آخر الاخبار

قنبلة بقوة زلزال".. الجيش الروسي يدمر مستودع ذخيرة للقوات الأوكرانية بقنبلة فائقة القوة الدوري المصري.. هدف "عالمي" من لاعب الأهلي يثير تفاعلاً إنجاز أمني كبير يطيح بشحنة خطيرة وبالغة الأهمية لعمليات الحوثي الارهابية أبو عبيدة يزف خبراً غير سار لإسرائيل.. والقسام تنشر فيديو قد يشعل تل أبيب البحرية البريطانية تكشف نتائج هجوم حوثي مزدوج استهدف اليوم سفينة شحن مجدداً.. مشاط الحوثيين يوجه تهديداً مهينا شديد اللهجة الى قيادات مؤتمر صنعاء بحضور الراعي وبن حبتور ..بماذا توعدهم خلال الأيام القادمة؟ برلماني متحوث في صنعاء يفتح النار على سلطة الانقلاب الحوثية ويشكو الظلم والجوع والفقر تحذير أممي: اليمن سيواجه أربعة أشهر عجاف مع بداية الشهر المقبل القوات المسلحة السعودية تبدأ مناورات الغضب العارم في البحر الأحمر بمشاركة القوات البحرية الأميركية لقاء رفيع لقيادات قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب.. والعميد الصبري يوجه برفع الجاهزية واليقضة الأمنية

اليمن .. دراما شكسبيرية

الجمعة 24 أكتوبر-تشرين الأول 2014 الساعة 07 مساءً / مأرب برس – بشير البكر:
عدد القراءات 1575

علي عبد الله صالح يسلم الرئاسة إلى هادي (فبراير/2012/أ.ف.ب)

حين حصلت الوحدة بين شطري اليمن في مايو/أيار عام 1990، كان يصح القول إن اليمن استثناء عربي، لأن دولتين توحدتا، على الرغم من اختلاف النظامين السياسيين، وقدمت كل منهما تنازلاً من أجل مشروع جديد، يأخذ بمحاسن التجربتين السابقتين. ولكن، هذا الحلم لم يستمر أكثر من عام، وانقلبت الآمال الكبيرة إلى كوابيس، ولم يطل الوقت حتى انتهى الطرفان إلى حرب مدمرة في عام 1994، وانفرطت الشراكة، وصارت الوحدة بالنسبة إلى الطرف الجنوبي نمطاً من "الاستعمار الداخلي".

ومن يرجع إلى حيثيات تلك الفترة، يجد أن الخاسر ليس الجنوب وحده، بل اليمن بشطريه، لأنه بدلاً من أن ينتقل إلى البناء، لتجاوز الفروق بين التجربتين، كما حصل في الحالة الألمانية، انحدر إلى الحروب الداخلية والنزاعات ذات الطبيعة القبلية والمناطقية والطائفية، ومن خلف ذلك كله، لعبة السلطة ونزعات السيطرة التي حاول، من خلالها، حكام صنعاء ممارسة هيمنة مركزية، تحت مفهوم "عودة الفرع إلى الأصل"، على حد تعبير الشيخ القبلي، النافذ حينذاك، عبدالله بن حسين الأحمر.

جاءت ثورة الشباب اليمني في فبراير/ شباط 2011 كي تنتشل اليمن من حالة التردي التي عاشها، بعد انسداد أفق مشروع الوحدة، وأنعشت الآمال بتسويةٍ تاريخيةٍ بين الجنوب والشمال، وداخل الشمال نفسه، الذي عانى من ست حروبٍ، خاضتها السلطة مع الحوثيين في صعدة، من أجل إنهاء مشروعهم، الذي بدأ دعوياً، وانتهى إلى تمرد مسلح. ونجحت المبادرة الخليجية، بمساعدة الأمم المتحدة ومندوبها الدؤوب، جمال بن عمر، في وضع البلاد على السكة، وأنجزت أمرين هامين، الأول، إبعاد الرئيس علي عبدالله صالح وعائلته عن الحكم، وعقد مؤتمر الحوار الوطني، الذي كان بمثابة تصفيةٍ لملفات الماضي، ووضع جدول عمل للسير بالبلد نحو المستقبل. ولكن، تبين أن هذا الإنجاز تصعب ترجمته على أرض الواقع، لأن ميدان اللعب في الكواليس ظل مفتوحاً في غياب دولة يمنية متماسكة، ودعم عربي ودولي يمارس الرعاية المباشرة للتجربة، وعدم الاكتفاء بالنصح وتقديم المشورة فقط.

أخطر اللاعبين في الكواليس هو الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، والذي اكتفت المبادرة الخليجية بوضعه جانباً، وقدمت له الحصانة، وهنا أحد عيوبها القاتلة، وإذا كان هناك من خطر فعلي على اليمن ومستقبله وانتقاله بسلاسة ضمن توافق الأطراف على مخرجات الحوار الوطني، فهو عدم وضع ضوابط، تمنع صالح من التدخل في مجريات الترتيبات الجديدة، ذلك أن هذا الضابط، الذي حكم اليمن منذ عام ،1978 صارح أنصاره بأن لقب الرئيس السابق لا يليق به، وصار يتندر في مجالسه بوصف نفسه "الرئيس السابق واللاحق". وهذا الأمر ليس من فراغ، فهو ليس بلا أنياب، وطوال فترة حكمه، لم يفعل شيئاً غير بناء الجيوش والولاءات ومراكمة المال العام، مما جعله أغنى من الدولة نفسها، وكان دأبه الأساسي الانتقام من خصومه، من دون أن يسقط من حسابه العودة إلى الحكم، مهما كلف ذلك من ثمن. ولذا، عمل على حياكة خيوط اللعبة الأخيرة كاملة، ونجح في الثأر من خصومه، علي محسن الأحمر، وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ونائبه السابق، الرئيس عبد ربه منصور هادي، ووضع البلاد أمام حالةٍ من الفوضى، لكي يبرر عودته من جديد، هو الذي يمسك بقوى عسكرية على الأرض، تصرفت بحياد تام أمام زحف قوات الحوثيين.

تشبه اللعبة اليمنية على نحو ما دراما شكسبيرية، بطلها خلف الكواليس، الكل يعرفه، ولا أحد يسميه، لأن الجميع عاجز عن أن يوقف محاولته العودة إلى السلطة على ظهر دبابة الحوثي، عدوّ الأمس.

-المصدر :العربي الجديد

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن