آخر الاخبار

الدول التابعة لإيران تتصدر قائمة أكثر شعوب العالم بؤسا.. لبنان اولا وسوريا ثانيا واليمن رابعا .. تفاصيل إسرائيل تفرج عن مراسل قناة الجزيرة بعد 12 ساعة من الاعتقال قيادات وطنية وسياسية وإجتماعية في ضيافة عضو مجلس القيادة الرئاسي د عبدالله العليمي أجواء مشحونة بالتوتر تسود حي شميلة بصنعاء عقب مواجهات مسلحة بين مواطنين وميلشيا حوثية منعت صلاة التراويح وإعتقال مقربين من الشيخ صالح طعيمان تفاصيل لقاء السفير السعودي آل جابر بالرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن حريق مفاجئ يتسبب في مضاعفة معاناة النازحين في مخيم النصر بمأرب جراء التهام النيران كافة الممتلكات الخاصة ولاضحايا عاجل : 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع  المليشيات الحوثية في اليمن .. تفاصيل اليمن تسلم مسئولة أممية خطة للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة روبيمار الجيش السوداني يسحق هجوما مباغتا لقوات الدعم السريع من ثلاث محاور في الخرطوم عدن : تكريم 44 خريجًا من الحفاظ والحافظات لكتاب الله

معلومات وتفاصيل صادمة لليمنيين و 4 موجات تجتاح البلد

الأربعاء 24 إبريل-نيسان 2019 الساعة 07 مساءً / مأرب برس- تقرير
عدد القراءات 4136

منذ مطلع العام 2019، بدأت موجة رابعة من وباء "الكوليرا" تجتاح المناطق اليمنية، وبالأخص الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، وتسبب الوباء الجديد بإصابة الآلاف غالبيتهم من الأطفال وكبار السن.

ويأتي انتشار الكوليرا في ظل تدهور أنظمة الرعاية الصحية في البلاد، وغياب شبه تام لدور المنظمات الدولية الإنسانية، فتدخلاتها الحالية لا ترقى لحجم الكارثة التي توصف بأنها الأسوأ في التاريخ، وبحسب المنظّمات الأممية، فإنّ 9.3 ملايين يمني بحاجة ماسة إلى رعاية صحية.

ويسبب "الكوليرا" إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يلتق العلاج، والأطفال دون سن الـ 5 ممن يعانون سوء التغذية، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة، ويمكن علاجه بنجاح من خلال محلول الجفاف يتناوله المريض بالفم، فيما تحتاج الحالات الحرجة لعلاج سريع بسوائل وريدية ومضادات حيوية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

أرقام

والأربعاء الماضي، أعلنت الأمم المتحدة رصد 190 حالة وفاة و109 آلاف إصابة بوباء الكوليرا في اليمن منذ بداية العام الجاري، وسط تحذيرات من اتساع رقعته مع قدوم موسم الأمطار الذي قد يؤدي إلى انتشار أوسع للأوبئة.

وتأتي موجة الكوليرا الجديدة بعد 3 موجات سابقة اجتاحت البلاد، الأولى بدأت منذ أواخر سبتمبر/ أيلول عام 2016 واستمرت حتى فبراير/ شباط 2017. في حين بدأت الثانية في أواخر أبريل/ نيسان في عام 2017، واستمرت حتى مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، وظهرت الثالثة في سبتمبر/ أيلول الماضي. حيث جرى الإبلاغ عن نحو 1.2 مليون حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا منذ عام 2017 و2515 حالة وفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وفي مارس الماضي، أظهرت الإحصائيات ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الإصابات والوفيات بالكوليرا، حيث بلغت 76152 إصابة و195 حالة وفاة، وتصدرت (صنعاء وريفها) أعلى نسبة إصابة بالمرض على مستوى اليمن، بتسجيلهما 58 حالة وفاة. فيما سجلت محافظة إب أعلى الوفيات على مستوى البلاد؛ إذ بلغت 49 حالة وفاة، تلتها ريمة وذمار بـ32 حالة لكل منهما، ثم تعز وعمران بـ 28 و25 حالة على الترتيب.

وفي تعز، أوضح مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور عبد الرحيم السامعي، أن المديريات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تعاني من ارتفاع كبير في عدد الإصابة بالكوليرا، وأن مديرية التعزية سجلت أكبر عدد في حالات الإصابة، فيما سجلت مديرية ماوية أكبر عدد بحالات الوفاة.

وذكر السامعي، أن حالات الاصابة بالمرض مستمرة في الارتفاع.. مشيراً إلى وفاة 28 حالة واصابة ستة ألف و202 حالة إصابة منها 391 مؤكد إصابتها بمرض الكوليرا بعد إجراء الفحوصات لها، مشيراً إلى أن مكتبه بدأ الاستعدادات والتجهيز لافتتاح 31 مركزاً لمعالجة الكوليرا في المحافظة بدعم من منظمة رعاية الأطفال الدولية.

