آخر الاخبار

شكوك في إمكانية استجابة الحوثيين لدعوات السلام

السبت 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 1984

 

تتزايد الشكوك بشأن إمكانية إقناع الحوثيين بالانضمام لجهود الحلّ السلمي للصراع في اليمن، والذي تواترت خلال الفترة الأخيرة الدعوات إليه من قبل أطراف دولية وأممية، فيما أبدت جهات إقليمية معنية بالملف بوادر استجابة لتلك الدعوات.
ولم تصدر عن المتمرّدين المدعومين من إيران أي إشارات إيجابية بشأن دعوات السلام، فيما تسجّل على الأرض محاولاتهم استغلال الهدنة غير المعلنة المطبّقة فعليا من قبل القوات اليمنية المتعدّدة المدعومة من التحالف العربي، لتنظيم صفوفهم وتدارك نتائج المعارك الأخيرة في محافظة الحديدة والتي أدّت إلى تقهقرهم وقطع طرق إمدادهم وانتزاع مواقع مهمّة بمركز المحافظة من أيديهم.
وقالت مصادر محلّية في الحديدة إنّ طيران التحالف العربي اضطرّ، رغم الهدنة القائمة، لتنفيذ غارات انتقائية موّجهة لدى رصده محاولات الحوثيين إمداد عناصرهم في الساحل الغربي بالأسلحة والمقاتلين في عربات مدنية.
ومن جهتهم أكد سكان من مدينة الحديدة، الجمعة، سماع قصف مدفعي متقطّع ومتبادل بين الجيش الحكومي ومسلحي الحوثي، إلى جانب تحليق مقاتلات التحالف العربي في أجواء المدينة.
وقال مصدر عسكري إنّ الحوثيين يحاولون التعويض عن عجزهم عن الصمود في الجبهات نظرا لفارق القوّة الراجح لمصلحة القوات اليمنية، بتنفيذ عمليات التفافية بأعداد صغيرة لمباغتة القوات من الخلف، وهو ما تمّ التفطّن إليه وإحباطه بشكل متكرّر.
وتمكّنت قوات المقاومة المشتركة قبل يومين من إفشال هجوم للحوثيين للسيطرة على مدينة التحيتا الواقعة جنوبي الحديدة بهدف قطع طريق الإمداد الرئيسي للقوات المشتركة، بينما رصد سكان الحديدة حركة كثيفة من قبل الحوثيين في نقل الألغام وزرعها في الطرق والمحاور وحول المنشآت في أجزاء المدينة التي لم تدخلها القوات اليمنية بعد.
ويضاعف من تشاؤم المراقبين بشأن استجابة الحوثيين للسلام، ما هو معلوم من ارتباط موقف المتمرّدين الحوثيين وقرارهم بإيران غير المعنية بإنهاء الصراع في اليمن، بقدر اهتمامها بالإبقاء على هذا البلد بؤرة للصراع والتوتّر بجوار منطقة الخليج وعلى حدود غريمتها الكبرى في تلك المنطقة، المملكة العربية السعودية.
ويقول محللّون سياسيون إنّ إيران تحاول أن تدفع بوكلائها الحوثيين إلى مواصلة الحرب إلى أقصى مدى ممكن بغض النظر عن نتائجها وانعكاساتها على اليمن ومواطنيه.
وتجلّى الموقف الحوثي الممانع لجهود السلام في اليمن في اتهام محمد عبدالسلام الناطق الرسمي باسم المتمرّدين، للتحالف العربي بعدم الجديّة في التهدئة القائمة في معركة الحديدة وإعداده “لجولة جديدة يحتاج التجهيز لها وقتا إضافيا”، نافيا أن تكون جماعته بصدد الانهزام في معركة الساحل الغربي.

كما وسّع عبدالسلام الاتهام ليشمل أطرافا دولية داعية للسلام، متّهما إياها بالمشاركة في الحرب.
وكانت مصادر في الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي الداعم لها، قد أعلنت وقف العمليات العسكرية في الحديدة مؤقتا منذ الثلاثاء الماضي، وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار واستئناف مفاوضات السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وتهدف الهدنة التي تمت عقب زيارة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لكل من الرياض وأبوظبي، لإتاحة الفرصة لاستئناف المشاورات السياسية.
وأبدت السويد استعدادها لاستضافة محادثات سلام في أقرب وقت ممكن لإنهاء النزاع في اليمن، فيما كثفت لندن من تحركاتها لدعم الجهود التي يقوم بها مواطنها غريفيث والذي تتهمه أوساط سياسية يمنية بأنه يعمل على خدمة الأجندة السياسية لبريطانيا أكثر من كونه ممثلا للإجماع الدولي في مجلس الأمن.
وقال مراقبون إنّ الهدنة غير المعلنة القائمة عمليا في الحديدة لا تخلو من فوائد سياسية على رأسها إحراج الحوثيين وداعمتهم إيران، وتحميلهم مسؤولية تعطيل السلام أمام المجتمع الدولي الذي كثيرا ما لوّح بالورقة الإنسانية في وجه جهود تحرير المناطق اليمنية باستخدام القوّة العسكرية.
وتقول مصادر يمنية إنّ التهدئة في معركة الحديدة هي على سبيل منح الفرصة لجهود السلام، دون أن تعني انتفاء إمكانية العودة إلى الحلّ العسكري في حال تأكّد رَفضُ الحوثيين العودة إلى طاولة الحوار.
وأكّد مصدر عسكري من جبهة الحديدة، أن التهدئة لم تؤثّر على الوضع الميداني القائم، وأنّ الأوامر الموجّهة للقوات حاليا هو الثبات في مواقعهم وتحصينها ورصد أي تحركّات عسكرية للحوثيين وإحباطها، ما يفسّر -وفق المصدر- ذاته المناوشات المحدودة التي لم تنقطع رغم الهدنة القائمة.

* المصدر صحيفة العرب