حذر الخبير العسكري اليمني العميد محسن خصروف من خطورة الوضع الأمني في اليمن، مؤكدا أن بلاده من الممكن أن تتحول إلى أفغانستان جديدة، وسيطرة تنظيم القاعدة عليها وعدد من التنظيمات الإرهابية، لتكون ملاذا آمنا لتلك العناصر في بلد يعاني أهله الرعب واليأس والفوضى.

موضحا أن القاعدة في اليمن تقوم بأعمال سطو ونهب للبنوك وتستولي على المزيد من المواقع في البلاد.

ونقلت صحيفة عكاظ عن خصروف إن اليمن معرض للانقسام إلى شطرين إذا رفضت جماعة الحوثي التفاوض. منوها أن محادثات السلام بين الأطراف المتنازعة في اليمن تبقى هي الطريقة الوحيدة لتجنب حرب طويلة الأمد في البلاد، متهما الرئيس المعزول علي عبد الله صالح بأنه المسؤول الأول عن الفوضى في اليمن، محملا الميليشيات الحوثية أيضا المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في البلاد؛ بسبب انقلابها على الشرعية وتشكيل تحالف مع صالح لتقاسم السلطة، وجر البلاد إلى حرب أهلية طائفية دامية. وأشار الخبير العسكري إلى أن الأوضاع الإنسانية في بلاده سيئة جدا ومأساوية، حيث هناك عشرات الآلاف من الجرحى والمشردين والنازحين والأسرى من كل الأطراف، بالإضافة إلى نحو ثمانية ملايين يحتاجون إلى الغذاء، منوها أن هذا الوضع الإنساني المأساوي يحتاج إلى وقف فوري للحرب والشروع فورا في أعمال الإغاثة الإنسانية، مضيفا أن اليمن يعيش حالة من الفوضى العارمة غير المسبوقة في تاريخه على كافة نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، منوها أن دور طهران خطير في اليمن يدفع إلى الاتجاه السوري والعراقي، وإلى نزاعات مذهبية متطرفة.

وحول دور المملكة في اليمن، قال خصروف: المملكة أنقذت اليمن من ويلات الحروب والانقسامات والحرب الأهلية من خلال عاصفة الحزم وما تبعها من إعادة الأمل، فالدور السعودي كان محوريا، وقفت بجانب اليمن في هذه المحنة وقوف الأخ لأخيه، والجار لجاره من منطلق عربي وإسلامي ومن منطلق الأمن القومي للخليج والعرب بشكل عام، فهذا المشروع لم يكن يستهدف اليمن وحدها، بل يستهدف الأمن القومي العربي بشكل عام، ما قامت به المملكة يصب في مصلحة الجميع وهو أمر ستذكره الأجيال في اليمن.

وحول الوضع فى مضيق باب المندب الاستراتيجي، قال الخبير العسكري: باب المندب ممر هام للملاحة الدولية، حيث يتدفق منه نفط الخليج إلى سائر أنحاء العالم، كما أنه البوابة الجنوبية لقناة السويس، وبالتالي فهو يشكل أهمية استراتيجية للأمن القومي العربي وجميع الدول تدرك تلك الأهمية لباب المندب، وبالتالي فلن تجازف أية دولة في إغلاق الممر أو غيره من الممرات الدولية المعروفة في وجه الملاحة الدولية.

وخلص خصروف عن أمله بأن تتوقف الحرب فى بلاده اليوم قبل الغد، منوها أن بعض القوى وتجار الحروب لا يريدون نهاية لها مع الأسف لأنها مصدر للكسب ولو كان ذلك على حساب دماء ودموع الشعب.