الأسباب الخفية للقاء الأمير «محمد بن سلمان» بمشائخ القبائل اليمنية الـ«7» في الرياض

السبت 08 إبريل-نيسان 2017 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - القدس العربي
عدد القراءات 6025

ذكرت مصادر سياسية يمنية أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بدأت التهيئة والاستعدادات الواسعة لمعركة الحسم الرامية إلى استعادة العاصمة صنعاء وذلك عبر التحركات والتصعيد العسكري ومصاحبة ذلك بتفعيل دور رجال القبائل في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء.

وقالت لـ(القدس العربي) ان «السلطات السعودية، المتزعمة للتحالف العربي في اليمن أدركت أن أي توجه لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء لن يكون سهلا ما لم يكن مصاحبا بقوات القبائل اليمنية على الأرض والتي لعبت دورا مؤثرا في كل دورات العنف ومنعطفات الصراع المسلح في اليمن خلال الحقبة السابقة».

وذكرت ان «هذه القناعة كانت الدافع الرئيس وراء قيام السلطات السعودية بتنظيم الاجتماع القبلي لزعماء القبائل اليمنية في العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام القليلة الماضية ولقاء ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزعماء القبائل اليمنية وإلقائه كلمة مؤثرة فيهم، والتي تهدف في مجملها إلى إعادة تفعيل دور القبائل اليمنية، كدور تقليدي في العمليات العسكرية الراهنة باليمن من أجل استعادة الدولة ومؤسساتها إلى حضن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربع منصور هادي».

ويعتقد العديد من المراقبين أن هذا اللقاء القبلي الذي يعتبر الأول من نوعه في السعودية مؤشر كبير على التحوّل السياسي السعودي واليمني على حد سواء نحو تفعيل الدور القبلي لمساندة قوات الدولة والحفاظ عليه من أجل فرص أكبر للاستقرار السياسي في البلاد مستقبلا، بعد ان عرضته جماعة الحوثي المسلحة وحليفها صالح للانهيار والتصدع الكبير خلال الثلاث السنوات الماضية.

وذكروا لـ(القدس العربي) أن أحد أهم القضايا في اللقاء القبلي في السعودية هو احتواء القبائل الرئيسية السبع المحيطة بالعاصمة صنعاء وكسب ولاءها لدعم السلطة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس هادي من أجل خلق استعادة السيطرة على العاصمة صنعاء وضمان الاستقرار فيها، انطلاقا من العرف السائد في اليمن بأن السيطرة على العاصمة صنعاء تمر عبر الحزام الأمني المحيط بها والمقصود به هو كسب ولاء القبائل الشديدة البأس المحيطة بالعاصمة صنعاء من كافة الاتجاهات.

المصادر السياسية، أوضحت أن إرهاصات عملية الحسم بدأت تدريجيا على أرض الواقع في الجانب العسكري، والتي بدأت بالتحركات العسكرية في المناطق الغربية لمحافظة الحديدة، والتي من المتوقع أن تسير عملية تحرير العاصمة صنعاء بالتوازي مع السيطرة على محافظة الحديدة، غربي اليمن، والتي تقع فيها أهم الموانئ اليمنية التي تغذي الميليشيا الانقلابية الحوثية وحليفتها القوات التابعة التابعة للرئيس السابق علي صالح.

واعتبرت هذه المصادر «أن تحرير محافظة الحديدة والسيطرة على ميناء البحري تعد في مقدمة الأولويات الراهنة لقوات التحالف والقوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي وأن الإجراءات والترتيبات تسير في اتجاه تحقيق هذه الهدف والذي سيكون تحقيقه عامل مساعد لتسهيل عملية حصار العاصمة صنعاء اقتصاديا عبر السيطرة على ميناء الحديدة، وعسكريا عبر التقدم العسكري لقوات الجيش الحكومي نحو العاصمة صنعاء من مختلف الجهات وكذا عبر كسب ولاءات زعماء القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء وبالتالي تسهيل دخول العاصمة صنعاء بدون مواجهات عسكرية كبيرة».

وكانت السلطات السعودية عقدت اجتماعا كبيرا منتصف الأسبوع المنصرم لزعماء القبائل اليمنية من مختلف المحافظات اليمنية وأعطتهم دفعة قوية لاستعادة دورهم القبلي المؤثر والفعال في المعركة المقبلة لاستعادة العاصمة صنعاء من الانقلابيين الحوثيين وصالح والذين أدخلوا اليمن في معركة طاحنة من اجل السيطرة على الحكم في البلاد وفرض نظامهم السلالي على الجميع تحت ادعاء (الحق الإلهي) في السلطة باليمن وهو ما يعني الانقضاض على النظام الجمهوري ويتعارض مع التقاليد الديمقراطية التي يقوم عليها الحكم الجمهوري والتبادل السلمي للسلطة في اليمن.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن