في بداية عهده.. "ترامب" يبحث عن "انتصار نوعي" على القاعدة في اليمن

الثلاثاء 31 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - الأناضول
عدد القراءات 1789

كشف هجوم قوة من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) على بلدة في محافظة البيضاء وسط اليمن، فجر أول أمس الأحد، عن تحول في قواعد المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية و"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، الذي يتخذ من اليمن معقلا له.

فلسنوات، اكتفت واشنطن، لاسيما خلال السنوات الثماني من حكم الرئيس السابق، باراك أوباما، بشن غارات بطائرات دون طيار، من آن إلى آخر، لتصفية من تقول إنهم قيادات من القاعدة في اليمن، لكنها فجأة نفذت عملية إنزال جوي لقوة من "المارينز" خاضت قتالا في بلدة "قيفة" اليمنية.

وهو تطور أمريكي لافت، لاسيما في ظل الأيام الأولى من حكم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي اتخذ قبل أيام قرارا بحظر دخول رعايا سبع دول إسلامية، بينها اليمن، إلى الولايات المتحدة، لمدة ثلاثة شهور، معتبرا أن هذا القرار يساهم في حماية الأمريكيين من هجمات إرهابية.


روايتان للعملية 

وفق رواية تنظيم القاعدة، في بيان مساء الأحد الماضي، فإن أربع طائرات أباتشي أمريكية قصفت بـ"16 صاروخا ثلاثة منازل في بلدة قيفة بمحافظة البيضاء؛ ما أسفر عن مقتل 30 شخصا، بينهم نساء وأطفال.

التنظيم، الذي يناصب واشنطن العداء جراء سياستها في المنطقة، أضاف أنه أعقب ذلك إنزال جنود أمريكيين واندلاع اشتباكات استمرت لساعتين، متحدثا عن سقوط جنود أمريكيين بين قتيل وجريح.

لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لم تعلن سوى مقتل جندي واحد، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، مقابل مقتل 14 مسلحا من القاعدة، وفق الرواية الأمريكية.


الهدف الرئيسي 

من بين قتلى العملية الأمريكية ثلاثة من مشايخ اليمن يوصفون بأنهم داعمين لتنظيم القاعدة، وهم: عبد الرؤوف الذهب، وسلطان الذهب، وسيف النمس، بينما لا يزال الشيخ عبد الإله الذهب مفقودا.

لكن أيا من الأربعة لا يتمتع بثقل داخل القاعدة يدفع وزارة الدفاع الأمريكية (الينتاغون) إلى تنفيذ هذه العملية النوعية، بعد سنوات من الغارات الجوية.

الصحفي اليمني المتخصص في شؤون القاعدة، عبد الرزاق الجمل، اعتبر أن "العملية أكبر بكثير من هدفها، إن كان هذا الهدف هو عبد الرؤوف وشقيقاه سلطان وعبد الإله".

الجمل تابع، في حديث للأناضول، أن "الولايات المتحدة قتلت بواسطة الطائرات من دون طيار كبار قادة القاعدة خلال السنوات الأخيرة، وليست بحاجة إلى عملية إنزال جوي لتصفية أشخاص محسوبين على التنظيم، وليسوا قيادات فيه".


بحثا عن معلومات 

وبالنسبة للصحفي اليمني فإن "الاستخبارات الأمريكية ربما حصلت على معلومات عن وجود قيادات كبيرة من تنظيم القاعدة في منطقة العملية، فتحركت على هذا الأساس".

وأعرب الجمل عن اعتقاده بأنه "لا أحد من قيادات القاعدة، غير (قاسم) الريمي (قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) أو إبراهيم عسيري (قيادي بارز في التنظيم)، يستدعي عملية إنزال أمريكية".

ورجح أن إدارة الرئيس الجمهوري ترامب، وفي أيامها الأولى، "ربما أرادت أن تحقق انتصارا نوعيا يتجاوز التصفية إلى الاعتقال، على أمل الحصول على كم هائل من المعلومات من قيادات في القاعدة".

ووفق الجمل، فإن "هذه العملية هي الرابعة من نوعها"، موضحا أن "العملية الأولى فشلت في قتل إبراهيم عسيري عسيري في محافظة شبوة (جنوب)، فيما حاولت العمليتان الثانية والثالثة إنقاذ الصحفي الأمريكي لوك سومر، الذي اختطفه تنظيم القاعدة في شبوة، لكنها أيضا انتهت بالفشل ومقتل الصحفي الأمريكي".

وفي تدوينة على موقع "تويتر"، قال الكاتب والخبير السياسي الأمريكي المهتم بالشأن اليمني، أدم بارون، إن الهدف الرئيسي من عملية الإنزال الأمريكية، فجر الأحد، كان اعتقال زعيم القاعدة في اليمن، قاسم الريمي، واثنين آخرين (لم يسمهما).


أسرة العولقي 

منددين بما وصفوها بـ"الجريمة البشعة"، تناقل نشطاء يمنيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لجثث أطفال قتلوا خلال القصف والإنزال الجوي الأمريكي، الذي شهدته بلدة "قيفة".

النشطاء نشروا صورة للطفلة "نوار"، التي قتلت في غارة الأحد، وهي أبنة أنور العولقي (أمريكي من أصل يمني)، أحد قيادات القاعدة، الذي قتل في غارة جوية أمريكية عام 2011، وذلك بجانب صورة لشقيقها عبد الرحمن، الذي قتل هو الأخر في 2011، جراء هجوم لطائرة بدون طيار بينما كان في الحادية عشرة من عمره.

كما قتلت خلال عملية الأحد زوجة العولقي، وهي تنتمي إلى عائلة "الذهب"، وكانت تعيش مع عائلتها في منطقة يكلاء بمحافظة البيضاء منذ مقتل زوجها.

وندد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، بالعملية الأمريكية، مشددا على أن "القتل خارج القانون وقتل المدنيين عمل مدان ودعم للإرهاب".