات الداخلية والفرقة، ومحاولة نشر الطائفية في أكثر من دولة عربية ومن ضمنها اليمن، مستغلةً الفساد المنتشر فيها لنشر مخططاتهم السياسية، كذلك كانت طريقة الحكم في صنعاء في فترة ما قبل وبعد الوحدة عاملاً مساعداً لإيجاد أرضية صلبة تنطلق منها أعمال تأهيل وتدريب الأفراد على الفكر الطائفي، ومن ثم دعمهم مادياً وتقديم المنح الدراسية والعلاجية، ثم إنشاء ما يسمى بحركة الشباب المؤمن الذين تحولوا فيما بعد إلى مسماهم الحالي أنصار الله الذين وصلوا إلى صنعاء مستغلين الوضع الهش للدولة وكذلك الأجندات الحزبية التي فرقت المجتمع. وأوضح الشبحي أن الحوثيين يحرصون على نشر الفكر الطائفي في المناطق التي تسيطر عليها بين الصغار والكبار وفي المدارس والمساجد. والمجتمع اليمني بشكل عام يدرك خطر وجود هذا التيار وأثره على النشء والتنمية والدولة المدنية المنشودة، في اليمن شمالاً وجنوباً هناك إجماع على رفض هذا الفكر الطائفي الدخيل على المجتمع الذي يتطلع إلى العيش بعيداً عن هذا الفكر المتطرّف الطائفي الذي يتعارض مع بيئة المجتمع اليمني الذي يرفض أن تسيطر تلك الجماعات الإرهابية على اليمن أو أي قرار يتعلق بالشأن اليمني.