العميد مفرح بحيبح لـ«مأرب برس»: أستمد عزيمتي من أهداف سبتمبر وأكتوبر ومن مخرجات الحوار وسنضحى حتى تحقيقها (حوار)

الإثنين 23 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 4212
 
العميد ركن مفرح بحيبح قائد اللواء 26 مشاه

أطلقت قوات الجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عملية عسكرية واسعة لاستعادة مديريتي عسيلان "النفطية" وبيحان بمحافظة شبوة شرقي اليمن، وتحريرها من قبضة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وأسفرت العملية خلال أيامها الأولى عن استعادة مساحات واسعة منهما.

وتكمن أهمية "جبهة الساق-الصفحة" ومديرية "بيحان" عموماً، كونها محاذية لمحافظة مأرب، وتربطهما مساحات شاسعة، وإطلالها على موارد النفط والغاز وخطوط نقله، وأيضاً ترتبط بخط الساحل والذي يمثل أهمية بالغة بالنسبة للمليشيا الانقلابية، حيث كانت تستخدمه في تهريب شحنات الأسلحة وتجارة الممنوعات.

كما تمثل محافظة شبوة بشكل عام أهمية استراتيجية نظراً لتواجد عدد من الشركات التي تعمل على تنقيب النفط فيها، فضلاً عن وجود "ميناء بلحاف" لتصدير الغاز. كما تشكل المحافظة حلقة وصل بين مدينة عدن والمحافظات الشرقية كحضرموت والمهرة.

اللواء 26مشاة، التحق مؤخراً لتعزيز قوات الشرعية المرابطة في تلك الجبهة، وتمكنت وحداته مسنودة بـ"كتيبة الحزم" ورجال المقاومة الشعبية، من استعادة مساحات واسعة من التباب والمواقع الجبلية الوعرة في جبهة السَّاق بـ"بيحان" من جهة الصحراء، وتنتشر حالياً على امتداد أكثر من 15 كليو متر، وتتمركز طلائعه بالقرب من "مثلث بيحان" الخط الرابط بين مأرب وشبوة والبيضاء.

العميد الركن مفرح بحيبح، قائد اللواء 26 مشاة، والذي يخوض معركة مصيرية في مديرية بيحان شبوة، وقدم ثلاثة من أبنائه في معارك التحرير، كان آخرهم نجله "راشد" في العملية العسكرية الأخيرة.

وهو أيضاً، قائد معركة تطهير مديرية حريب "مأرب"، ومديرية "عين شبوة" بصفته قائداً للواء26مشاة والذي أسسه بقرار جمهوري في العام 2015م، وأحد أبرز القيادات التي طهرت قانية مراد- المنطقة الفاصلة بين مأرب والبيضاء- من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.


حوار: فارس السريحي


**/ أعلنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف، عملية عسكرية لاستعادة مديريتي "بيحان وعسيلان" بشبوة، ما الذي حققتموه، وما سبب توقفها؟

**/ حققت قواتنا انجاز كبير وهو استعادة "جبال الساق" المعروفة بصعوبتها ووعورتها وتحصن مليشيا الحوثي وصالح في هذه المواقع جبال والحمد لله تم تحريرها في اليوم الأول واليوم الثاني، والعملية لم تتوقف إلا لأنه حدد لها أن تنفذ هذه المهمة كخطوة أولى، ومهمة لاحقة. أما المهمة التالية يرتب لها وقرارها سيصدر من الجهة المعنية لتوجيه العملية.

و"جبال الساق" هي جبال وعرة كان يتحصن فيها الحوثيون وبعدها منطقة تسمى "مقيربة" (شرق منطقة الساق- غرب بيحان) وبعدها "الملف الخطير" وهذا يطل على الخط الواصل إلى "عسيلان" وفي هذه المناطق تباب وجبال مرتفعة أكثر من 6 أو 7 مترامية ومتباعدة نسيطر عليها وهذا الحمد لله أنجز في اليوم الأول واليوم الثاني، وما زلنا الآن نرتب أنفسنا وننتظر التوجيهات من القيادة العليا".


