ماذا لو رفضت جماعة الحوثي تسليم السلاح؟

الجمعة 02 أغسطس-آب 2013 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 8717
 
 

أجمعت القوى السياسية بمؤتمر الحوار على ضرورة نزع سلاح الحوثيين وتسليمه للدولة، وهو ما أقرته يوم أمس، الجنة الحلول والضمانات في فريق صعدة المنبثق عن مؤتمر الحوار.

ففي الوقت الذي طالب الحراك الجنوبي الدولة باستيعاب كافة المجاميع المسلحة في صعدة وضمهم إلى المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية ...الخ، طالبت مكونات الإصلاح والمؤتمر والرشاد السلفي والاشتراكي والناصري واتحاد القوى الشعبية ومكون الشباب، بتسليم جماعة الحوثي سلاحها إلى الدولة كضمان لحل نهائي للحروب وإنهائها.

كما اتفقت المكونات السياسية في رؤاها على ضرورة نزع السلاح من كافة الأطياف والتجمعات والكيانات، وخاصة من جماعة الحوثي التي حصلت على سلاح ثقيل ومتوسط، فيما دعا حزب الرشاد السلفي، جماعة الحوثي إلى المبادرة بتسليم السلاح إلى الدولة كدليل على حسن النوايا.

- ضد امتلاك أي جماعة للسلاح الثقيل 

تجمع كافة القوى الوطنية على ضرورة تسليم أي جماعة لسلاحها للدولة حتى يعم الأمان والاستقرار ونطمئن بأن عهد الحروب والاقتتال قد ولَّى إلى غير رجعة ولكن من هي الجماعة المسلحة اليمنية التي تمتلك السلاح الثقيل ولديها معسكرات ومليشيات مسلحة مكونة من الآلف المجندين غير جماعة الحوثي.

- الحوثيون يتهربون من قضية السلاح

وفي مقابل التساؤل الذي يعم الشارع اليمني عن جدية الحوثيين في تسليم أسلحتهم الثقيلة للدولة؟ يتهرب الحوثيين دائماً من قضية تسليم سلاحهم الثقيل للدولة متعللين بضعف الدولة ويطالبون في الوقت نفسه بإعادة تموضع الوحدات العسكرية التي تم استحداثها على خلفية الحروب.

كما يطالبون بإخراج المعسكرات المتواجدة في مدينة صعدة والمدن الأخرى والقرى التي طالها الحرب على خلفية تمردهم رغم أن هذه المعسكرات قد صار الكثير منها محاصر بمواقع عسكرية للحوثيين قيدتها عن التحرك ضدها لو حدث شيئا من هذا كما أنشئت الجماعة مواقع عسكرية لها تشرف على كثير من هذه المعسكرات وتطل عليها وذلك ليسهل ضربها وقصفها منا في حال تحركها .

- مغالطة بعنوان: السلاح مشكلة يمنية عامة

ناطق الحوثيين علي البخيتي قال في وقت سابق، بشأن مطالبتهم بالتخلي عن السلاح: “إن مشكلة السلاح ستتم معالجتها على اعتبار أنها مشكلة يمنية ولا تخص جماعة بعينها, وعندها يجب على الدولة أن تبسط سيطرتها، وتمنع السلاح ابتداء من العاصمة صنعاء، ثم تتوسع الدائرة إلى أن تصل إلى كل شبر في أرض اليمن, ويمكن أن يتم إصدار قانون ينظم حمل السلاح" وهو ما اعتبره مراقبون مغالطة صريحة وواضحة، مشيرين الى أن المقصود هو السلاح الثقيل التي تمتلكه جماعة الحوثي وليس السلاح الشخصي الذي يمتلكه غالبية اليمنيين .!!

- الحوثيون هل سيتجهون للسلمية والمدنية؟

من وجهة نظر الكثيرين فإن أول خطوات استعادة هيبة الدولة هي أن تنزع الأسلحة الثقيلة من أي جهة كانت وتنقلها لمخازن الجيش والحوثي مطالب اليوم قبل الغد بإثبات وطنيته وحرصه على مستقبل مشرق وآمن لليمنيين وعلى تدعيم السلم الاجتماعي بتسليم أسلحته الثقيلة للدولة وإغلاق معسكراته السرية والمعروفة في صعدة وفي بعض المحافظات وتوجيه شبابه للانخراط مع بقية الشباب لبناء مستقبل اليمن المشرق في المجال المدني والذي يتعايش فيه الجميع تحت مظلة دولة للجميع ويكفينا حروبا واقتتال وبخطوة كهذه سيكسب الحوثي شعبية كبيرة وسيغلق باب كبير من المخاوف لدى أبناء اليمن وسيصبح تيار وطني سلمي وسيكسب كثيرا أكثر مما يمكن أن يكسب بالسلاح والعنف وممارسة القوة ضد المخالفين له خاصة وأن لديه إمكانيات مادية كبيرة تضخها إيران وجهات شيعية في العالم بتوجيه من مراجع إيران والعراق وغيرها أما الحديث عن تسليم السلاح للدولة عندما تكون هناك دولة قوية فهذه مغالطة فكيف ستقوم دولة قوية وهناك جماعة مسلحة داخلها تمتلك السلاح الثقيل.

- باب المندب كمنفذ بحري للحوثيين

تُتَّهمُ جهات مسؤولة في باب المندب بالتواطؤ مع الحوثيين، وفتح الطريق أمامهم لتمكينهم من تهريب السلاح الى محافظة صعدة التي يسيطرون على معظمها، بعد أن كانت ألوية عسكرية سابقة تم تغييرها بقرارات جمهورية، تتصدى لشحنات الأسلحة المهربة للحوثيين.

- كيف يجتمع السلاح والحوار؟

السفير الأمريكي، قال في مؤتمر صحفي عقد بالسفارة الأميركية بصنعاء على شرف وصول السفير رشاد حسين مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بمنظمة التعاون الإسلامي الذي وصل يومها لليمن ما نصه : ( نتفق معكم بأنه لا يمكن لهم القيام بالعملين في آن واحد كأن يحضروا الحوار الوطني ويستمروا بحمل السلاح أما واحد أو الآخر) .

ومع هذا فقد شارك الحوثيين بالحوار في الوقت الذي واصلوا تسلحهم فيه بمختلف أنواع الأسلحة، وهو ما يثير مخاوف من أن الحوثيين لن يسلموا سلاحهم حتى بعد مؤتمر الحوار، في حين أنهم يتحدثون في رؤاهم المختلفة عن الدولة القوية.

ودليل آخر على عدم جدية الحوثي بتسليم سلاحه للدولة، ما حدث بالجوف حيث قام رجال القبائل من أبناء الإصلاح وغيرهم بتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة وامتنع الحوثيون عن تسليم الأسلحة الثقيلة التي نهبوها عند قيام الثورة، رغم ما توالى من معلومات عن كثرة تلك الأسلحة ونوعيتها، ومنها دبابات، ناهيك عن رفضهم التخلي عن المواقع العسكرية في " المطمة " والصفراء " وفي والمواقع التي في "خراب المراشي".

- الحوثي هدد بالحرب أكثر من مرة

هدد الحوثي اليمنيين بالحرب أكثر من مرة، فقد قال في حفل عيد المولد النبوي أنه جاهز للسلم والحرب، وبالمقارنة يرى البعض أن مطالبة الحوثي بتسليم سلاحه للدولة، هي مطالبة عبثية.

ويشكك كثيرون في نية الحوثي تسليم أسلحة جماعته للدولة لأنه لا يعترف بشرعيتها ويراها عميلة للأمريكان والصهاينة كما أنه يطمح للوصول للسلطة في اليمن ويعتبرها حق حصري منح الله له دون سائر الناس ويسعى في سبيل الاستيلاء على السلطة إلى زيادة التسلح واستيراد السلاح بشتى أنواعه.

ويملك الحوثيون معسكرات في صعدة وبعض المحافظات يدربون فيها أتباعهم على مختلف أنوع الأسلحة الثقيلة والمتطورة على أيدي بعض الخبراء.

ويتهم مراقبون الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وبعض الجهات العسكرية الداخلية بتدريب تلك العناصر، إضافة إلى التنسيق في صفقات السلاح المعروفة بين صالح والحوثيين والتي اشتملت على أسلحة متطورة ونوعية .

- تسليم السلاح للدولة المحك الحقيقي للحوثيين

وهنا فإن قضية تسليم الحوثيين للسلاح الثقيل للدولة هي المحك الحقيقي لهم والاختبار الكبير لهذه الجماعة، فإن سلمت بالفعل سلاحها وكشفت عن معسكراتها وأغلقتها فقد تحولت لتيار مدني سلمي يغلب التعايش والسلم ويبني جسور التعايش السلمي مع الجميع أما إذا رفضت فقد أثبتت أنها جماعة متمردة ومسلحة تسعى لإشعال الحرب والاقتتال ليحقق زعيمها هدفه في كرسي السلطة، وهو ما يرفضه اليمنيون عامة.