”الإمارات“ تسلب من ”الحكومة الشرعية“ محافظة استراتيجية جديدة بعد ان نفذت ”مخطط قذر“ .. تفاصيل

الثلاثاء 30 إبريل-نيسان 2019 الساعة 07 مساءً / مأرب برس ـ غرفة الأخبار
عدد القراءات 19341

"من جبهة الشرعية وأنصارها إلى دفة الإمارات وحلفائها".. هكذا انتقلت السيطرة بمحافظة الضالع، جنوبي اليمن، على خلفية إهمال الحكومة اليمنية لجبهاتها العسكرية هناك في ظل تعرضها لهجوم مكثف من قبل الحوثيين، حسبما أفادت مصادر يمنية مطلعة.

وأوضحت المصادر، الثلاثاء، أن المواجهات مستمرة بين القوات التابعة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات من جانب، وبين الحوثيين من جانب آخر، على أكثر من جبهة بالمحافظة، حيث حاول الحوثيون الاستفادة من الخلافات داخل حكومة "عبدربه منصور هادي" والتحالف، فهاجموا الضالع من جهتي إب وتعز، وفقا لما أورده موقع "العربي الجديد".

وأضافت أن الحوثيين فشلوا في إحراز تقدّم في جبهة مريس، شمال المحافظة، بقوات تصل إلى 5 ألوية مدربة ومزودة بأسلحة ثقيلة وصواريخ حرارية، بفضل صمود ومقاومة أبناء مريس، ومن ثم التعزيزات التي أتت من "الحزام الأمني" و"المقاومة الجنوبية" و"ألوية العمالقة".

وإزاء ذلك، لجأ الحوثيون إلى فتح جبهات أخرى، منها حمك والعود، في محاولة لخنق جبهة مريس، كونها الأهم، إذ إن السيطرة عليها تعني التحكم بالضالع، وساعدتهم في ذلك خيانات بعض مشائخ القبائل.

كما حاول الحوثيون التقدّم نحو قعطبة، التي يمر منها الخط الرئيسي إلى مريس، لكنهم فشلوا أيضاً في التقدم.

وعلى جبهة الحشاء، غربي الضالع، أحرز الحوثيون تقدما، لكن تعزيز الجبهة من قبل القوات المشتركة وتدخل الطيران، أوقفا ذلك، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن الحكومة الشرعية أهملت كل تلك الجبهات وتركتها تواجه مصيرها من دون دعم، في مقابل دفع المجلس الانتقالي (الجنوبي) والإمارات بتعزيزات كبيرة وأسلحة حديثة إليها جميعا.

ومع اشتداد الهجوم عملت أبوظبي على إعادة ترتيب جبهات الضالع، وأصبحت تتحكم في إدارة معاركها، بعدما كان أغلبها يتبع للشرعية، لتصبح الضالع المحافظة الأقرب والأكثر ولاء للإمارات وحلفائها.

ومع انتماء الكثير من القوات الموالية للإمارات في عدن، إلى الضالع ويافع، ارتفعت أصوات تطالب بسحب هذه القوات إلى الضالع ويافع لحماية المنطقتين، لكن نائب رئيس "المجلس الانتقالي"، ورجل الإمارات الأول في الجنوب اليمني "هاني بن بريك" شدد على أنه "لن يتم سحب هذه القوات من عدن"، بدعوى أن "أضعاف هذه القوات من أهالي هذه المناطق موجودة في مناطقها، وهي ستدافع عنها".

ومنذ اللحظات الأولى لهجمات الحوثيين على الضالع، سارع قادة "الانتقالي" وقادة من التحالف إلى زيارة جبهات المحافظة، وإعطائها أولوية كبيرة، إذ تُعد حاضنتهم الشعبية، ويشكل هجوم الحوثيين عليها فرصة لبسط سيطرتهم عليها بشكل كامل، في ظل أهميتها المعنوية والعسكرية.

ويتخوف المجلس الجنوبي والإمارات من اتباع مناطق أخرى لما جرى في تعز من إخراج حلفائهما من المشهد، لذلك فإن عملية بسط سيطرتهما، الأمنية والعسكرية، تأتي متزامنة مع أحداث تعز التي أدت إلى إخراج جماعة "أبوالعباس" الموالية للإمارات من مدينة تعز، وباتت السيطرة أكثر لصالح حزب "الإصلاح" المحسوب على تيار "الإخوان المسلمون". 

ولذا، لم يستبعد مصدر مقرب من "المجلس الانتقالي" أن تبني الإمارات آمالها على الضالع، كنقطة لمواجهة محاولات الشرعية، خصوصاً حزب "الإصلاح"، التمدد، لا سيما أن تعز تربطها وإب حدود مع الضالع.

وتمثل إب وتعز معقل حزب "الإصلاح"، وتحاول أبوظبي وحلفاؤها حصار القوات الموالية له في تعز من خلال طرق الضالع وإب.

ومع هذه التطورات، يرى مراقبون للأوضاع أن الشرعية قد تكون خسرت دورها في الضالع، ولن تكون قادرة على اختراقها من جديد على المدى القريب.