صناعة الكارثة

واتهم سكان محليون ميليشيا الحوثي بالوقوف وراء عودة انتشار وباء "الكوليرا" بتعمّدها إغلاق شبكة المجاري ما تسبب في طفحها بالشوارع والأحياء السكنية في صنعاء، وكذا إيقافها لآبار المياه التي كانت تزوّد السكان بالمياه النظيفة في السابق، واضطروا- حالياً- لشراء المياه عبر "الوايتات" من أماكن أخرى غير موثوقة، وغالباً غير صالحة للاستخدام.

وقامت ميليشيا الحوثي بنهب الميزانية التشغيلية الخاصة بصندوق النظافة والتحسين، وصادرت رواتب عمال النظافة، وهو ما أدى إلى توقف العمل وتكدّس القمامة في الأزقة والشوارع الرئيسية، فيما تحوّلت الأحياء السكنية إلى مكبّات قمامة ومستنقعات للجراثيم، ما أوجد بيئة ملائمة لانتشار الأمراض الفتّاكة في أوساط المواطنين، وفقاً لما ذكره السكان.

وبحسب السكان "تعمّد الحوثيون تعطيل جهاز الرقابة والمحاسبة، وتساهلوا مع محطات تعبئة مياه الشرب، فيما لجأ المزارعون إلى استخدام مياه المجاري والمياه الملوثة لريّ الخضار، والأغنام، وهو ما انعكس سلباً على صحة المواطنين".

استثمار

مصادر طبية، قالت إن المستشفيات والمراكز الصحية أصبحت مشلولة وغير قادرة على مواجهة وباء "الكوليرا"، أو الحد من انتشاره في أوساط المواطنين، وذلك يعود للسياسات العبثية التي تنتهجها مليشيا الحوثي منذ سيطرتها على القطاع".

وأضافت المصادر: "الحوثيون حوّلوا قطاع الصحة إلى مشروع خاص يخدم أجنداتهم، وأقدموا على إقصاء الكوادر الطبية ومضايقتها، واستبدالهم بآخرين من خارج المهنة، وكلّفتهم بمناصب قيادية، ناهيك عن نهب الإيرادات ونهب الأجهزة والمعدات الطبية ونقلها إلى محافظات أخرى، وجرى تهجير المئات من الأطباء ومضايقة القطاع الخاص.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر حقوقية، أن ميليشيا الحوثي لا يهمها مصلحة المواطنين بقدر ما يهمها البقاء في الحكم والحصول على الأموال وتحقيق الثراء، مشيراً إلى أن المليشيا أصبحت تتاجر بمعاناة اليمنيين وتستثمر بأوجاعهم.

وقالت المصادر إن الحوثيين تسببوا بمئات الأزمات الإنسانية، وقتلت وأصابت آلاف اليمنيين من أجل استعطاف إنسانية العالم، ومحاولة التأثير على قرار الدول الفاعلة في الملف اليمني لوقف تقدم القوات الحكومية واستكمال تحرير بقية البلاد.

وأشارت إلى أن المنظمات الأممية العاملة في المجال الإنساني الصحّي على وجه الخصوص تساعد المليشيت في تحقيق أهدافها، بدليل أن تدخلها محدود لوقف تداعيات انتشار الوباء، بالرغم من الأموال الضخمة التي خصصت لهذا الجانب، مشيراً إلى أن هذه المنظمات وجماعة الحوثي يرددان نفس البكائيات ونفس الإحصائيات المبالغة، وكلاهما مستفيدان مالياً.

النار في الهشيم

وتقول الأمم المتحدة إن "الكوليرا" ينتشر في المناطق اليمنية كالنار في الهشيم، في حين تؤكد مصادر طبية أن سبب الانتشار هو اللامبالاة من قبل ميليشيا الحوثي التي تدير القطاع، وكذا مصادرتها المساعدات العلاجية المقدمة من المنظمات الدولية وبيعها في السوق السوداء"، في ظل صمت المنظمات الأممية عن هذه التجاوزات الحوثية المستمرة.

واشتكى العديد من المواطنين "الإهمال، وعدم تلقي ذويهم الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز التي أعلن عنها (الحوثيون والمنظمات الدولية) بتخصيصها لمعالجة المصابين بهذا الوباء، ما تسبب في وفاة أقاربهم، وقال آخرون إنهم أسعفوا مرضاهم والمراكز مغلقة والبعض لا يوجد فيها الموظفون المختصون.

يشار إلى أن ميليشيا الحوثي رفضت السماح لمنظمة الصحة العالمية القيام بحملة تطعيم ضد وباء الكوليرا، مطلع مايو 2018، وذلك بعد 18 شهرا من انتشار الوباء، وقال موظفو إغاثة، حينها، "إن بعض كبار المسؤولين الحوثيين اعترضوا على التطعيمات، وقد أدى ذلك إلى تأخير البرنامج نحو عام بالفعل" وفقاً لما نقلته وكالة (رويترز).

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن