ذمار.. مآذن المساجد خاوية من روحانية رمضان

الثلاثاء 07 مايو 2019 الساعة 03 مساءً / مأرب برس- اخبار اليوم
عدد القراءات 3053

 

الأسبوع الماضي أصدرت مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، تعميما ينص على إغلاق مكبرات الصوت الخارجية في المساجد أثناء إداء صلوات النوافل منها صلاة التراويح التي تقام في شهر رمضان. 
وتمتلئ الأصوات في أزقة وشوارع المدن أثناء إداها و هو ما يغضب الحوثيين والذي يصفونها ب"بدعة" 
محافظة ذمار الواقعة جنوب العاصمة صنعاء كانت معقل الحوثيين الآخر بعد صعدة تعرضت منذ سيطرة مليشيات الحوثي في أكتوبر ۲۰۱4 إلى حوثنة وتحويل المساجد الى منبرا للدعوات الطائفية والقتال، وأختطف الحوثيون عددا من الأئمة والمشائخ واقتحمت المساجد ودور القران. 
السبت الماضي أصدر مكتب الأوقاف الإرشاد بالمحافظة والذي يديره القيادي الحوثي/ عبدالله الجرموزي، تعميماً بمنع فتح وتشغيل مكبرات الصوت أثناء تأدية صلاة التراويح طيلة شهر رمضان، وحذر- في تعميمه الذي وزعه على المساجد- من مخالفة الأوامر وتوعد بمعاقبة كل من يقوم بفتح مكبرات الصوت أثناء الصلاة وأنه يعتبر مخالفه لولي الأمر وخدمه لما أسموه العدوان. 
كل عام يصدر الحوثيون تعميما بمنع صلاة التراويح بتاتا إلا أنه كان يوازيه رفض من قبل بعض الأئمة والمشائخ وكانت تتم صلاة التراويح بفتح مكبرات الصوت ،والعام الماضي امتنعت بعض المساجد من فتح مكبرات الصوت الخارجية أثناء الصلاة بسبب اختطاف مليشيات الحوثي في رمضان الماضي ۲ أئمة أحد المساجد في المحافظة أطلقوا اليوم التالي بوساطة قبلية وهي محاولة قام بها الحوثيين لترهيب بقية من رفضوا للأوامر. 
واعتبر ياسر ضبر- ناشط وراصد حقوقي- أن قيام الحوثيين بإغلاق ميكرفونات المساجد أثناء صلاة التراويح يتنافى مع نصوص القوانين التي تنص على حرية التدين وتضييق غير مقبول تقوم به ضد المخالفين لمعتقداتها التي استوحتها من نظام ولاية الفقيه الإيراني وهو الهدف من مثل هذه الأعمال التي تمس حرية التدين والتضييق على كل مخالفيها وفرض أيدولوجيتهم وأفكارهم العقائدية بقوة السلاح على أبناء الشعب في انتهاك صارخ لقوانين راعية حرية الدين والمعتقد. 
كانت أول جريمة ارتكبت بسبب أداء صلاة التراويح في جامع السعيد بمحافظة ذمار عام ۲۰۰۳ في الثالث من شهر رمضان هزت مدينة ذمار بفاجعة لم تسبق مثلها إذ اقتحم مسلحون يتعبون حراسة منزل محافظ ذمار مسجد السعيد المجاور لمنزل عبد الوهاب الدرة المحافظ سابقا والمعين حاليا وزيراً للتجارة في حكومة الانقلابيين كان منزله مجاوراً للمسجد وقبله بيومين أي الأول والثاني من رمضان قد بدأت جذور المشكلة يمنع المصلين عن أداء الصلاة وحصلت اشتباكات وهوشات بين المصلين والمسلحين الا أن الدرة قال إنه تم حل مشكلة منع الصلاة ولن تتكرر مرة أخرى. 
وفي الثالث من رمضان اقتحم مسلحو منزل الدرة مسجد السعيد لمنع أداء صلاة التراويح بالقوة إلا أن رفض المصلين وإصرارهم على الصلاة حال عن رغبة المسلحين الذين يتبعون منزل الدرة وقاموا بعدها بإطلاق الرصاص باتجاه المصلين عمدا فسقط الدكتور الشهيد/ سلطان ساري (شهيد المحراب) وأصيب اثنان آخران كانا بجواره في الصف بالرغم من مرور سنوات طويلة على وقوع الجريمة إلا أنها لازالت حاضرة في ذاكرة أبناء المحافظ. 
في كل عام تتميز مدن ذمار بالروحانية والطقوس والتقاليد في شهر رمضان خاصة في المساجد القديمة منها الجامع الكبير والمدرسة الشمسية في الحي القديم تضجع بالتكبيرات والتسبيحات الا أن هذا العام أصبح أسوأ مما كان عليه فتحول المسجد الكبير إلى منبر للحوثيين يروجون لمحاضرات وندوات ثقافية تستقطب الشباب أو تشيع قتلاهم والبداية الذي خاضها الحوثيون لمنع صلاة التراويح كانت من أشهر مسجدين في المدينة تخرجوا منها العلماء والأدباء والمثقفين في محاولة لمحو تاريخ ومكانة هذين المسجدين.