إدارة "ترامب" تتحرك لتقزيم دور طهران في اليمن

الإثنين 06 فبراير-شباط 2017 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - سبق
عدد القراءات 2255
كشفت الأيام القليلة الماضية على تسلُّم الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها خلفًا لإدارة باراك أوباما الديمقراطية عن تغيُّر واضح في النظرة والموقف الأمريكي من التطورات الجارية في اليمن.

 وبدت مواقف إدارة "ترامب"، التي أُعلنت على مستوى عال عبر مستشار ترامب للأمن القومي ووزير خارجيته، إضافة إلى موقف مماثل أعلنه "ترامب" شخصيًّا، حتى ولو كان هذا الموقف موجهًا لإيران، غير أنه كان بسبب نشاطها التخريبي الإرهابي في المنطقة واليمن، إحدى المناطق التي تضررت بالتدخل السافر للدولة الإيرانية.
 كما أن لقاءات يعقدها سفير واشنطن لدى اليمن مع كبار مسؤولي البلاد، منهم نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر، أظهرت اهتمامًا أمريكيًّا كبيرًا بالملف اليمني، وبشكل مغاير لتحركات الإدارة السابقة التي ختمت فترة حكمها بمبادرة لوزير الخارجية جون كيري، رفضتها الحكومة الشرعية؛ كونها تشكّل تشريعًا للانقلاب وتمنح الانقلابيين دورًا يفوق حصة الشرعية.
 ويتجلى الموقف الأمريكي من مليشيات الانقلاب في إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة انتهاء عهد أوباما، وطريقة تعاطيه مع طهران ووكلائها في المنطقة والمليشيات الحوثية، أحد أبرز هؤلاء الوكلاء حاليًا، إضافة إلى التعاطي مع مليشيات الانقلاب الحوثية بوصفها مليشيات إرهابية.
 وذهبت مجلة فورن بوليسي الأمريكية بعيدًا بحديثها عن مواجهة عسكرية مرتقبة بين واشنطن وإيران، ستكون اليمن مسرح عملياتها، وأن القوات الأمريكية لديها صلاحيات لتوجيه ضربات عسكرية لمواقع الانقلابيين متى لزم الأمر.
 وكشف آخر خطاب توجَّه به زعيم مليشيات الحوثي الانقلابية إلى مقاتليه في الميدان قبل أيام عن تلقيه معلومات من طهران بطبيعة التغيير الجديد في المواقف الأمريكية؛ الأمر الذي دعاه إلى مطالبة مليشياته بالانتحار والقتال حتى الموت ومواجهة المخاطر المقبلة مهما كانت كبيرة.
 ويضع الموقف الأمريكي الجديد تنظيم القاعدة ومليشيات الانقلاب الحوثية في كفة واحدة؛ إذ لم تستبعد مجلة فورن بوليسي توجيه ضربات لمواقع وقيادات انقلابية عبر طائرات بدون طيار، التي تستخدمها واشنطن في تصفية قيادات تنظيم القاعدة على الأراضي اليمنية.
 ووصلت البارجة الأمريكية يو إس إس كول إلى قبالة سواحل اليمن في باب المندب. وكانت هذه البارجة قد تعرضت لأول هجوم إرهابي نفذه تنظيم القاعدة في اليمن ضد هدف عسكري أجنبي، وكان ذلك عام 2000م إبان حكم الجمهوريين بقيادة بوش الابن.
 وتفيد تقارير بتحرك قطع عسكرية بحرية أمريكية إلى قبالة سواحل اليمن للمشاركة في تنفيذ عمليات ضد تنظيم القاعدة، وتقديم دعم لقوات التحالف العربي في مهمتها لاستكمال تحرير سواحل البحر الأحمر من سيطرة الانقلابيين.
 واعتبر عسكريون أمريكان مؤخرًا أن المعلومات التي توصل إليها الجانب الأمريكي تفيد بأن الهجوم الإرهابي الذي نفذته زوارق انتحارية حوثية ضد الفرقاطة السعودية غرب ميناء الحديدة كان يستهدف السفن الأمريكية بشكل أساسي.
 وسبق أن هاجمت المليشيات الحوثية الانقلابية بصواريخ إيرانية مضادة للسفن مدمرة الصواريخ الأمريكية "يو إس إس ميسون"؛ ما دفع بواشنطن إلى شن ضربات صواريخ كروز - توماهوك ضد مواقع الرادار التي يديرها الحوثيون في ثلاثة مواقع على سواحل مدينة الحديدة.
 وقبل ذلك هاجمت مليشيات الانقلاب الحوثية السفينة الإماراتية سويفت قبالة سواحل المخاء قرب مضيق باب المندب؛ الأمر الذي تعتبره الإدارة الأمريكية الحالية تهديدًا حقيقيًّا للممر الدولي وخطوط الملاحة الدولية.
 وتبدو المقاربة الأمريكية الجديدة من الوضع الحالي في اليمن مؤشرًا على تحرك أمريكي فاعل وقوي لتحجيم دور طهران في المنطقة، واستعادة الدور الأمريكي القائم على رعاية مصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة، وعدم التهاون أمام المشاريع الإيرانية العابرة التي وفرت لها إدارة أوباما مساحة كافية للتمدد والتحرك دون أية قيود أو حتى اعتراضات.


اكثر خبر قراءة أخبار اليمن