*/ ما مدى التنسيق بينكم والوحدات العسكرية في الجبهات الأخرى بشبوة، وهل وفرت لكم قيادة الشرعية المتطلبات اللازمة للمعركة واستمرارها؟

**/ بالنسبة للتنسيق كان ضعيفاً في ما مضى وبعدها- الحمد لله- التقينا بقيادة اللواء 19 واللواء 21 ورجال المقاومة الشعبية وقيادتها وتفاهمنا واتفقنا على تحديد مواقف مشتركة، وأصبح التنسيق مكتمل والتواصل مستمر ومهامنا مشتركة وعما قريب ستسمعون ما يسر ويثبت وحدة هذه القوى.


*/ تسيطر وحدات اللواء 26 مشاه على مساحات واسعة- (من الماهلية - الجوبة - حريب - عين - إلى مديرية بيحان)، هل تكفي قوة اللواء لتأمين تلك المناطق وتنفيذ عمليات عسكرية في نفس الوقت؟

**/ فالحقيقة فعلاً، عندنا أمن الطرق في الجوبة ووحدات أخرى في "قانية" وعندنا مواقع "حريب عين" وهي مغطاة بما يكفيها، ونحن لا نلتزم بالعدد فالمهام التي نكلف بها نحاول ننفذها تحت أي ظرف وبأي حالة كانت، والحمد لله كل المهام التي أُسندت إلينا نفذناها، صحيح في شيء من القصور، لكن هذا نعتبره قدرنا ومصيرنا لا بد أن نقتنع بالوضع الذي نحن فيه وننتصر به.


*/ وهل هناك تعزيزات بشرية لامدادكم من وحدات عسكرية أخرى؟

**/ إلى الآن لدينا قوة اللواء 26 مشاة، وإلى جانبها "كتيبة الحزم" ومعنا من رجال المقاومة الشعبية، من مختلف أبناء محافظة شبوة ومديرياتها، وهم موجودين في "جبهة الساق" وفي "صوفة" مساندين ومقاتلين.


*/ استشهد ثالث أبنائك وأنت تخوض معارك التحرير، من أين يستمد "العميد بحيبح" عزيمته وإصراره على المضيّ قدماً في هذا الطريق رغم الكلفة الصعبة، وإلى أي مدى سيصل ؟

**/ بالنسبة للتضحيات فأنا أستمد عزيمتي وقوتي من ديننا الحنيف الذي يحمل توصيات ربنا العظيم ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم من أهداف سبتمبر، وأكتوبر، والوحدة اليمنية، ومخرجات الحوار الوطني، ولو نظرنا إلى تضحية من سبقونا وقاموا بثورة سبتمبر واكتوبر، لوجدت تضحياتنا لا تساوي قطرة في بحر، لقناعتنا سنظل نضحي ثم نضحي حتى نثبت هذه الأهداف التي ضحى من أجلها أجدادنا وأسلافنا وسنحافظ على أهداف ثورة سبتمبر واكتوبر وعلى الوحدة اليمنية ومخرجات الحوار الوطني تحت أي ظرف، لا يهمنا التضحيات بقدر ما يهمنا أن ننتصر للوطن، وأن نحافظ على كرامته، "من لا وطن له لا كرامة له"، 

ونحن ندافع عن هذه الأهداف ثم ندافع عن دين الله، هؤلاء (يقصد مليشيا الحوثي) أتوا ليحرفوا كتاب الله يحرفوا دين الله، نحن ندافع عن هذا الدين وعن الوطن، وكل شيء يهون في سبيله وقليل تضحيات من أجل الحفاظ على هذا الوطن وعن دين الله".

والتضحيات لم يكونوا من أبنائي فقط ، ولكن كل أبناء الشعب اليمني مضحيين وما حالنا إلا من حال الناس، وعزاؤنا فيمن ضحينا به هو أن ننتصر للوطن.


*/ ما مقدار الدعم الذي توفره لكم قيادة الشرعية وقوات التحالف العربي؟

**/ الشرعية لم تقصر في دعمنا وإمدادنا بقدر الموجود، وعندنا مبدأ وهو أننا لا نتوقف بحجم الدعم أو قل الدعم، نحن نعمل بالممكن والموجود وننتصر لا نتوقف من أجل أن نحصل على هذه الحسابات أحياناً تحصل على إمكانات من العدو وحليت مشكلة.

وبكل صدق، دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، لولا أنهم فزعوا على أهلهم في اليمن لكانت الأمور مختلفة، وأكبر دعم هو سلاح الجو "الطيران"، كما أنهم دعموا بالإمكانات العسكرية وبالحال والمال وشاركوا في الجبهات بأنفسهم،

وفي الحقيقة، دعمهم غير محدود وهذا سيظل يتكلم عنه الأجيال جيلاً بعداً جيل، وهذه الفزعة أعتبرها ليست من أجل اليمن فحسب ولكنها للوطن العربي بشكل عام ليثبتوا للعالم أنه ما زال هناك من يدافع عن الحق العربي، وأن العرب لم يموتوا في هذا الزمن الذي ذلت فيه بعض القيادات العربية.


*/رسالتكم لقيادة الشرعية ودول التحالف العربي..

نشكر قيادة التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ونشد على أيدي قيادة الشرعية بالعزم قدماً ونقول لهم إننا سننفذ كل التوجيهات والأوامر أولاً بأول، لا يدخل اليأس قلوبنا، ولا نقبل الهوان، وباطن الأرض خيرٌ لنا من ظاهرها إذا قبلنا بالهوان.


*/رسالة لأبناء محافظة شبوة..

**/ أدعوا اخواننا في محافظة "شبوة" بكل توجهاتهم وبمختلف تكويناتهم الاجتماعية أن يتخلصوا من الحوثي فهذه المليشيات ما هي إلا شر، وسنحافظ على كرامتهم وأعراضهم أعراضنا وحقوقهم حقوقنا، بغض النظر عما مضى،

كما أدعوهم إلى التعايش فيما بينهم والقبول بالآخر وأدعوهم أيضاً إلى التخلص من الآتي من صعدة الذين لا حق لهم في هذه المحافظة، وفي هذه المديرية التي لم نعهدها حاضنة للجانب الشيعي، 

إلى الأخوة من الأشراف من السادة أقول لهم نحن متعايشون وقابلون ببعضنا البعض عبر التاريخ، فأنا أدعوهم للتعايش وأن نتعاون مع بعض على صيانة بيحان واخراج المليشيا وأن لا يكونوا سبب في تدمير الأبرياء، وهي دعوة للجميع بمختلف أنواعهم وتسمياتهم وتكويناتهم الاجتماعية.


*رسالة أخيرة تودون توجيهها عبر "مأرب برس"..

**/ من خلالكم، أنا شد كل الاخوة، سياسيين أو عسكريين أو مشائخ أو قبائل أعرفهم جيداً ويعرفوني ولكن ما الذي جرى عليهم حتى انجرّوا وراء هذه الفتنة، أناشدهم الله أن يعيدوا حساباتهم وأن يعودوا إلى حضن الوطن، ما أتى به الحوثي هي فتنة طائفية ومذهبية يعلم الله الى أين تنتهي، ستأكل الأخضر واليابس،

فأرجوا أن لا يساهموا في تدمير أنفسهم وتدمير أهلهم وتدمير الشعب اليمني، وأعتقد أن قيادة الشرعية وكل من في الشرعية لا يحاسبوا احد على الماضي، الحوثي عرفنا أن لديه خيارين إما معي أو ضدي، من الناس من أجبرهم أن يقاتلوا معه ومن الناس من خدعهم بالشعارات البراقة، ومن الناس من استغلهم باسم الزيدية، ...وبالنسبة للزيدية- وأنا تكلمت في هذا الموضوع كثير- الزيدية ثلث الشافعية والشافعية ثلث الزيدية عبر التاريخ في اليمن، تعايش من بعضنا البعض ونقبل ببعضنا البعض وليس هناك مشكلة، إلى أن أتت هذه الفتن، 

فهذه فتنة طائفية، أرجوا من كل الاخوة أن يعيدوا حساباتهم ويعلمون أنهم سائرون في خطأ، في فتن مذهبية وطائفية لا مكان لها في الشعب اليمني، وأتمنى أن يعيدوا لحمة الشعب اليمني على ما كانت عليه وأن نتجاوز الماضي، ونعود الى حضيرة الحق، إلى حضيرة الوطن حضيرة الثورة إلى حضيرة سبتمبر، إلى حضيرة اكتوبر، إلى حضيرة مخرجات الحوار الوطني، إلى اليمن العربي".