هل يستعد الجيش السعودي لحرب في اليمن؟

الإثنين 13 أكتوبر-تشرين الأول 2014 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - موقع راديو إيران باللغة الفرنسية
عدد القراءات 8835

 

 ترجمة وعرض: محمد بدوي

القيادة العسكرية السعودية حشدت قوات كبيرة مزودة بأحدث الأسلحة عند الحدود السعودية - اليمنية المشتركة وأغلبية هذه القوات تم حشدها بالقرب من محافظة صعدة ومنطقة جازان، ويبين حجم تلك القوات وتسليحها أنها ذاهبة إلى حرب وليس فقط لمجرد المناورة والتدريب.

بعض الصحف السعودیة ذكرت أن الرياض حشدت قوات عسكریة کبیرة مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات العسكریة عند الحدود الجنوبية لتدخل مباشرة في أي حرب محتملة قد تقع، وأن معظم هذه القوات جاء قرب محافظة صعدة الیمنیة التي تعد مرکز تحرکات جماعة الحوثيين ولطالما شهدت وقوع مواجهات بین تلك الجماعة والجیش السعودي.

المراقبون السياسيون يرون أن اليمن التي تعد بمثابة الفناء الخلفي للسعودية قد تشهد هجوما عسكريا سعوديا ضد جماعة الحوثي لكبح جماحها بعدما خرجت عن السيطرة وسارت الأمور في صنعاء بما لا تشتهي الرياض حتى وإن أبدت تفهمها لما حدث خلال الأيام الأولى للأزمة.

الحشد العسكري السعودي يأتي بالتوازي مع إعادة ﺗ ﺗﻴ الرياض لتحاﻟﻔﺎﺗﻬﺎ ﺩﺍﺧ ﺍﻟﻴﻤ ﻣﻊ ﻋ ﺩ ﻣ ﻣﺸايخ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺣﺎﺷ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﻏﻴ ﺍﻟﺘﻤ ﺩ ﺍﻟﺤ ﺛﻲ ﺩﺍﺧ ﺍﻟﻴﻤ ﺑﻌ ﻣتها إزﺍﺀ ﺳﻘ ﻁ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻓﻲ ﻳ مقاتلي الجماعة الشيعية. في الوقت الذي لا يستبعد فيه مراقبون إمكانية شن هجوم عسكري سعودي ضد الحوثيين لكبح جماحهم في الفناء الخلفي للسعودية.

وتدرك ﺍﻟﺴﻌ ﺩﻳﺔ جيدا خطورة ﺗ ﺭ ﺍﻷ‌ﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤ عليها، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻗ ﺗﻤﺘ ﻟﺘ ﻋﻠﻰ ‌أﻣنها القومي وعلى الأمن ﺍﻹ‌ﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟ ﻭﻟﻲ أيضا، وهو ما ظهر واضحا في تهديد ﻭﺯﻳ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌ ﺩﻱ ﺳﻌ ﺩ ﺍﻟﻔﻴﺼـ حين قال ﺇﻥ "ﺩﺍﺋ ﺓ ﺍﻟﻌﻨ ﻭﺍﻟﺼ ﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤ ﺳﺘﻤﺘ ﺑﻼ‌ ﺷ ﻟﺘﻬ ﺩ ﺍﻷ‌ﻣ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﻘ ﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘ ﻳﻴ ﺍﻹ‌ﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟ ﻭﻟﻲ ﻭﻗ ﺗﺼ ﻟﻤ ﺣﻠﺔ ﺗﺠﻌ ﺍﻟﺼﻌ ﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺇﺧﻤﺎﺩﻫﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺑ ﻝ ﻟ ﺟﻬ ﺩ ﻭﻣ ﺍﺭﺩ" على حد قوله.

فشل التخطيط السعودي:

شعور الرياض بالقلق يرجع إلى خسارتها لنفوذها وتأثيرها باليمن لأول مرة في العصر الحديث، ولذلك تبحث دوائر صنع القرار السعودي عن خطة بديلة لتعويض هزيمتها وإعادة بعض النفوذ الذي خسرته لصالح إيران وأتباعها الحوثيين، الذين يحكمون اليمن عمليا منذ الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي.

القلق السعودي المتزايد في الفترة الأخيرة يرجع سببه إلى سياسة الرياض في بداية الأزمة حيث كانت تفضل سيناريو الصراع العسكري بين الحوثيين والإصلاح، بهدف استنزاف الطرفين، لحساب حلفاء الرياض في اليمن، باعتبار أن الطرف المنتصر في هذا الصراع، بغض النظر عن هويته، كان سيخرج ضعيفا، ما سيجعله مضطرا للجوء إلى السعودية وفق شروطها السياسية.

غير أن امتناع الإصلاح والقبائل المؤيدة له عن خوض الحرب ضد الحوثين أفشل الخطة السعودية، وأظهر أن المعركة هي بين "الدولة" اليمنية وبين الحوثين المدعومين من إيران، ولذلك فقد مثل انتصار الحوثي هزيمة للدولة اليمنية، وخسارة للسعودية، وانتصارا واضحا لطهران في مواجهة الرياض.

وإثر فشل التصور السعودي، أضحت الرياض تلاحق الزمن لتقلل من خسائرها وتحاول تعديل الأوضاع هناك عبر إعادة ترتيب تحالفاتها السياسية وأيضا عبر حشد قواتها على الحدود الجنوبية تحسبا لكل الاحتمالات بعد أن أدركت فشل استراتيجيتها التي أدت إلى سقوط البلد بيد الإيرانيين.

جدوى الحلول العسكرية:

عسكريا، فإن حشد القوات السعودية على الحدود مع اليمن يعني إدراك السعودية لخسارتها الفادحة إثر سقوط اليمن في أيدي إيران الخصم اللدود لها، إذ ستحاصر الجماعة الحوثية ذات التوجه الشيعي المملكة من الجنوب متحالفة مع التيار الشيعي المتصاعد أيضا داخل السعودية لتخنق المملكة من الجنوب، ناهيك عن آلاف النازحين الذين سيتدفقون على أراضي المملكة للهروب من شبح الحرب الأهلية، وهو ما سيحرج الرياض دوليا إذ لن تستطيع إغلاق حدودها تجاههم بحكم القوانين الدولية التي تمنع أي دولة إغلاق حدودها في وجه أية جماعة نازحة من بلدها جراء الحروب.

كما يعني ذلك أن الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها السعودية في حربها ضد حركات الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين في كل الوطن العربي قد فشلت فشلا ذريعا بعد ما قادتها إلى مغامرات خطيرة وغير محسوبة، حين وافقت على استخدام الحوثي الشيعي كأداة تصفية وإضعاف حركة الإخوان المسلمين السنية في اليمن والتي استطاعت تفادي سيناريو الاقتتال، وكانت الدولة اليمنية ومستقبل المملكة هما أكبر الخاسرين من هذه المخاطرة غير المحسوبة.

بعد انجلاء غبار الجولة الأولى من المعركة اليمنية أدركت السعودية أن اليمن يسير بقوة إلى طريق الانهيار والتقسيم، وأنه سيقع فريسة بيد إيران التي لن تتركه بعدما سقط في يد أتباعها بسهولة، الأمر الذي سيكون له عواقبه الوخيمة على السعودية خصوصا والخليج عموما، وهو ما لن تسمح به الرياض حتى وإن كلفها ذلك الدخول في حرب وفتح جبهة جديدة على حدودها الجنوبية، فيما لا تزال جبهتها الشمالية وحربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا" مفتوحة على كل الاحتمالات.

*نقلا عن موقع شؤون خلجية

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن