قراءة صامته ... بعد 17 عاما.. هل كانت هجمات 11 سبتمبر صناعة أمريكية؟

الجمعة 14 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس-سيد توكل
عدد القراءات 2522

 

“اللي اتلسع من أمريكا .. ينفخ في الزبادي”، تولدت تلك العبارة بعد تاريخ 11 سبتمبـر الذي لم يعد هو التاريخ الأكثر دموية في تاريخ البشرية، بعد أن أصبح كوكب الأرض يعج بالحروب والضربات الأمريكية والصهيونية ضد البلاد العربية والإسلامية، في كل شبـر تقريباً .. وبالتالي قلت قيمته الدموية تدريجياً، وإن ظـل حدثاً مفصلياً شديد التأثير في مُجريات الحياة على الكوكب.

الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك من صباح يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر عام 2001، وبعد ليلة هادئة لم يسمع عن خطف طائرة أو حتى أي تحذير من السلطات الأمريكية عن احتمالية أي تفجير في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، تستيقظ نيويورك بل العالم كله على هذا الحادثة المروع.

العالم قبل 11 سبتمبر شيء وبعد 11 سبتمبر شيء آخر، مما يجعله فعلاً حدثاً مفصلياً في سياسة واقتصاد وأمن العالم، حتى وإن تضاءلت وحشية هذا الحدث في مقابل الحروب والمجازر التي شهدتها البشرية من بعده، مثلما يحدث الآن في سوريا أو ليبيا أو اليمن وقبل ذلك ما حدث في مجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة في مصر.

أحدثت الهجمات تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب هذه الأحداث، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإسلام والمسلمين، وغلفتها بمقولة “الحرب على الإرهاب” وهو المصطلح الخادع الذي أطلقته الإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش خلال قيادته لأمريكا لمدة ثماني سنوات، وأدت هذه التغييرات لعدوان دموي على أفغانستان وإسقاط حكومة طالبان، وعدوان دموي على العراق، وإعدام الرئيس صدام حسين بحجة محاربة الإرهاب وتدمير الأسلحة النووية.

أمريكا تصنع الإرهاب

علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بصناعة الإرهاب في العالم تمتد إلى زمن بعيد، ولكن بداية الدعم الأكبر كان عندما احتلت قوات الاتحاد السوفيتي السابق أفغانستان في العام 1979، حيث الحرب الباردة في أشدها فقامت الولايات المتحدة بتجنيد التيارات الإسلامية من الدول العربية والإسلامية مثل السعودية ومصر والجزائر، تحت مسمى الجهاد ضد الشيوعية، وأرسلت الآلاف من المقاتلين إلى أفغانستان وأمدتهم بالسلاح، وبعد ذلك ظهرت حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان، وعادت أمريكا لمحاربة أصدقائها بعد عشرات السنين واحتلال أفغانستان باسم “الحرب على الإرهاب”.

وظل السجال بين الغرب والجماعات الجهادية مستمر وحدثت الكثير من الهجمات والخسائر في الطرفين، مع انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان في من خلال معتقل جوانتانامو الذي تم نقل كثير من السجناء له بعد احتلال أفغانستان في عام 2001 ، بعد اعتقال المئات من الأشخاص وتعذيبهم، كما كان برنامج التحقيق وتعذيب السجناء حول العالم الذي ترعاه أمريكا، سببًا في فضح وحشية واشنطن وكشف سمعتها العالمية، وحدوث عمليات تجسس على المواطنين من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية وخطفهم ونقلهم من دول إسلامية وعربية لأمريكا.

ومع قيام ثورات الربيع العربية وسقوط “الأنظمة الصهيوأمريكية” في تونس ومصر وليبيا واليمن، كانت الإدارة الأمريكية مرتبكة في بداية تأييدها للثورات العربية، لكنها تداركت نفسها وأيدت في البداية النظم الثورية من أجل الحفاظ على مصالحها، ثم ما لبثت أن دبرت الانقلابات العسكرية التي نجحت في مصر، عبر الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، وتعيين وزير الدفاع السفيه عبد الفتاح السيسي.

 

وتظل السياسة الخارجية الأمريكية تتعامل بازدواجية في حربها على الإرهاب، حيث تحارب التنظيمات في بعض الدول وتساندها في دول أخرى، من أجل إسقاط نظم بعينها مثلما فعلت في ليبيا وتفعل في سوريا، وبدأ الشارع العربي عموماً والمصري على وجه الخصوص يتعرف على مصطلح الـ (صهيو أمريكية).

