يوم دامي في تعز ومظاهرة مليونية وحشود عسكرية تصل على التوالي (تقرير+ صور)

الأحد 22 مارس - آذار 2015 الساعة 09 مساءً / مــأرب برس-محمد الحذيفي-تعز.
عدد القراءات 5471
 
كان يوم الثاني والعشرين من مارس 2015م يوما داميا بامتياز ويوما ثوريا جديدا في مدينة تعز لم تشهده ثورة الحادي عشر من فبراير بحشوده وعزيمتهم واصرارهم على محاصرة ميليشيات الحوثي المسلحة التي وصلت إلى معسكر القوات الخاصة. 

فقد احتشد عشرات الآلاف منذ الصباح الباكر متوجهين في مسيرة حاشدة إلى أمام معسكر القوات الخاصة المجاور للقصر الجمهوري وسط المدينة رافضين اي تواجد للميليشيات المسلحة ومطالبين بخروجها من تعز فورا.  

كما اعلنوا رفضهم لدخول الميليشيات الحوثية الى المدينة وسيطرتها على بعض المرافق الحكومية مطالبين السلطة المحلية واللجنة الأمنية سرعة طرد تلك الميليشيات المسلحة وعدم جر المحافظة واليمن إلى الحرب الأهلية , وهتفوا رافضين الحرب الأهلية ومؤكدين على سلميتهم مطالبين الرئيس عبد ربه منصور هادي والمجتمع الدولي والاقليمي سرعة التحرك لإنهاء الانقلاب.

كما حذروا السلطة المحلية وكل من سيتواطأ مع ميليشيات الحوثي من مسؤولين ووجهاء اجتماعيين ومشايخ قبائل بأنهم سيتحملون مسؤولية كل ما سترتكبه تلك الميليشيات  من اعمال عنف وقتل في حق المتظاهرين السلميين وفي حق ابناء تعز.

وعند وصول المتظاهرين إلى جولة القصر جوار معسكر القوات الخاصة باشرت تلك القوات بالاعتداء على المتظاهرين واطلاق الغازات المسيلة للدموع بكثافة وكذلك اطلاق الرصاص من مختلف الأسلحة المتوسطة والرشاشة وبشكل عنيف وعشوائي.

وقد اسفرت تلك الاعتداءات عن سقوط اكثر من 15 مصابا بإصابات توزعت بين الاختناق بالغازات والرصاص الحي بينهم 6 مصابين بالرصاص الحي اثنين منهم في حالة حرجة نقلوا إلى العناية المركزة وهم : محمد أمين المقرمي وطلال محمد عبد الولي الصنوي أما المصابين الآخرين فحالتهم بين المتوسطة وهم عبد الباري الأهدل ومتظاهر اسمه الخولاني ونجيب حمود الزهري وهيثم احمد محمد سيف.

أما الشهيد لم يتم التأكد من سقوطه ولم تؤكده أيا من المصادر الطبية في العديد من المستشفيات التي تواصلنا معها وذهبنا باحثين عنه فيها.

وعلى صعيد متواصل لا يزال المتظاهرين معتصمين أمام وجوار معسكر القوات الخاصة لليوم الثالث على التوالي وقد نصبوا اول خيمة اعتصام عصر اليوم الأحد مؤكدين على اصرارهم في مواصلة الاعتصام والتظاهر يوميا حتى ترحل الميليشيات الحوثية المسلحة من محافظة تعز كما اقدموا على قطع كل الشوارع المؤدية الى معسكر القوات الخاصة قطع لدخول مزيدا من الميليشيات.

حشود ميليشياوية تتوالى

لا تزال الحشود العسكرية تصل تعز على التوالي افادت مصادر محلية وشهود عيان لـ " مأرب برس " عن وصول رتلين عسكريين كبيرين الأول الى فرع معسكر القوات الخاصة بمفرق ماوية محافظة تعز والآخر إلى منقطة ذي سفال بعد مدينة القاعدة بالقرب من المدخل الشرقي لمحافظة تعز.

وبحسب تلك المصادر فإن الرتل الذي وصل منطقة ذي سفال تناول افراده الغداء والقات بمدرسة البنات الوحيدة في المنطقة ولم يعرف حتى الآن وجهتهم.

وتوقعت مصادر عسكرية أن تتجه إلى معسكر الحرس الجمهوري بمديرية ماوية فيما توقعت مصادر أخرى اتجاهه باتجاه مثلث العند بمحافظة لحج جنوب اليمن.

فيما أفادت مصادر عسكرية بمطار تعز العسكري عن وصول طائرة نوع " انتينوف" وعلى متنها ما يقارب "50 " قناصا بكامل عتادهم العسكري.

وكانت مصادر محلية اكدت قيام قائد قوات الأمن الخاص بتعز بنشر مسلحين الحوثي الذين قدموا من صنعاء على بعض المرافق الحكومية مثل السجن المركزي والمطارين العسكري والمدني التي كان بعضها يقع تحت حراسة الشرطة العسكرية والتي انسحبت دون مقاومة.

كما قامت قوات الأمن الخاصة باعتقال اربعة من المتظاهرين واقتادوهم إلى داخل معسكر قوات الأمن الخاصة واعتدوا عليهم بالضرب.

عصيان طوعي لأول مرة

وما كان مفاجئا اليوم من قبل أبناء تعز والذي لم يعتادوا عليه طيلة احداث وفعاليات ثورة الحادي عشر من فبراير فقد اقدم طيف واسع من اصحاب المحلات التجارية في مختلف شوارع تعز الرئيسية بالاستجابة لدعوة شباب الثورة وشباب وشابات تعز بتنفيذ عصان مدني جزئي من الساعة الـ"10 " صباحا وحتى الثانية عشر والنصف ظهرا.

فنفذوا عصيانا مدنيا طوعيا وقاموا بإغلاق محلاتهم التجارية مما كان مفاجئا للكثيرين الذين اعتادوا طيلة ثورة الـ "11 " فبراير عدم الاستجابة لدعوات العصيان من قبل اصحاب المحلات التجارية وهو ما يعطي مؤشر إلى الاستياء والرفض الشعبي الواسع في محافظة تعز من دخول الميليشيات المسلحة الى المدينة وعندما سألت احد اصحاب المحلات عن سبب الاستجابة الطوعية خلافا لما كان عليه في الـ 2011م رد علي اليوم الخطر داهم وكبير فيما كان في 2011م محصورا ومحدود , مبديا استعداده لإغلاق محليه اليوم واليومين والثلاث حد تعبيره حتى يزول الخطر.


 

اللجنة الأمنية بين التوضيح والدعوة الى التعقل

 

وعقب احداث اليوم الدامية التي شهدتها مدينة تعز ومتظاهروها اوضح مصدر مسؤول باللجنة الأمنية لمحافظة تعز أن التعزيزات التي وصلت الى معسكر قوات الأمن الخاصة لم يكن بموافقة أو طلب من اللجنة الأمنية بالمحافظة لكون الاجهزة الامنية والعسكرية تقوم بواجبها وعلى الشكل المطلوب.

كما حرصت اللجنة الأمنية على تجنب إراقة الدماء وازهاق الارواح والنأي بالمحافظة وأبناءها عن أي صدامات لا يحمد عقباها والزج فيها في أعمال فوضى او عنف وتحويلها الى ساحة للصراعات.

واكد المصدر أن اللجنة الامنية وجهت جميع قيادات الوحدات الامنية والعسكرية بالمحافظة الالتزام بقراراتها في عدم تحريك اي قوة أمنية او عسكرية الا بتوجيهات من محافظ المحافظة ـ رئيس اللجنة الامنية وستتحمل القيادات المخالفة مسئولية اي تجاوزات.. كما وجهت اللجنة الامنية بسحب اي نقاط تم استحداثها في المحافظة مؤكدا ان الوضع الأمني بالمحافظة مستقر وأن الحملات الامنية تقوم بواجبها بصورة طبيعية وعلى جميع المواطنين التعاون معها لتفويت الفرصة أمام من يسعى للنيل من أمن واستقرار المحافظة.

  داعيا جميع أبناء المحافظة الى الاصطفاف من أجل الحفاظ على امن واستقرار المحافظة وتحكيم العقل والمنطق والالتزام بضبط النفس والتقيد في التعبير عن الرأي والرأي الاخر بالطرق السلمية وعدم تجاوز النظام والقانون .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن