صحفي إسرائلي يفضح مسؤول خليجي زار «تل أبيب» 4 مرات.. والأخير يؤكد ان «عناصر الموساد» متواجدين حتى في مراحيض بلاده

الجمعة 07 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 09 مساءً / مأرب برس ـ افتتاحية القدس العربي
عدد القراءات 5519

إلى كونه نائبا لقائد شرطة دبي (بعد أن كان قائدا لها 33 عاما)، فإن الفريق ضاحي خلفان تميم هو عضو في المجلس التنفيذي لحكومة دبي ايضاً، ولكن إضافة إلى هذه المناصب العظيمة التي شغلها فإن لدى خلفان مهمّة أكثر عظمة وجلالة وهي «التغريد» الدائم على وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر»، وحصد أشكال الجدل، جامعا بين آهات الإعجاب وصيحات الشتائم والاتهامات، التي جاء آخرها من خلال الإعلامي الإسرائيلي إيلي كوهين الذي اتهم المسؤول الأمني الكبير بزيارة إسرائيل 4 مرات بهدف «التنسيق الأمني» مع تل أبيب، وكذلك بالتواطؤ مع المخابرات الإسرائيلية في حادثة اغتيال محمود المبحوح، قيادي «حماس»، في أحد فنادق دبيّ عام 2010.


في ردوده الظريفة (شعرا ونثراً) على الصحافي الإسرائيلي طالب خلفان كوهين بالهجوم على المسؤولين القطريين بدلا من مهاجمته، وقال إن أجهزة التصوير الأمنية في دبيّ قامت بتصوير عناصر الموساد «حتى في المراحيض»، وهما ردّان يثيران السخرية حقا. يقوم الرد الأول بشكاية مسؤولي قطر لإعلامي إسرائيليّ وتحريضه عليهم (وهي شكاية مقصودها التذمّر من اختيار كوهين شخصا لا يعادي إسرائيل للهجوم عليه)، والرد الثاني يتباهى بتصوير عناصر الموساد ويتجاهل أنهم نفذوا عمليّتهم ونجحوا بالفرار من قبضة المسؤول الأمني الكبير تاركين له صورهم للاستئناس بها ولادعاء بطولة لم تحصل.


إضافة إلى المفارقات الساخرة الكثيرة التي تحملها «تغريدات» الفريق خلفان فإنها تدفع، من يتابعها، للتفكير إن كان المسؤول الأمنيّ الإماراتي مسؤولا حقا وأن لديه مهام رسمية حقيقية يقوم بها غير «التغريد» في قضايا الكون والعالم والمنطقة العربية، أم أن مسؤوليته الفعلية هي المنافسة الكاريكاتورية للناطقين باسم الحكومة ووزارة الخارجية والإعلاميين الموالين للسلطات، بل إن مواهب واهتمامات الفريق توحي برغبة لديه في مشاركة المتنافسين على منصب «امير الشعراء» على قناة أبو ظبي، ونجوم الواقع الآخرين في برامج الطبخ والأزياء والغناء، وكذلك نجوم وسائل التواصل الاجتماعي المشهورين على «يوتيوب» وغيره.


آخر تغريدات الفريق خلفان كانت، كما هو متوقع، عن قطر، ويقول فيها إنهم (السلطات الأمنية في الإمارات؟) يخترقون الآن كل شيء في قطر، وأن هذا الفعل «من الأمور المباحة شرعا وقانونا» لأنه «اختراق لتنظيم إرهابي»!، والتصريح على ما يبدو هو صدى للخبر الذي نشر قبل أيام عن توظيف الإمارات شركة إسرائيلية للتجسس على هاتف أمير قطر ومسؤولين آخرين (وكذلك التجسس على الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري).


تعيدنا «التغريدة» إذن لهذه الفضيحة الأخيرة التي تجمع قضايا التجسس والمؤامرات على أشقاء خليجيين وعرب (بينهم حلفاء) مع حضور ساطع للخيط الإسرائيلي مجددا، والواضح أن خلفان لم يستطع أن يكافح إغراء الخوض في هذا الموضوع رغم أنه يستحضر «التجريس» الإسرائيلي الذي تعرّض له على يد كوهين، ولكن على من تلقي مزاميرك يا داود؟


لا نعلم حقا إن كان المسؤولون الأمنيون في الإمارات يأخذون الفريق خلفان على محمل الجدّ ويشركونه في تفاصيل أسرار «اختراقاتهم» الأمنيّة، فالمعتاد في رجال الأمن أن يحافظوا على أسرارهم ولا يقومون بإذاعتها مجاناً وعلى عموم البشر كما يفعل خلفان، لكنّ تكشف مسلسل الفضائح المستمرّ في ما يتعلّق بشؤون الأمن و«المؤامرات» و«خلطات» الصفقات الفاسدة المطبوخة على عجل في المنطقة العربية والعالم، يجعلنا لا نستبعد أن يكون لخلفان رأي ودور أمنيّ فعليّ في الإمارات يضاف إلى دوره الكوميدي الخطير في رحاب الفضاء الافتراضي.