إخضاع العرب

هذا المصطلح استخدم بكثرة في تفسير أحداث 11 سبتمبر، الذي يستند على أن الهجوم تم بفعل المخابرات الأمريكية نفسها، أو بمساعدة منها على أقل تقدير، ويستند المروجون لهذه النظرية على دلائل عديدة، تنافي بالطبع الرواية الرسمية التي تم إعلانها من قبل الحكومة الأمريكية بشأن الهجوم، أهم هذه الدلائل أن برجي مركز التجارة العالمي تم هدمهما بواسطة عملية تفجير متحكم بها، بواسطة عناصر من داخل أجهزة الدولة الأميركية، وكذلك أيضاً مبنى البنتاجون، ولكن ما الذي قد يثير تفسيراً كهذا؟!

بعد أيام قليلة من الهجوم أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش حربا جديدة، تحت مسمى “الحرب على الإرهاب”، والتي جاءت كرد فعل على الهجوم، هذه الحرب تبدأ بالعدوان واحتلال كل من أفغانستان والعراق، الأمر الذي فسره عديد من المحللين السياسيين على أن الهجوم كان حجة وذريعة لاجتياح البلدين، فالحكومة الأمريكية ستتخذ الهجوم سبباً لتلفيق تهمة الإرهاب لكل الدول التي لا تعجبها سياستها وأنظمتها، وكما تحتل واشنطن عواصم مثل كابول وبغداد مباشرة، تحتل عواصم أخرى مثل القاهرة وتونس والرياض وأبوظبي والمنامة عبر وكلائها الذين تعهدوا بالسمع والطاعة واستنزاف خيرات بلادهم للعم سام.

ظهرت بعض الأقوال توضح أن من وراء هذه الأحداث هو الموساد الإسرائيلي، وأشارت إلى أن من كان وراء هذه الأحداث أربع مجموعات يهودية بقيادة رجال أعمال يهود منهم “لاري سيل” رجل الأعمال الأمريكي اليهودي الذي كان يستأجر أدوار في برج التجارة، والذي لم يذهب إلى سلسلة محلاته على غير العادة في السابعة صباحا، هو وأبنائه الاثنين الذين كانوا يعملون في شركات والدهم وغير ذلك من الأشخاص.

سلمان والقذافي

وأشار آخرون إلى أن هذا العمل من تنفيذ الموساد بتنسيق مع “السي أي أية” و تعللوا بعدد من الأسباب تبدو مقنعة وهي لماذا لم تقم القوات العسكرية الأمريكية باعتراض هذه الطائرات أو محاولة ضربها في الجو، فمن المؤكد أنه تم إبلاغ الجهات منذ أن أقلعت كما أن بعض الإسرائيليين تلقوا تحذيرا قبل الحادث بساعتين بضرورة الابتعاد عن المباني الشاهقة، ولكن رغم كل هذا الرواية الرسمية الأمريكية تؤكد أن القاعدة هي التي وراء الأحداث، كما كانت تؤكد أن صدام حسين يمتلك أسلحة نووية وأن السفيه السيسي صمام أمان للمنطقة!

هل تستطيع واشنطن بعد 17 عاماً أن تفسر السقوط الحر للبرجين، وانصهار الحديد إلى غبار في موقع الحادث، والبحيرة المعدنية التي ظلت في موقع الحادث لأكثر من ستة أسابيع منعت فيهم العمال من رفع الأنقاض التي كانت في درجة حرارة 2000 درجة مئوية، والتي يعجز وقود الطائرات عن الوصول إليها، وهي الرواية التي أكدها المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا؟!

الإرهاب الأمريكي طال حكومات وأنظمة موالية لواشنطن بحجة التحقيقات في 11 سبتمبر، حتى أن السعودية أخذت مكان الراحل معمر القذافي وجلست على كرسي التعويضات والاستنزاف، وقالت الرياض أن مشروع القانون المعروف بـ “قانون جاستا”، الذي من شأنه أن يسمح لذوي ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001، برفع دعوات قضائية ضدها، اعتبرت أنه يُمثل “توغّلاً مرفوضاً في سيادة الدول”، إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس ترامب وابنته ايفانكا وزوجها اليهودي من القيام برحلة صيد إلى الرياض، عاد بعدها إلى واشنطن وفي جعبته 450 مليار دولار.