عالقون .. والحوثي ما (يبالي).. عندما يضطر اليمني لهجرة إجبارية فإنه يلتفت بإنسانية إلى المكان الذي حوله، ويباشر صناعة الحياة لتوه

الأحد 10 مايو 2015 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - GYFM
عدد القراءات 5159

أخذ "محمد" دوره في طابور إرسال الحوالات بشركة الكريمي لإرسال مصاريف لشقيقته العالقة في الجزائر عبر شبكة موني جرام الدولية.

في الأثناء كان "عامر" يخرج من جيبه نقودا بالعملة الأجنبية، قال فيما بعد لمحرر التقرير إنه سيرسل لزميله في دبي مبلغ 3 آلاف دولار وبالكاد يغطيه هذا المبلغ أسبوع أو 10 أيام.

وفي ثنايا القصة فإن زميله سافر إلى دبي مندوبا لإحدى الشركات اليمنية لكنه لم يستطع العودة، لذا تتكبد الشركة دفع هذه المصاريف خارجا عن أي بند محاسبي..

أما "محمد" فقال إن شقيقته سافرت لتحضر مؤتمرا إنسانيا في العاصمة الجزائرية برفقة زميلتين آخريتين، ولما لم يعد المجال ممكنا للعودة اضطرت الزميلات الثلاث لاستئجار شقة وسط العاصمة لتبدأ رحلة المعاناة.

في صفحتها الشخصية على فيس بوك صرخت "إسراء" من تونس "أشتي أفهم إلى متى بتستمر حالة التبلد هذه، لو سمحتو يا مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي... لازم نعمل حملة ضغط يساعدوا العالقين اليمنيين في الخارج، اتبهذلوا اليمنيين في مطارات ودول العالم!!!!! في مدن الهند المرضى يفترشون الأرصفة والحدائق، في مصر أهينت كرامة اليمنيين!! سفارات اليمن وجودها مثل عدمها!!".

وأظهر مقطع فيديو نشره ناشطون على تويتر مقابلات أجرتها قناة مصر العربية مع نساء يمنيات طردهن الأمن المصري من حديقة أمام السفارة اليمنية بالقاهرة كن يستظلن فيها بالعشرات مع الأطفال والعجائز ومن ورائهن 10 آلاف عالق في مصر بانتظار رد السفير..

قالت إحدى البنات المنقبات: "ليش يفعلوا بنا المصريين هكذا، واحنا لما يجوا بلادنا نضيفهم ونحطهم فوق روسنا". تصيح أخرى "يروحونا بلادنا ما نشتيش منهم حاجة، يروحونا نموت ببلادنا ولا نهتان هانا!!".

بين أسراب المطوبرين في شركة الكريمي كان "عماد" يعد نقودا من فئة 500 ريال، في محاولة لتجميعها إلى 21.500 ريال أي ما يوازي 100 دولار هي كل ما لديه الآن، وبابتسامة اليمني الكريم قال للصراف: "ارسلها لأخي عبدالقوي وحق الحوالة منها".

سيستلم "عبدالقوي" الذي ذهب ليقيد اسمه في مساق الماجستير بالعاصمة المغربية الرباط فعلق هناك 88 $ فقط، لأن 12$ منها ستذهب لصالح Monygram .

مصادر GYFM قالت إن خدمات ويسترن يونيون، موني جرام، وغيرها حولت مئات الآلاف من الدولارات من اليمن إلى الخارج في هذه الفترة فقط، لكنها لم تفصح عن سبب السماح بتحويل الأموال بالدولار رغم قرار المركزي اليمني منع السحب بالعملة الصعبة.

القصة التالية ترويها ل GYFM طبيبة يمنية سافرت إلى الأردن قبل عاصفة الحزم بيوم واحد لإكمال اختبارات البورد العربي (ماجستير ودكتوراه) ضمن 20 طبيبا يمينا ما يزالوا عالقين حتى هذه اللحظة في الأردن مع 1200 يمني معظمهم من المرضى!!..

"المشكلة الأكبر هي عدم اهتمام أي جهة بنا.. يعني أغلبنا كان هو العائل لبيته وأسرته، وعندما فكر بعضنا بالسفر إلى بلاد تكلفة المعيشة فيها أقل مثل مصر قالوا ممنوع التأشيرات لغير الدبلوماسيين!!. قلنا معلش، احنا أطباء وبيدنا شهادة، بنشتغل.. اكتشفنا إنه ضروري تصريح نقابة الأطباء! وهذي كمان مشوارها طويل وتكاليفها أكبر على ناس عالقين زينا لا يستطيعون العمل ببلادهم!! فتقفلت في وجوهنا من كل الجهات"

تضيف الطبيبة "متوسط إيجار الشخص الواحد 370$ شهريا، غير المصاريف 150-200$، وكل يوم نحس أن المستقبل قدامنا مظلم، فيسبوك وواتساب في كل لحظة ما فيش معانا غير أخبار بلادنا، لا حكومة ولا جيش ولا حل قريب، الله يخارجنا".

أكثر من 20 ألف يمني عالق حسب إحصائيات رسمية خارج جمهوريتهم، بينهم 5 آلاف في الهند فقط، معظمهم من أصحاب الأمراض المستعصية، ومثلهم مرضى وأصحاب أعمال عالقون في الداخل..

ويقول ناشطون إن مبادرات طيبة شملت الكثيرين منهم بالرعاية والإيواء والنفقات من رجال أعمال وهيئات خيرية على رأسها مجموعة هائل سعيد، وطلاب يمنيون في الهند أخذوا زمام المبادرة في خدمة مواطنيهم حسب الزميل المدرب محمد العرافي العالق أيضا في الهند مع ولده حذيفة.

ووسط عجز سفارات اليمن في مصر والأردن والهند وماليزيا وأثيوبيا وجيبوتي وغيرها عن فعل شيء لآلاف المواطنين، يبدو الرئيس هادي وحكومة بحاح العالقون أيضا خارج الوطن، أعجز عن فعل أي شيء، ما دام الطيارون الانتحاريون الإيرانيون جاهزون للانقضاض على اجواء البلاد.

يقول واقع الحرب وجنون الحوثي وصالح!!

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن