هل تكون خسارة الانقلابيين لمدينة ميدي البداية لتحرير الساحل الغربي لليمن؟

الإثنين 28 أغسطس-آب 2017 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - العرب
عدد القراءات 2798


 

سجّلت معركة تحرير مدينة ميدي بمحافظة حجّة المطلّة على الساحل الغربي لليمن، خطوة نوعية باقتحام الجيش الموالي للحكومة المعترف بها دوليا والمدعوم من التحالف العربي، المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية التي لطالما استخدمها المتمرّدون الحوثيون منصّة لتهديد الملاحة الدولية وتلقّي الأسلحة الإيرانية المهرّبة إليهم عبر البحر من جهة، وجدارا متقدّما لحماية محافظة الحديدة الواقعة إلى الجنوب منها، من جهة ثانية.

وتوقّع خبراء عسكريون أن يطلق تحرير ميدي سلسلة عمليات لتحرير كامل الساحل الغربي اليمني على شكل متوالية، مرجّحين أن خسارة المتمرّدين لميدي هي بداية انهيار قواتهم.

ولا يفصل هؤلاء بين ذلك الانهيار المتوقّع وتسرّب الخلافات إلى داخل معسكر التمرّد بين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح الذي وعد الخميس الماضي برفد جبهات القتال بعشرات الآلاف من المقاتلين، معرّيا بذلك ضعف الموقف العسكري للحوثيين على تلك الجبهات.

وتوالت خلال الأشهر الأخيرة الشهادات الميدانية عن حالة الإنهاك الشديد التي بلغتها قوات الحوثي بفعل كثرة الخسائر البشرية في صفوفها وعجزها عن تعويض خسائرها لامتناع القبائل عن إرسال أبنائها إلى الجبهات، فضلا عن صعوبة إمداد تلك القوات بالسلاح والذخائر نظرا للمصاعب الميدانية التي يفرضها تسيّد طيران التحالف العربي على الأجواء اليمنية، والرقابة التي تفرضها بحرية التحالف على المنافذ البحرية لليمن ما يصعّب عملية تهريب السلاح الإيراني للمتمرّدين.

واقتحمت قوات الجيش اليمني، الأحد، مدينة ميدي بعد نحو عامين من المعارك مع مسلحي الحوثيين على تخوم المدينة.

وقال الرائد بندر المهدي نائب رئيس شعبة الإعلام في المنطقة العسكرية الخامسة بالجيش اليمني، إن “قوات المنطقة اقتحمت مدينة ميدي الساحلية بمحافظة حجة وسيطرت على أجزاء واسعة من أحيائها الشرقية”.

وأضاف المهدي في تصريح للأناضول أن “الجيش بدأ منتصف مساء السبت عملية عسكرية للسيطرة على المدينة بمشاركة قوات التحالف العربي، وبمساندة مقاتلات الأباتشي”.

وشرح أنه تم اقتحام الأحياء الشرقية للمدينة وأصبحت آمنة، فيما تجري معارك باتجاه الساحل الغربي، حيث فر مسلحو الحوثي باتجاهه”.

ولفت المهدي إلى “سقوط قتلى في صفوف الحوثيين، بينهم 6 مسلحين تمت مشاهدة جثثهم في الأحياء الشرقية، فيما لا تزال عمليات تمشيط تجري في بقية الأحياء”.

وتدور منذ أشهر معارك متقطعة بين الجيش اليمني وعناصر الحوثيين في مدينة ميدي الساحلية التي يسيطرون عليها منذ أكثر من عامين.

ومهّد طيران التحالف العربي على مدار الأيام الماضية لمعركة ميدي الفاصلة بتكثيف غاراته على مواقع الحوثيين هناك، وأيضا على مدينة حرض الحدودية مع السعودية. وأدت تلك الغارات إلى مقتل العشرات من المسلحّين الحوثيين بحسب بيانات سابقة للجيش اليمني.

وقال بيان صادر عن المنطقة العسكرية الخامسة إن “قوات الجيش الوطني وبمشاركة قوات التحالف العربي حررت صباح الأحد الأحياء الشرقية بالكامل لمدينة ميدي شمال محافظة حجة”.

وأضاف البيان أنه “تم تطهير جميع الأبنية والعمارات الواقعة شرق المدينة التي كان يتحصن بها قناصة وعناصر المليشيا -في إشارة إلى الحوثيين- في معاركها مع أفراد الجيش الوطني”.

وتابع البيان “مازالت قوات الجيش تتوغل في أحياء مدينة ميدي فيما لا تزال العملية العسكرية مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها المتمثلة في تطهير ميدي بالكامل ومن ثم الانطلاق إلى المديريات المجاورة لها”.

وأضاف البيان “تعتبر مدينة ميدي المحاصرة منذ أشهر شبه محررة بالكامل، ولم يعد بيد الحوثيين إلا الأحياء الغربية باتجاه الساحل والتي سيتم تحريرها في الساعات القادمة”.

وأشار البيان إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الحوثيين، وفرار البقية مخلفين وراءهم جثث قتلاهم، فضلا عن استعادة أسلحة متوسطة وثقيلة.