وجه عدد من أعضاء مجلس النواب في جلستهم المنعقدة اليوم الأربعاء تهمة الخيانة العظمى لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس وأعضاء حكومة الوفاق الوطني على خلفية خرق السيادة والسماح للغارات الامريكية وفساد الحكومة.

وكانت البداية أن قام النائب المستقيل من حزب المؤتمر الشعبي العام عبده بشر إلى منصة المجلس ووجه اتهامه للرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني.. مطالباً رئاسة وأعضاء مجلس النواب البدء بإتخاذ الإجراءات القانونية لتوجيه الأتهام رسمياً للرئيس هادي ورئيس وأعضاء حكومة الوفاق الوطني.

وعقب قراءته للاتهام كان بشر على موعداً مع أراء معارضة لذلك وكان أولهم اللواء يحيى الراعي الذي طالبه بسحب الاتهام إلا أن المفاجئة جاءت على عكس ما كان متوقعاً حيث أيد عدد من النواب - اللذين ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام وأخرون مستقلون - اتهام بشر للرئيس هادي والحكومة - ويحق لمجلس النواب في هذه الحالة توجيه تهمة الخيانة العظمى للرئيس ليتم أحالته للمحاكمة ليتولى رئيس مجلس النواب صلاحيات الرئيس مؤقتاً حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية وتسلم الصلاحيات إلى الرئيس المنتخب في حالة تم بإجماع أكثر من 50%من عدد النواب إلا أن هذا القانون قد يواجه مشكلة في ظل وجود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والمرحلة الانتقالية.

وبالمقابل اعترض نواب آخرون أكثرهم من كتل اللقاء المشترك على أتهام النائب بشر.. مطالبين بسحب الاتهام إلا أن الأخير أصر على طلبه بناءً على أسباب عرضها بعد صعوده لمنصة المجلس وطالب على اساسها توجيه تهمة رسمية بالخيانة العظمى للرئيس هادي وحكومة الوفاق.

وتسبب اعتراض النواب المعارضين في حدوث حدل واسع إثر احتدام نقاش نتج عن اتهام الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني بـ"الخيانة العظمى"

وقال النائب بشر أن الانتهاكات للدستور اليمني والمبادر الخليجية وآلية تنفيذها وما تعانيه البلاد من تدهور أمني وإساءة استدام السلطة والصرف من الاحتياطي العام وبتفريط بالسيادة الوطنية.

وقال النائب بشر أن التدخلات في اليمن كثيرة فنحن بلد منتهك السيادة وتسيره إطراف وأجنده خارجية ..رافضاً انتهاك سيادة بلادنا ورفض التدخل في شؤوننا الداخلية.

وقال بشر إن اليمن تتجه إلى الهاوية وخصوصا في ظل المماحكات وغياب العقلاء والانفلات الأمني وعدم الإحساس بالمسؤولية والتدخلات الخارجية والطائرات بدون طيار وانتهاك السيادة.

وكان نواب مؤيدين للاتهام دعوا رئيس الجمهورية إلى الوقوف إلى صف الشعب والعمل على تغيير حكومة الوفاق التي وصفوها بالفاسدة والفاشلة.. مؤكدين أن الأحزاب هي المشكلة الرئيس للحكومة وهي التي يجب عليها أن تتحمل مسئولية الفساد وليس الرئيس.. في حين أكد اللواء يحيى الراعي أن على الرئيس هادي أن يتحمل مسؤولية أخطاءه.

وشدد رئيس مجلس النواب على أهمية تعزيز دور مجلس النواب والعمل بروح الفريق الواحد والتماسك أكثر من أي وقت مضى لتنفيذ المهام الدستورية والقانونية في مجالي التشريع والرقابة وتحقيق ما يخصه من بنود المبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية.

إلى ذلك قال معارضون للاتهام إن اتهام بشر لرئيس الجمهورية بالخيانة العظمى غير دستوري ..مشيرين إلى ضرورة اشتراط المادة الدستورية (128) أن يكون اتهام الرئيس بالخيانة العظمى بناءً على طلب نصف أعضاء مجلس النواب ولا يصدر قرار الاتهام إلا بأغلبية ثلثي أعضائه.

فيما دعا نواب من أسموه "أية الله عبده بشر" عجل الله فرجه" - في إشارة منهم بتعامله مع إيران – إلى أن يتحمل مسئولية كلامه ..مؤكدين أن الاختلالات القائمة في اليمن يتحمل مسئوليتها الجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق والبرلمان.. مشيراً إلى أن اليمن تخضع في ظروفها الراهنة إلى ابتزاز دول إقليمية وعربية.

وفي هذه الأثناء ووسط احتدام نقاش النواب وتوسع رقعة الجدل لجئ اللواء يحيى الراعي رئيس البرلمان إلى رفع الجلسة.

وكان أعضاء مجلس النواب أقروا قبل ذلك إعادة مشروع قانون بتعديل بعض مواد قانون هيئة الشرطة الى اللجنة المختصة لمزيد من الدراسة مع الجانب الحكومي المعني.

وناقش أعضاء المجلس أوضاع البلاد السياسية منها والاقتصادية والمالية والامنية والعسكرية في ضوء ما طرحه بعض أعضاء المجلس .

وأهابت مناقشات نواب الشعب بكافة أعضاء تكوينات مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى الخروج بنتائج تعالج مشاكل الواقع الحالي وتعزز من المكاسب وتلبي طموحات وتطلعات الشعب اليمني التواقة نحو المستقبل .

أشاروا إلى أهمية وضع وتنفيذ خطوات لتحقيق الأمن والاستقرار في مختلف المجالات وتلبية الاحتياجات اللازمة للسكان في جميع محافظات الجمهورية .