أكد الملتقى الأدبي الأول بمحافظة حجة –الذي أقيم مساء أمس – على ضرورة أن تنهض الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمحافظة من سباتها ليكون لها دور بارز في تحريك الوضع الثقافي فيها وإشراك الشاعر والأديب بصورة فاعلة من خلال برامجها الحزبية على الأقل خاصة وأن الدولة بكل مقوماتها قد أثبتت خلال الفترة الماضية تهميشها المقصود للمثقف والثقافة بمحافظة حجة والتي جعلت من المثقفين أداة في أيدي غيرهم من أصحاب المصالح الضيقة بدلا من المصلحة الوطنية التي يجب الالتفاف حولها .

وفي الملتقى الذي دعت إليه دائرة الإعلام والثقافة للتجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة بحضور كوكبة من الشعراء المتميزين منهم عبد الرحمن مراد نائب مدير الثقافة والشاعر : خالد محمد حميد والشاعر علي حسن وهبان و الشاعر قاسم الشريف وآخرين تناولوا في عدد من القصائد الشعرية هموم وتطلعات أبناء الوطن عموما ومواطنو محافظة حجة بشكل خاص وأهمية النضال بالكلمة للدفاع عن ممتلكات الوطن التي أصبحت مباحا لكل فاسد ، مشيرين إلى أن الفساد وألوان العبث في مقدرات الوطن يتنافى مع ادعاء حب الوطن من قبل الفاسدين كما أن الولاء الحقيقي والحفاظ على الوحدة ومكتسباتها مع الثورة اليمنية الخالدة باجتثاث كل ألوان الفرقة والعبث بمقدرات الشعب .

 واستعرض المشاركون عددا من القصائد المعبرة عن نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والأوضاع العربية والإسلامية وما وصلت إليه من هوان ومذلة بسبب الارتهان لأعداء الأمتين العربية والإسلامية ، داعية الزعماء إلى مراجعة حساباتهم ومواقفهم والاتحاد مع بعضهم البعض الذي هو قوتهم الحقيقية .

وفي الملتقى - الذي أقيم تحت شعار أدباء ضد الفساد - أوضح الدكتور إبراهيم علي شامي رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بالمحافظة على أهمية مثل هذه الفعاليات الثقافية والأدبية والتي تمثل التكامل الواضح بين المثقف والسياسي من خلال تناول الأدباء لشتى ألوان هموم وتطلعات الشعب والتعبير عنها بطريقتهم الفنية ، داعيا المشاركين للنضال ومواصلة الدفاع عن قضايا الأمة والوطن ،إلى جانب ضرورة أن يتبنى جمهور المثقفين قضاياهم والالتفاف حولها بعيدا عن أي مثبطات من شأنها أن تخذلهم أو تقلل من أي نشاط يمكن لهم أن يسهموا من خلاله في تقدم الوطن وازدهاره .

من جهته عبر رئيس دائرة الإعلام والثقافة بالإصلاح الأستاذ خالد محمد حميد عن مكانة المثقف والأديب لدى التجمع اليمني للإصلاح و مكانته العالية مشيرا إلى أن هذه الفعالية جزء يسير من دلائل الاهتمام بهم ، خاصة وأن الثقافة والمثقفون في محافظة حجة يواجهون تهميشا كبيرا من قبل السلطات المعنية رغم أنها غنية بالكوادر والإبداعات المختلفة .

وفي ختام الملتقى دعى المشاركون إلى أهمية استمرار الملتقى الذي اعتبروه بادرة تحسب للإصلاح بالمحافظة في سبيل تحريك مياه الأدب التي تجمدت على مدى الفترات الماضية ، ونواة للعمل الثقافي الحر بالمحافظة .