من خلف زجاج مضاد للرصاص.. صالح يستعرض نفوذه في صنعاء ويعرض على الحوثيين إرسال المتطوعين للقتال

الخميس 24 أغسطس-آب 2017 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 4483

أحيا مئات آلاف اليمنيين من مناصري الرئيس المخلوع علي صالح في صنعاء، الخميس 24 أغسطس/آب 2017، الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه، في استعراض للقوة، يأتي في ظل توتر بين صالح والمتمردين الحوثيين المسيطرين على العاصمة.

ومن خلف زجاج مضاد للرصاص، تحدث صالح أمام أنصاره الذين أتوا من مناطق مختلفة، في البلد الغارق في نزاع مسلح، إلى ساحة السبعين، حاملين أعلام اليمن، ولافتات التأييد لزعيم جناح حزب "المؤتمر الشعبي العام".

وتعكس أعداد المناصرين النفوذ الذي لا يزال يتمتع به صالح والجناح الموالي له من حزب "المؤتمر"، الحزب القومي الذي حافظ على حضوره، رغم النزاع المسلح وحركة الاحتجاج التي أجبرت زعيمه قبل خمس سنوات في فترة "الربيع العربي" على مغادرة السلطة، بعدما حكم البلد الفقير لعقود.

 

رسالة للحوثيين

 

وتوجه تظاهرة الخميس الحاشدة رسالة تحذير إلى المتمردين الحوثيين، بعدما هدد هؤلاء صالح إثر وصفه لهم بالميليشيا، في ظل تصدع "حلف الضرورة" بين الطرفين، واحتمال فك شراكة بُنيت على فكرة مواجهة السلطة المدعومة من المملكة السعودية، والمستقرة في عدن جنوباً.

وقال سعيد العبيدي، المشارك في التظاهرة لوكالة الصحافة الفرنسية "حضرنا اليوم إلى ميدان السبعين للتعبير عن ثقتنا بحزب المؤتمر، وبالزعيم علي عبدالله صالح".

وأضاف "اليوم المؤتمر الشعبي العام أثبت أنه حزب دولة، وأن الحوثيين غير قادرين على قيادة الدولة كما يقودها الحزب".

وظهرت إلى العلن بوادر انشقاق بين صالح والمتمردين الشيعة، بعدما اتهمه هؤلاء بـ"الغدر"، مؤكدين أن عليه تحمل تبعات وصفه لهم بـ"الميليشيا".

وتحسباً لهذا التجمع الذي نُظم في ظل التوتر غير المسبوق بين الطرفين منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، في سبتمبر/أيلول 2014، أقام الحوثيون عدة نقاط تفتيش عند مداخل صنعاء، لكن بدون منع أنصار صالح من التوجه إلى الساحة. كما تعاونوا مع رجال الأمن الموالين لصالح، من أجل تسهيل مرور الحشود.

وباستثناء مواجهات محدودة بالأيدي بين عدد من المشاركين في المهرجان وعناصر من الحوثيين وإطلاق نار في الهواء لتفريقهم، لم يشهد التجمع حوادث أمنية كبرى.

 

عشرات آلاف المقاتلين

 

وسط هتافات "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، سار صالح بين الشخصيات المحتشدة في المنصة الرئيسية، حتى وصل إلى موقع إلقاء كلمته خلف الزجاج المضاد للرصاص، وإلى جانبه مسلحون ملثمون ارتدوا الزي العسكري.

وتجنَّب الرئيس السابق (75 عاماً) في كلمته انتقاد حلفائه، وتناول شعبية الحزب الذي يقوده، في محاولة لإظهار نفوذه الكبير والمستمر في الحياة السياسية. وقال: "هذا التنظيم السياسي الرائد الذي يواجه العدوان ويواجه المؤامرات تلو المؤامرات منذ 2011".

ودعا مؤيديه إلى "الصبر والصمود"، مؤكداً أنه على استعداد "لرفد الجبهات (...) بعشرات آلاف المقاتلين"، لمواجهة قوات "الفار هادي"، في إشارة إلى الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي.

وتابع أن حزبه أرسل "متطوعين من المقاتلين"، إلى الجبهات، لكنه قد يرسل الآن "الجيوش الموجودة في حزب المؤتمر الشعبي العام في كل المحافظات"، داعياً الحكومة التي يقودها الحوثيون إلى تأمين "العتاد والرواتب".

حكم صالح اليمن من عام توحيد البلاد في 1990، وحتى 2012، حين تنازل عن الحكم لمصلحة هادي، على خلفية الاحتجاجات الشعبية. وخلال فترة حكمه، شن ست حملات عسكرية ضد المتمردين الحوثيين، الذين اتخذوا من منطقة صعدة شمالي العاصمة معقلاً لهم.

في 2014، عاد صالح إلى الواجهة، في محاولة لانتزاع الحكم. فتحالف مع الحوثيين ضد سلطة هادي، ونجح هذا الحلف غير المألوف في السيطرة على العاصمة وعلى مناطق شاسعة في البلاد، قبل أن تطلق المملكة السعودية حملة على رأس تحالف عسكري، في آذار/مارس 2015، لوقف تقدم المتمردين.

ويخوض الحلف بين صالح والحوثيين منذ نحو عامين ونصف العام حرباً ضارية ضد المملكة السعودية وحلفها العسكري، قتل فيها أكثر من 8 آلاف شخص.

 

فساد وعجز

 

وضَعَ النزاع مدنَ اليمن، وبينها صنعاء على حافة المجاعة، خصوصاً في ظل الحصار المفروض على المطارات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ونقل المصرف المركزي إلى عدن، وعجز المتمردين عن دفع رواتب الموظفين.

ودفعت الأوضاع في العاصمة اليمنية آلاف الأشخاص إلى المشاركة في تظاهرة، الخميس، احتجاجاً على الظروف المعيشية. وهتف بعض هؤلاء "لا حوثي بعد اليوم"، بحسب ما أفاد مراسلو فرانس برس.

وبينما ابتعد صالح عن توجيه الانتقادات المباشرة، بدا عارف الزوكا الأمين العام لحزب "المؤتمر"، أكثر وضوحاً، عندما هاجم في كلمته "الفساد" والعجز عن تحصيل الإيرادات والخلل في النظام المالي العام.

ودعا في كلمة مع الحشد حكومة المتمردين إلى "تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها"، مشدداً على أن حزبه يرفض أن تكون شراكته مع المتمردين "مجرد ديكور".

من جهته، حاول وزير المواصلات في حكومة المتمردين عضو حزب المؤتمر جليدان محمود جليدان، التقليل من أهمية الخلاف بين الطرفين. وقال "خلافات عادية، دائماً (بين) الإخوة توجد خلافات بسيطة تتلاشى بمرور الأيام".

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن