تدابير احترازية في تركيا واستمرار الغارات على مواقع داخل العمق السوري

الخميس 04 أكتوبر-تشرين الأول 2012 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس ـ متابعات
عدد القراءات 6665


واصل الجيش التركي ليل الاربعاء الخميس قصفه المدفعي على مواقع تابعة للجيش السوري على الحدود بين البلدين .

وذكرت وكالة انباء الاناضول الى ان الغارات التركية التي نفذتها وحدة مقرها في قرية اكجاكال قرب الحدود ادت الى انفجارات قوية في الجانب السوري.

وطالب حلف شمال الأطلسي بالوقف الفوري "للأعمال العدوانية" في حق تركيا عضو الحلف يوم الأربعاء بعد مقتل خمسة مدنيين اتراك نتيجة سقوط قذيفة مورتر أطلقت من سوريا.

وقال سفراء الحلف في بيان بعدما عقدوا اجتماعا طارئا في وقت متأخر من الليل في مقر الحلف بناء على طلب تركيا لبحث الحادث ان القصف "يمثل سببا لأكبر القلق للحلفاء الذين يدينونه بقوة."

وقال البيان "يواصل الحلف الوقوف بجوار تركيا ويطالب بالوقف الفوري لكل مثل هذه الأعمال العدوانية بحق دولة حليفة ويحث النظام السوري على انهاء الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي."

واضاف البيان قوله ان الأعمال العدوانية الأخيرة التي ارتكبتها سوريا "خطر واضح وفوري على أمن أحد الحلفاء (في حلف الاطلسي)."

وكان هذا اجتماعا نادرا بموجب المادة الرابعة من ميثاق حلف الاطلسي التي تنص على اجراء مشاورات حينما يشعر أحد الأعضاء ان سلامة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه في خطر.

وانتهى الاجتماع بعد 40 دقيقة ببيان قوي يٌعبِّر عن تضامن الحلف مع تركيا.

وقال أحد دبلوماسيي حلف الأطلسي ان سفير تركيا لدى الحلف حيدر بيرك احاط الاجتماع علما بعدد من حوادث القصف عبر الحدود وأبلغهم أيضا برد تركيا الذي كان موجها إلى اهداف عسكرية في سوريا.

وقال الدبلوماسي ان سفراء آخرين حاضرين في الاجتماع أدانوا هجوم المورتر من سوريا وعبروا عن تضامنهم التام مع تركيا.

وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي للتلفزيون السوري الرسمي "نقدم التعازي الحارة باسم سوريا" الى الشعب التركي "الصديق"، واعلن ان السلطات السورية باشرت "التدقيق في مصادر النيران".

الا ان الزعبي اشار الى وجود "حالة خاصة على الحدود" السورية مع تركيا بسبب نشاط "مجموعات مسلحة ارهابية غير منضبطة وهوياتها مختلفة"، لافتا الى ان هذه المجموعات "تشكل خطرا ليس فقط على سوريا بل على الامن الاقليمي".

واوضح انه "في حالات الحوادث الحدودية التى تقع بين اي دولتين متجاورتين ينبغي ان تتصرف الدول والحكومات بحكمة وعقلانية ومسؤولية"، مؤكدا التزام سوريا "قواعد حسن الجوار" في العلاقات مع الدول المجاورة.

 

ردود افعال تدين الاعتداء السوري

 قال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الاربعاء ان اطلاق القذائف من سوريا على قرية تركية حدودية يمثل "مثالا جديدا على السلوك المارق" لنظام الرئيس بشار الاسد.

واضاف في بيان "نحن ناسف لخسارة ارواح بشرية في تركيا الحليف الهام، وسنواصل متابعة الوضع عن قرب" من دون ان يشير الى الاجتماع العاجل للحلف الاطلسي في بروكسل.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء ان بلادها تشعر "بالغضب" اثر اطلاق قذائف من سوريا على بلدة تركية تسببت في مقتل خمسة مدنيين اتراك، بينهم ثلاثة اطفال.

قالت كلينتون للصحافيين "نشعر بالغضب، لأن السوريين يطلقون النار عبر حدودهم (..) وبالاسف للخسائر في الارواح في الجانب التركي"، في بلدة اكجاكالي.

واضافت ان الوضع "خطر للغاية"، وانها ستتصل لاحقا بنظيرها التركي احمد داود اوغلو لتتحدث معه "عما يمكن ان يكون عليه التحرك الامثل في المستقبل".

وقالت بعد محادثات اجرتها في وزارة الخارجية مع وزير خارجية كازاخستان يرلان ادريسوف "كل هذا بسبب نظام يتسبب في معاناة هائلة لشعبه لمجرد رغبته في البقاء في السلطة".

وقالت كلينتون ان دمشق تتلقى "المساعدة والمؤازرة من دول مثل ايران، التي تقف بحزم الى جانب نظام الاسد، بغض النظر عن الخسائر في الارواح والاضرار التي تحصل داخل سوريا، والان بصورة متزايدة عبر الحدود السورية مع جيرانها".

واكدت ان "على كل الامم المسؤولة ان تقف معا" لإقناع نظام الاسد بالموافقة على وقف اطلاق النار والبدء بالانتقال السياسي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند في وقت سابق ان اطلاق النار عبر الحدود يشكل انتهاكا واضحا لسيادة تركيا.

هذا ودانت فرنسا بشدة الاربعاء اطلاق قذائف مصدرها سوريا اوقعت خمسة قتلى في تركيا، واكدت وقوفها الى جانب انقرة. وقال فيليب لاليو المتحدث باسم الخارجية "ندين بشدة اطلاق قذائف تسببت في مقتل خمسة اشخاص على الاقل في الجانب التركي من الحدود مع سوريا".

واضاف ان "تركيا حليفتنا"، موضحًا ان وزير الخارجية لوران فابيوس تحادث مع نظيره التركي احمد داود اوغلو و"عبّر له عن تعازينا وتضامننا وتأييدنا الكامل".

وطالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء الحكومة السورية بان "تحترم بالكامل سلامة اراضي جيرانها" وذلك اثر سقوط قذائف سورية في تركيا.

وقال بان كي مون بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان هذا الحادث "يدل مرة اخرى على ان النزاع في سوريا لا يهدد امن الشعب السوري فحسب، لكن له انعكاسا سلبيا متناميا على جيران" دمشق.

واضاف بيان الامم المتحدة ان بان كي مون "يطالب الحكومة السورية بان تحترم بالكامل سلامة اراضي جيرانها وان تضع حدا للعنف ضد الشعب السوري". وتابع انه "يطلب من جميع الاطراف خفض مستوى التوتر وايجاد الظروف لتسوية سلمية للازمة السورية".