تجدد المعارك الطاحنة بين الجيش السوداني والدعم شمال كردفان

الخميس 09 مايو 2024 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 1724

 شهدت ولاية شمال كردفان السودانية (وسط البلاد) معارك طاحنة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في محورَي مدينتي أم روابة والأبيض، وتضاربت المعلومات بشأن مدى تقدُّم الطرفين؛ إذ نشر مؤيدو كل طرف مقاطع مصوَّرة تزعم تحقيق انتصارات كبيرة لفريقه على حساب الآخر.

وقالت «الدعم السريع» في بيان رسمي إنها ألحقت هزيمة «ساحقة» بقوات الجيش في المحورين، وزعمت أنها قتلت أكثر من 900 شخص من القوة المهاجِمة في معارك مختلفة، وأسرت آخرين، واستولت على عربات قتالية وأسلحة وذخائر في مدينتي الأبيض وأم روابة.

ولم تصدر تصريحات رسمية من الجيش عن تلك المعارك، لكن حسابات موالية له على منصات التواصل تحدثت عن مقتل قائد «الدعم السريع» في شمال كردفان، الشهير باسم «شيريا»، وعدد من كبار الضابط في معارك شرق مدينة الأبيض، وهو ما اعترف به نشطاء موالون لـ«الدعم السريع».

وفي بيان رسمي قالت «الدعم السريع»، (الثلاثاء)، إنها ألحقت «هزيمة كبيرة بالقوات المقبلة من اتجاه ولاية النيل الأبيض»، وأضافت: «أشاوس (قوات الدعم السريع) حققوا نصراً عظيماً في معارك متفرقة على محورين بولاية شمال كردفان، سعى من خلالهما الفلول إلى فتح الطريق القومي (كوستي الأبيض)». وأوضحت أن «الجيش هاجم (الدعم) في منطقة جبل كردفان» الذي يقع جنوب مدينة الأبيض عاصمة الولاية.

وقالت: «تمكنت قواتنا من سحق العدو تماماً، وقتل أكثر من 400 والاستيلاء على 11 عربة قتالية بكامل عتادها ودبابتين، وتدمير دبابتين أخريين و4 شاحنات بكامل حمولتها، وتسلُّم كميات من الذخائر والأسلحة بمختلف أنواعها». ونقلت فيديوهات بثها نشطاء موالون للجيش أن «(قوات الهجانة) التابعة للجيش ألحقت خسائر كبيرة بـ(الدعم السريع) في جبل كردفان قرب بلدة العين».

وأفاد الموالون كذلك بأن الجيش استرد المعسكر التابع له في جبل كردفان، وطرد منه قوات «الدعم» التي كانت قد سيطرت عليه منذ عدة أشهر، وقتلت أعداداً كبيرة منهم، كما استردت معسكر قوات الاحتياطي المركزي، وتم بث فيديو لما أطلق عليه تفقد قائد الفرقة الخامسة الخطوط الأمامية بعد تحريرها لجبل كردفان وبلدة أبو الغر والمحطة التحويلة ومخازن الكولا.

وتسيطر «الدعم السريع» على معظم ولاية شمال كردفان التي تقع بين وسط البلاد وغربها، لكنها تُعدّ من ولايات الغرب، بما في ذلك الطرق البرية التي تربطها بشرق وغرب البلاد، فيما عدا مركز مدينة الأبيض الذي تسيطر عليه الفرقة الخامسة (قوات الهجانة).

وظلت الأبيض تشهد عمليات قتالية متفرقة بين الطرفين، وتبادلاً مستمراً لنيران المدفعية والأسلحة الثقيلة والخفيفة أدت في كثير من الأحيان إلى مقتل وإصابة أعداد من المدنيين. وقالت «الدعم السريع» إن قواتها في محور تندلتي التابع للنيل الأبيض، شرق أم روابة بولاية شمال كردفان، «سحقت» كامل (قوات) «متحرك الصياد»، وقتلت منهم أكثر من 500، واستولت على 10 عربات قتالية بكامل عتادها و4 شاحنات وشاحنة وقود وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وطاردت القوات المتبقية حتى تخوم مدينة تندلتي.

وكان نائب القائد العام للجيش السوداني الفريق الركن شمس الدين الكباشي خاطب، الأسبوع الماضي، قوات «متحرك الصياد» المنطلقة من الفرقة 18 التابعة بمدينة كوستى، وأعلن توجهها لتحرير أم روابة، وفتح الطريق البرية القومية الرابطة بين كوستى والأبيض، التي ظلت «الدعم السريع» تسيطر عليها منذ أشهر، فضلاً عن تحرير مدينتَي أم روابة والرهد، وتحرير الولاية بالكامل من سيطرة «الدعم السريع».

ولم يرد عن الجيش أي تصريح رسمي، سوى ما نقلته صفحة متحدِّثه الرسمي منسوباً إلى «شاهد»، من أن قوات الفرقة الخامسة (الهجانة)، «طهرت» جبل كردفان مما سمته «دنس المرتزقة» ودحرت العدو وكبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتجري تمشيطاً على الطرق والمناطق الحيوية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.

وقال شاهد عيان تحدث لـ«الشرق الأوسط» من مدينة أم روابة إن الجيش حاول نصب كمين من عدة محاور، من شرق أم روابة، وجنوب الأبيض، ومن جهة العباسية جنوب أم روابة، وإن القوات المقبلة من جهة تندلتي شرق أم روابة اشتبكت مع «قوات الدعم السريع»، ظهر الثلاثاء، بالقرب من بلدات ود عشانا، أم خيرين آدم وأم خيرين الشرقية.

وقبل اشتباك القوتين، شهدت المنطقة قصفاً عنيفاً من الطيران الحربي التابع للجيش، وخاضت قوة «متحرك الصياد» المقبلة من الشرق قتالاً شرساً مع «الدعم السريع»، في معركة استمرت نحو ساعتين.

ووفقاً للشاهد فإن «الدعم السريع ألحقت خسائر كبيرة بـ(متحرك الصياد)». وقال إن «الدعم السريع» استعرضت نحو 90 أسيراً من المستنفرين التابعين للجيش في المدينة، وهم مكبلون بالقيود.

وقال شاهد آخر إن قوات تابعة للجيش قادمة من جهة العباسية بولاية جنوب كردفان - جنوب أم روابة كان مخططاً أن تلحق بمعركة شرق أم روابة، لكنها لم تتحرك بعد أن وصلت إليها أخبار خسارة المعركة