رسالة مسربة لكوشنر تكشف تفاصيل جديدة عن «صفقة القرن»

الإثنين 22 إبريل-نيسان 2019 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس- وكالات
عدد القراءات 4897
 

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، السبت الماضي، وثيقة سرية تكشف جزءاً جديداً من صفقة القرن التي ستلعن عنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد شهر رمضان المقبل، والتي تقوّض حق الفلسطينيين وتنحاز لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وبحسب الوثيقة التي أرسلها جاريد كوشنر، مستشار وصهر ترامب، في 11 يناير 2018، فإنه شدد على ضرورة حل وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وإيقاف المساعدات عنها بشكل كامل.

 

وفي رسالته، زعم كوشنر الذي يشرف على لقاءات مع شخصيات عربية لتنفيذ الخطة: "هدفنا ليس الإبقاء على الأمور كما هي بل تحسينها بشكل كبير، ولتحقيق هذا الهدف علينا المخاطرة بكسر أمور أخرى".

 

وروّج كونشر في أروقة البيت الأبيض لفكرة ضرورة وقف المساعدات عن الفلسطينيين وإلغاء عمل "أونروا" في المناطق العربية، واستيعاب اللاجئين الفلسطينيين في تلك الدول التي يقيمون فيها، وإقناع السلطة بتولي المسؤولية عن أولئك الموجودين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

 

وأوضح في رسالته المسربة، التي أرسلها عبر البريد الإلكتروني لكبار المسؤولين بالبيت الأبيض، "ضرورة حل وكالة الغوث على أساس أنها فاسدة ولا تساهم في عملية التسوية بالمنطقة".

 

ولفتت المجلة إلى أن رسالة كوشنر التي لم تنشر بالكامل توفر التوجهات الواضحة للمبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بشأن أحد أكثر القضايا حساسية وهي قضية حق العودة والتي تثير الانقسام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعكس حقيقة تحيز كوشنر لدولة الاحتلال في هذه القضية.

 

وكان كوشنر قال مؤخراً لمجموعة من السفراء إن "الصفقة" ستعلن بعد انتهاء شهر رمضان المقبل، بعدما تشكل "إسرائيل" حكومة ائتلافية في أعقاب فوز رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالانتخابات.

   

وفي وقت سابق، قال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية ناثان سيلز، إن بلاده تتخذ تدابير وقائية تحسباً لمعارضة الخطة الأمريكية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، لكنها لم توضحها.

 

يُذكر أن "صفقة القرن" هي خطة أعدّتها إدارة ترامب بهدف تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويتردد أنها تتضمن إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة "إسرائيل"، كما أنها تلقى دعماً من السعودية والإمارات ومصر ودول عربية أخرى.

 

وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت أكبر متبرع لوكالة الغوث الدولية، لكنها أوقفت دعمها منذ بداية العام الماضي؛ وهو ما أوقع الأخيرة في أزمة مالية مستمرة، ساندتها خلالها دول عربية أبرزها قطر.

 

وتأسست "الأونروا"، بصفتها وكالة تابعة للأمم المتحدة، بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وفُوض إليها تقديم المساعدة والحماية لنحو 5.4 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها، في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.