آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

قراءة أولية في انتصار عملية غصن الزيتون .. الأتراك وفن الجرأة في استخدام القوة .. هكذا يكون الحسم والعزم

الثلاثاء 03 إبريل-نيسان 2018 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - محمد صلاح الدين
عدد القراءات 4436

  

بدأت الـعملية العسكرية التركية #غصن_الزيتون في يوم يوم السبت 20 (يناير) 2018، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ العملية العسكرية في خطاب مُتلفز، وفي 18 مارس 2018 عبر تغريدة على موقع تويتر أعلن الرئيس انتصار قوات #غصن_الزيتون ودخولها إلى مركز مدينة عفرين السورية بمصاحبة الجيش السوري الحر – القوات الموالية لتركيا والمدعومة منها – والذي نقلته وسائل الإعلام التركية في خبر #عاجل| الرئيس أردوغان يُعلن السيطرة الكاملة على مركز مدينة #عفرين السورية صباح اليوم الأحد ضمن عملية #غصن_الزيتون.

وبالنظر في هذا الانتصار يجب أن نعلم أن العملية قد استغرقت 56 يوماً (أقل من شهرين) منذ انطلاقها وحتى دخولها مركز مدينة عفرين ورفع العلم التركي وعلم الثورة السورية على مركز عفرين السورية.

ولبيان أهمية هذا الانتصار ولماذا تم خلال تلك المدة التي حاول الغرب وأمريكا الضغط على تُركيا بقوة للتراجع عن تنفيذ العملية أو جعلها محدودة أو إنهاء عملياتها بسرعة فماذا تعني السرعة الغربية؟

للإجابة على هذا التساؤل علينا أن نعود إلى تصريح خطير كاشف وفاضح للجميع من الرئيس أردوغان قال فيه : لو أردنا السيطرة على عفرين في ثلاثة أيام لفعلنا ولكن أخلاقنا لا تسمح بذلك.

وهو بهذا يُشير إلى القوات الهمجية لنظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين من جهة وإلى أمريكا وما فعلته في العراق وأفغانستان من جهة أخرى من خلال القصف الجوي الذي يحرق الأخضر واليابس ولا يُراعي حرمة النفس الإنسانية – المدنيين – الذين لا ذنب لهم.

فلم يرد عن القوات التركية أن قامت بتدمير منازل أو مساجد أو حرق شجر الزيتون أو قصف عشوائي ، ولكن المُتتبع للعملية يجد أن الجيش التركي وقوات الجيش الحر كانتا محل ترحيب كبير من الشعب السوري عرب وأكراد في عفرين. حيث قدم الجيش التركي المساعدات الإنسانية الإغاثية وكذلك الأدوية والعلاج الطبي بل ساهم في تحرير العديد من المدنيين الذين تركتهم القوات الإرهابية مفخخين. وأخيراً فخخوا حتى المصاحف لقتل أكبر عدد من القوات التركية عند دخولها للمدينة ، حيث ألقوا المصحف على الأرض وقام أحد الضباط الشباب بأخذ المصحف لينفجر فيه ويستشهد وهو يُكرم كتاب الله من الإهانة – فهنيئاً له الشهادة بهذه الصورة المُشرفة في الدنيا والدين بإذن الله، ليبعث وهو يكرم كتاب الله تعالى فهنيئاً له.

ولكن لماذا كانت هذه الـعملية؟

هذه العملية كانت حتمية لطرد المقاتلين من أتباع التنظيميات الكردية المسلحة التابعين لأمريكا والمؤيدين لإسرائيل من مدينة عفرين السورية ، تلك المدينة المتاخمة للحدود التركية والتي كانت مصدر إطلاق نار وقذائف أدت إلى موت العديد من المدنيين الأتراك خلال السنوات الماضية، ومكان لاختراق الحدود وشن عمليات داخل الأراضي التركية.

 

وهذا تهديد لا يُحتمل من أي دولة ، فاقمت تركيا باستخدام حقها الدولي وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ، لسحق أي تنظيم مسلح يهدد أمن الدول الموقعة على هذا الميثاق.

ولكن لماذا كانت في هذا التوقيت؟

السبب هو إعلان غريب ومفاجئ للولايات المتحدة عن تشكيلها قوة عسكرية من الأكراد الذين يتلقون التسليح والتدريب من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وقوامها 30 ألف شخص، وأطلقت عليها اسم «قوة أمن الحدود».

فغضبت تركيا غضباً شديداً ، وهي التي كانت في بداية العام تقول بأنها ستتبع سياسية أكثر جرأة في العام 2018، وخرج الرئيس أردوغان ينتقد الخطوة بشدة.

وفي حركة لا تتسم بالذكاء على الإطلاق ، بل تُعبر عن التخبط والعشوائية التي لا تعرف عن أمريكا ، قام البانتجون بتغيير اسم تلك القوة إلى «قوة سيطرة ميدانية»..!!

فرد عليهم الرئيس التركي أردوغان قائلأً: «من يُخططون للعبة في سوريا من خلال تغيير اسم التنظيم الإرهابي يعتقدون بأنهم يتمتعون بالدهاء. أقول لهم: الاسم الحقيقي لذلك التنظيم هو “بي كا كا”، و”ي ب ك”، ب ي د”». قصف جبهة في مُنتصف الدُشمة (:

ثم أطلق صاروخاً إعلامياً عبر للحدود عندما قال : أن هذه العمليَّة العسكريَّة لن تتوقف عند عفرين وحسب، بل ستكون مدينة منبج – التي يسيطر عليها الأكراد – هي التالية، وقال: «سنطهر دنس الإرهاب الذي يحاول تطويق بلادنا حتى حدود العراق، واعتبر أن تركيا لن تكون آمنة، ما دامت سوريا غير آمنة » الغريب أن القوات الأمريكية قد أعلنت أول أمس تقريباً عن إخلائها مدينة منبج ونقل قواتها من هناك ، أمام الإصرار التركي على العملية، مع وجود ربما تفهمات تركية أمريكية قد تصل إلى دوريات ومراكز مراقبة مُشتركة.

والمتتبع للأخبار التي كانت تبثها وكالات الأنباء التركية يجد العجب العُجاب الذي يجعل من العملية عملية نموذجية على كافة المُستويات العسكرية والأمنية والتكنولوجية..

أولاً : كانت تركيا تعلن أرقام قتلى التنظيمات الإرهابية – التي تم تحييدها بدقة شديدة كل يوم- حتى تساءل الناس كيف تسنى لهم ذلك؟

فأجابت تركيا وبالإدالة أن لديها الأنظمة التكولوجية التي طورتها محلياً لتسمح لها بذلك من لخلال طائرات الدرونز وطائرات بدون طيار الأخرى وطائرة النحلة والتي يقار حجمها حجم العصفور الصغير والتي تحوي كاميرات فائقة الجودة والدقة والوضوح والتي تطير في كافة الأجواء ولديها القدرى على التصوير الليلي، ثم بثت العديد من العمليات لتأكيد ذلك.

ثانياً : تعتبر هذه العملية تأكيد على امتلاك تركيا سلاحاً قوياً للغاية وهو ذات السلاح الذي ساهم في مواجهة الانقلاب العسكري في يوليو 2016 هو الاستخبارات التركية التي قال عنها المُراقبون بأنها كانت الجندي المجهول في تلك العملية، حيث قامت بتزويد القوات المسلحة التركية بمواقع وإحداثيات وأماكن تواجد وتجمع التنظيمات المسلحة وأماكن تواجد الأسلحة والمخازن تحت الأرض والمعسكرات التدريبية والأنفاق التي تم تجهزيها بصورة تفوق قوة وخبرة تلك التنظيمات وتحتاج إلى قوة دول لبنائها.

ثالثاً: أثبتت القوات المُسلحة التركية كفاءة قتالية نوعية ، وقدرة فائقة على إدارة العمليات ، وكان دخول القوات الخاصة التركية عامل مؤثر جداً في عملية الحسم العسكري من خلال المداهمات والعمليات النوعية الخاصة التي كانوا يقومون بها ليل نهار.

رابعاً: أثبت الجيش السوري الحر الذي ساهم في هذا النصر الكبير ، بأن انتصار نظام الأسد لم يكن بسبب ضعف الكفاءة القتالية لدى رجال الثورة السورية ، ولم يكن بسبب حتى افتقاد المعدات أو الخبرة العسكرية بقدر ما هو افتقاد الحماية التي وفرتها المدفعية التركية والقوات الجوية التركية التي قامت بإنشاء منطقة عازلة ، ربما شك الجميع على عدم قدرة تركيا في إنشائها وحدها وهي من كانت تطالب بمنطقة عازلة لحماية السوريين من القصف في بداية الثورة السورية.

خامساً: أن الجيش السوري الحر أثبت أنه قادر على التفوق على تلك القوات العسكرية لهذه المنظمات مما يعني أن التدريب والتسليح والتكتيك التركي قد تفوق على التدريب والتسليح والتكتيك الأمريكي والإسرائيلي معاً، وربما تعد هذه أول انتكاسة عسكرية أمريكية وإسرائيلية لأول في التاريخ الحديث.

سادساً: تطبيق نموذج مناطق درع الفرات والتي حررت ما يقرب من ألفي كليومتر على الحدود التركية ونرجو أن يتم تلافي السلبيات عند التطبيق في منطقة عفرين السورية.

سابعأً: ستسمح هذه العملية وهذا الانتصار القوي ، بالتواجد القوي لتركيا والجيش السوري الحر حليفها بالتواجد بقوة على طاولة التفاوض وهو المطلوب إثباته عند البدأ في تقرير مستقبل سورية وعمليات إعادة الإعمار التي ستستفيد الشركات التركية منها بطبعية الحال.

ثامناً: ظهور الرئيس التركي بصورة عسكرية قوية ، خلال المعركة ، وزيارته الدائمة لأسر الشهداء ومشاركته في الجنازات التي تمت للشهداء مما أكسبه شعبية كبيرة بالتأكيد سيتم التعويل عليها في الانتخابات القادمة في العام 2019، كذلك ظهر على أنه القائد الذي لديه القدرة على قيادة قوات بلاده العسكرية لتحقيق النصر، كما لديه القدرة على صناعة النهضة الاقتصادية في ذات الوقت، وهذا يصعب المجال على المعارضة التركية للتقدم بمنافس يمكن أن يمثل خطورة على الرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة، كما أثبت أيضاً أن التعديلات الدستورية والتي أعدات الرئيس لحزبه ، والتي سيتم تطبيقها العام القادم كانت مهمة جداً لانطلاق تركيا بقوة دفع أكبر داخلياً وخارجياً.

تاسعاً: التلاحم الشعبي الكبير بين الشعب التركي وقواته المسلحة ، خاصة قوات غصن الزيتون، حيث شاهدنا أهالي الجنود وهم يقومون بتوديع أبنائهم في المطارات وهم فرحين مع أبنائهم ، الأمر الذي أرسل رسالة كبيرة للعالم وللمؤسسة العسكرية التركية نفسها ، أن الشعب الذي خرج يضرب الانقلابيين من القوات المسلحة التركية أثناء الانقلاب ويقوم بتعريتهم من البدلات العسكرية لإحساسه بأنهم لا يتسحقونها، هو هو نفس الشعب الذي يحتفيبقواته المسلحة بشدة ويودعها بالدموع ومشاعر الحب الجارفة وهي ذاهبة للدفاع عنه وعن تُراب تركيا الوطني، فالجيوش لم تخلق لتحكم أو تنقلب ولكن لتحمي وتدافع وتنتصر، وأعتقد أن هذه الرسالة وصلت بكل قوة للجميعفي الداخل والخارج.

عاشرا: تعامل النُخبة مع عملية غصن الزيتون ، فلقد شاهدت الكثير من رموز المجتمع المدني التركي وعلى رأسهم فنانين أشهر المسلسلات التركية الأكثر شهرة مثل السلطان عبد الحميد وأرطغرل وقطاع الطرق لن يحكمون العالم وغيرهم من الفنانين والمغنيين يقومون بزيارات ميدانية لمراكز التدريب وزيارات لعائلات الجنود لتأييد تلك العملية العسكرية في تلاحم كبير يثبت وعي النخب التركية وتلاحمها مع قوات بلادها وكذلك فعلت معظم المعارضة التركية العلمانية كذلك، وهذا يثبت الفارق الكبير بين تركيا الديمقراطية وأي دولة أخرى في المنطقة.

أحد عشر: حققت تركيا أهدافها كاملة من العملية ، ولم تتوقف كما فعلت في عملية درع الفرات التي كانت من المقرر أن تحرر 5000 كليومتر ووقفت عند 2000 فقط لأسباب كثيرة بالتأكيد منها الضغوط الغربية والأمريكية، وكان من المكاسب التي حصلت تركيا عليها بالتأكيد مايلي:

 (1) الدعاية العسكرية الرائعة التي حصل عليها السلاح التركي خاصة الأسلحة الجديدة التي تم استخدامها واختبارها بكفاءة عالية – صفقات مستقبلية – بدأت تتم فعلاً قبل الانتهاء من العملية.

 (2) حصول الجيش التركي على كافة الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية المتطورة التي تم تزويد التنظيمات الكُردية المسلحة بها، ولكم أن تتخيلوا ماذا يعني ذلك لدولة تهتم بالتسليح والتصنيع العسكري مثل تركيا.

(3) تخفيف العبئ البشري السوري على تركيا من خلال إعادة عشرات الآلاف منهم إلى منطقة عفرين السورية المحازية للحدود التركية ، وبقائهم كدرع بشري حقيقي لتركيا، والغريب أن بعض الجيوش لا تفهم هذا بل تعمل على إخلاء المناطق من أهلها بحجة محاربة الإرهاب..!!

والخلاصة: تُركيا تعود بقوة ، فبعدما أثبتت نفسها كقوة اقتصادية كُبرى انتقلت إلى المرتبة الحادية عشر في أقوى اقتصاديات العالم، جاءت اليوم لتثبت للعالم بأنها قوة عسكرية إقليمية عظمى تعمل على أن تتحول إلى قوة عالمية عظمى خلال السنوات الخمس القادمة بحسب المؤشرات المستهدفة من الحزب الحاكم.

نقلا عن تركيا بوست