في اليمن.. مواقع التواصل الاجتماعي سرادق عزاء

الخميس 25 يونيو-حزيران 2015 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - مصر العربية
عدد القراءات 5819

بسبب الصراع المسلح الدائر في اليمن حالياً حوًل اليمنيون مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء كبيرة ومعرض واسع لجثث القتلى والجرحى بعد أن وصل عدد الضحايا بالآلاف وهو ما يخلق شعب يصارع للبقاء وجيل ناشئ على الفجائع والخذلان ودمار نفسي لن يندمل لأجيال متعاقبة.

الناشطة اليمنية سعاد مجد الدين قالت في حديث خاص لـ"مصر العربية" أنها لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الهموم والآلام وأوجاع المواطن اليمني بسبب ما تقوم به جماعة الحوثيين، من حجب المواقع الإخبارية ومصادرة حرية الرأي والتعبير وتكميم الأفواه فهي لا تريد أن يتم نشر حرف واحد ضدها لذالك اضطر معظم الناشطين والإعلاميين إلى النشر في مواقع التواصل الاجتماعي ولكنها تحولت إلى ساحة عزاء كبيرة وحزن يخيم على تلك المواقع.

وتابعت تحول موقع فيس بوك وتويتر في اليمن، إلى معرض واسع لجثث القتلى والجرحى فكل صفحات أصدقائي في الفيس بوك أو تويتر أصبحت كثلاجة الموتى أو كمستشفى لتشريح الجثث صور القتلى والجرحى في كل صفحة الألم ومعاناة حلت في هذا البلد لم يعرف وقت انتهائها.

"عظم الله لكم الأجر، احسن الله عزاكم، البقية في حياتكم، رحم الله فقيدكم، إنا لله وإنا إليه راجعون" كلمات مؤلمة لا تكاد تخلوا من أي صفحة يمني في مواقع التواصل الاجتماعي وبعد أن كانت مواقع التواصل الاجتماعي للترفيه والتسلية ونشر الأخبار الساخرة والفكاهة أصبحت اليوم في ظل استمرار الحرب والمعارك صفحات تملؤها الجثث .

ومن جانبه قال المواطن اليمني ياسر الخميسي إن صفحات موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك "تويتر " تحولت إلى ساحة عزاء فاليمنيين لم يعد لديهم شي يخسرونه ولم يبقى لديهم إلا مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال صوتهم للعالم لما تحدث لهم من معاناة ومآسي بعد أن أصبحوا تحت نيران الحوثي والتحالف.

وأضاف بصوت مبحوح بالألم أن هناك شاب صغير قرر أن يخوض معركة الدفاع عن الدين والوطن وكل ما جمعة من مال خلال السنوات الماضية بهدف الزواج اشترى بها سلاح وذخائر لقتالهم.

من جانبة قال الناشط السياسي اليمني مجاهد المطري في حديث لـ مصر العربية " أن تحول مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن إلى ساحة عزاء كبيرة ومعرض للأحزان يرجع إلى أن اليمنيين يأسوا من الواقع والقتل والقتال والصراع المسلح والفوضى التي يعيشون فيها فيحاولون الهروب من الواقع إلى العالم الافتراضي ربما يخفف عنهم شي من واقعهم المرير.