آخر الاخبار

زيارة أردوغان لروسيا.. انفتاح اقتصادي وتفاهم سياسي وتعاون عسكري

السبت 11 مارس - آذار 2017 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 1826

القمة التركية الروسية التي عُقدت بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين في موسكو، أمس الجمعة، تنطوي على أهمية بالغة من حيث التوقيت والمضمون.

فقد لا يحتاج المراقبون الإعلاميون والسياسيون إلى كثير من التحليل لقراءة النتائج، إذ يكفي التوقف عند ثمار زيارة الرئيس أردوغان لروسيا، والتي جاءت ثلاثية الأبعاد من حيث التفاهم السياسي، والتعاون العسكري تجاه ملفات المنطقة وأبرزها الملف السوري، والانفتاح الاقتصادي.

** العلاقات الثنائية

في حديثه عن هذا الفصل بين البلدين، أكد أردوغان بأن تركيا وروسيا قطعتا شوطاً كبيراً في تطبيع العلاقات الثنائية عبر الخطوات المتخذة خلال الأشهر الأخيرة.

واعتبر أن "الصداقة بين البلدين تمتلك قوة قادرة للتغلب على جميع الاختبارات والصعوبات والاستفزازات".

منوهاً بأن "المصالح المشتركة لروسيا وتركيا قد تزعج البعض، ولهذا لن ننساق وراء الاستفزازات ولن نسمح للمنظمات الإرهابية بالنيل من علاقاتنا".

أما بوتين، فأعلن من جهته، في هذا الصدد، أن روسيا وتركيا "عادتا إلى سبيل الشراكة الحقيقية".

وقال إن البلدين بإمكانهما رفع العلاقات بينهما إلى مستوى جديد، وأنهما لن يكتفيا بتعويض الخسائر فقط. معتبراً تركيا شريكا بالغ الاهمية. 

** تنسيق الجهود إزاء الأزمة السورية

الرئيسان أكدا على التنسيق والتعاون الكامل بين البلدين فيما يخص العمليات العسكرية والإنسانية في سوريا.

فأردوغان الذي شدد على ضرورة عدم تهديد وحدة الأراضي السورية ووحدتها الوطنية من قبل أحد، قال إن بلاده ستواصل تنسيق الجهود مع روسيا من أجل التوصل إلى حل للملف السوري قائم على العدل.

وأكد في الوقت ذاته على "ضرورة عمل كافة الأطراف بجدية بما فيها النظام السوري لكي تؤدي محادثات جنيف النتائج المرجوة منها".

وعن العملية العسكرية في مدينة منبج شمالي سوريا، قال الرئيس التركي إن بلاده شأنها شأن روسيا تريد التعاون مع قوات التحالف الدولي، من أجل تأمين عودة عودة سكان المدينة إليها".

بوتين، بدوره أعرب عن تقديره لمستوى التعاون العالي بين الوحدات العسكرية والاستخباراتية للبلدين في هذا الملف.

وأضاف: "بفضل تعاوننا ومساهمة أصدقائنا الإيرانيين نجحنا في ضمان وقف إطلاق النار في سوريا (دخل حيز التنفيذ 30 ديسمبر/كانون أول 2016)، ولأول مرة جرى حوار متبادل بين الأطراف في أستانة ، وهذا نتيجة واضحة لعملنا".

وشدد على ضرورة متابعة المفاوضات السياسية التي أعقبت وقف إطلاق النار، لافتاً إلى الأهمية البالغة لإيجاد حل للأزمة والتحرك بمبدأ ضمان وحدة الأراضي السورية.

** مكافحة الإرهاب

بوتين وفي المؤتمر الصحفي مع أردوغان، أكد وجود تبادل معلومات وآراء بين البلدين فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

وأشار إلى أن جهازي استخبارات البلدين يتعاونان بشكل وثيق فيما بينهما، مبدياً رغبتهما في توسيع ذلك التعاون.

ونوه بأن روسيا وتركيا اتفقتا على مواصلة التعاون النشيط لمحاربة الإرهابيين وخاصة تنظيم "داعش"، "من خلال القيام بعمل مشترك عبر القنوات العسكرية والاستخباراتية".

وفي هذا السياق، عبّر الرئيس الروسي عن تضامن بلاده مع الشعب التركي ضد الهجمات الإرهابية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن السلطات التركية اتخذت كافة التدابير من أجل ضمان أمن السياح الروس.

أما الرئيس التركي، وفي افتتاح اجتماع مجلس التعاون التركي الروسي، الذي عُقد في إطار الزيارة التي انتهت في اليوم نفسه، فأعرب عن تطلع بلاده لإنهاء أنشطة تنظيم "ب ي د" (الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، في موسكو.

وشدد على "أهمية التحرك بشكل متعاون ووثيق فيما يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب".

** رفع القيود المفروضة على تركيا

رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، أعلن في اليوم نفسه، السماح باستيراد بعض المنتجات الزراعية من تركيا، لاغياً بذلك قيودا سابقة في هذا الصدد.

وأعقبه بنفس الدرب، الرئيس بوتين الذي أعلن عزم روسيا رفع القيود المفروضة على المواطنين والشركات التركية "في أقرب وقت". 

وقال بوتين إن "القرار السياسي اُتخذ من أجل رفع القيود عن الشركات التركية، ورفع الحظر عن منح تأشيرات الدخول وإقامات العمل للمواطنين الأتراك". على أن يتواصل العمل من أجل حل باقي المسائل. 

قرار سياسي روسي، قابله أردوغان بالترحيب، معرباً عن أمله في "إلغاء جميع القيود الاقتصادية التي فرضتها موسكو، كي نتمكن من تحقيق هدف الـ 100 مليار دولار في حجم التبادل التجاري".

وأشار الرئيس التركي إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 38 مليار دولار، قبل أن ينخفض إلى 17 مليار بعد أزمة إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر/تشرين ثان عام 2015.

** السياحة 

القطاع السياحي لم يغب هو الآخر عن أجندة اللقاءات بين الجانبين، فبوتين أكد أن قضاء العطلة في تركيا تحول إلى جزء هام من حياة الروس.
وقال إن "الملايين من المواطنين الروس قضوا عطلهم في تركيا في السنوات الأخيرة، وشعروا بكرم ضيافة هذا البلد، وأنا شخصيًا قبل تولي هذا المنصب قضيت عطلتي عدة مرات في تركيا".

مشيراً إلى اعتزام البلدين إعلان 2019 عام الثقافة والسياحة بينهما. 

** توقيع ثماني اتفاقيات

شهدت زيارة أردوغان لروسيا، توقيع ثماني اتفاقيات، شملت اتفاقية تعاون بين وكالتي الأناضول و"إيتارتاس" للأنباء، وبرنامج متوسط المدى بين عامي 2017 و2020 بخصوص التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي، وتأسيس صندوق استثمار مشترك، برأس مال يبلغ مليار دولار أمريكي. 

كما وقع البلدان مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال تأهيل موظفين دبلوماسيين وتبادل المعلومات، واعتبار 2019 عام السياحة والثقافة بين البلدين.

فضلاً عن توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة العدل التركية والنيابة العامة الروسية، ومذكرة تفاهم بين هيئة براءة الاختراع والعلامات التجارية التركية والهيئة الإتحادية الروسية للملكية الفكرية.

إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين دارة دعم وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التركية ونظيرتها الروسية "أوبورا روسّي".

اتفاقياتٌ، "ستعزز من خلالها الدولتان أرضية علاقاتهما الاقتصادية"، كما قال أردوغان.

وفي هذا الصدد، أكد بوتين أن تركيا تعد أحد أبرز الشركاء التجاريين بالنسبة لبلاده.