مأرب برس تنشر نص كلمة رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك في افتتاح اللقاء الواسع الثالث

الخميس 19 يونيو-حزيران 2008 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 4583
كلمة رئيس المجلس الأعلى الإخوة والأخوات الضيوف الكرام الإخوة أعضاء الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاءالمشترك الإخوة والأخوات قيادات أحزاب اللقاء المشترك على المستوى المركزي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: باسمي شخصياً ونيابة عن المجلس الأعلى للقاء المشترك أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب وأخص بالشكر والتحية الإخوة الذين تجشموا عناء السفر من مختلف محافظات الجمهورية لحضور هذا اللقاء الثالث الذي يحمل انعقاده في هذا الوقت دلالات بالغة الأهمية حيث يأتي هذا الانعقاد الثالث ليعكس مستوى التطور في البيئة التنظيمية للعمل الوطني للقاء لامشترك تنامي وترسخ تقاليد العمل المؤسسي داخل هذا لاإطار الراقي للعمل الوطني المشترك الذي أضحى التجسيد الفعلي والواقعي لروح الوحدة الوطنية ليمثل بذلك امتداداً أصيلاً وصادقاً للمبادئ والقيم النبيلة التي حملها الآباء ورواد الحركة الوطنية بكل روافدها ومكوناتها السياسية والاجتماعية، الخيرة منذ مطلع القرن الماضي. الإخوة والأخوات في قيادات أحزاب اللقاء المشترك، إن انعقاد لقائكم الموسع الثالث في هذه اللحظة الراهنة والظرف الزمني الذي تمر به البلاد وما يلقيه ذلك على عاتقنا جميعاً من مهام ومسئوليات نضالية يكسبه بعد استثنائياً عليكم أن تستحضروه في نقاشاتكم ومداولاتكم وفيما ستخرجون به من قرارات وتوصيات تضع المصلحة العليا للوطن الذي باتت سياسات السلطة وممارساتها اللامسؤولة تدفع به إلى أتون الأزمات الكارثية بل وترميه كل يوم بأزمة جديدة تضاف إلى أزماته. الإخوة الضيوف الإخوة والأخوات قادة اللقاء المشترك إن الأزمة الحادة التي تعيشها بلادنا وتدفع بها نحو الكارثة المزلزلة لحاضرنا ومستقبلنا لم تكون سوى نتاج طبيعي للسياسات والأساليب والممارسات الخاطئة التي انتهجتها السلطة في إدارة الدولة وتعاملت بها مع مختلف التحديات التي واجهت البلاد حيث غيبت أبعاد الحكم الجماعي الشوروي الديمقراطي المؤسساتي وسادت المزاجية والفردية، وهمشت المؤسسات الدستورية، وسخر المال العام والوظيفة العامة وكل مقدرات الدولة لخدمة المصالح الشخصية والأنانية للمسكين بالسلطة وتكريس بقائهم الدائم على كرسي الحكم، وأطلقت يد العبث والفساد، واستحوذت حفنة من المتزلفين والمقربين على السلطة والثروة على حساب الكفاءات الوطنية ومطالب الأغلبية من المواطنين الذين واجهوا ويواجهون حالة البؤس وضنك العيش، وتعاظمت تلك المصالح غير المشروعة بحماية من السلطة بقدر تعاظم الفقر والعوز في المجتمع حتى غدت تمثل سداً منيعاً أمام دعوات ومطالب الإصلاح والشركة الوطنية المجسدة لمقتضيات المواطنة المتساوية. لقد سعى اللقاء المشترك خلال الفترة الماضية إلى الحوار مع السلطة والحزب الحاكم على أمل تدارك الأوضاع وإخراج البلاد من حالة الاحتقان والانسداد السياسي، وتحقيق الاستقرار الأمني والمعيشي في البلاد إلا أن سلطة المصالح غير المشروعة التي تحسب كل دعوة أو صيحة للإصلاح السياسي والوطني عليها تستهدف تقويض نظام مصالحها فعملت على إجهاض وتقويض الحوار والالتفاف على نتائجه لصالح نظام الاستحواذ والأثرة، وتم التعامل مع مطالب الشراكة الوطنية بعدانية تامة، وزادت حالة النهم والشراهة في نهب المال العام، وارتفعت حدة الاحتقانات وحالة الانسداد السياسي الأمر الذي أوجد حالة من السخط والرفض لأوضاع البؤس والافقار داخل المجتمع ثم التعبير عنه بجملة من المظاهر الاحتجاجية السلمية التي كفلها الدستور والقانون لاسيما في المحافظات الجنوبية التي أضاف استمرار أثار حرب 94 عليها يادة في المعاناة والبؤس والاقصاء وبدلاً من أن تتعاطى السلطة مع تلك المطالب الشعبية عامة ومطالب أبناء الجنوب خاصة بشكل إيجابي يستند على قاعدة الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية اتجهت السلطة وبكل آسى وأسف إلى الأساليب القمعية واستخدام القوة والعنف في مواجهة الحراك السلمي والمطالب المشروعة، وهو ما أدى إلى زيادة حالة السخط التي من شأنها المزيد من الأضرار بالوحدة الوطنية وأخوف ما نخافه أن تأخذ حالة الغليان والسخط أشكالاً خطيرة في التعبير عن نفسها، وفي هذا السياق ينظر المشترك إلى أحداث صعدة وتجدد الاقتتال فيها للمرة الخامسة وما يشكله ذلك من خطر بالغ على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي. لقد تعامت السلطة عن الدعوة التي أطلقها المشترك لمعالجة الأوضاع في صعدة في إطار وطني واسع، كما أصمت أذنها عن كل الدعوات المخلصة لمعالجة القضية الجنوبية والقضية الاقتصادية والقضية الأمنية.. إلخ عبر حوار وطني شامل وجاد ومسئول تعقبه خطوات عملية تضع البلاد على مسار الإصلاح السياسي والوطني الشامل. الإخوة والأخوات الحضور إن المجلس الأعلى للقاء المشترك واستشعاراً منه لمسئوليته الوطنية والحزبية وإزاء حالة الأزمة ا لتي طالت ألسنة لهبها كل أبناء اليمن قد أطلق دعوته للتشاور الوطني الواسع للبحث عن السبل السليمة والآمنة للخروج بالبلاد من حالة الأزمة – التي تكاد أن تأتي على الأخضر واليابس – إلى بر الأمان، وهي المهمة التي سيكرس لها هذا اللقاء أسال الله أن يهدينا إلى أرشد أمرنا. وفي الختام اشكركم جميعاً على حضوركم وأخص بالشكر الإخوة الصحافيين والإعلاميين الذين تمكنوا رغم حداثة التجربة، وحصار السلطة للكلمة الحرة من الاستمرار ومواصلة السير في طريق تأسيس سلطة الصحافة والارتقاء بدورها في المجتمع. وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن