توماس فريدمان يكشف ما يقلقه بشأن حرب غزة بعد زيارته لـ السعودية والإمارات

الخميس 14 ديسمبر-كانون الأول 2023 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - غرفة الأخبار
عدد القراءات 1426

 

قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان بأن الاحتلال الإسرائيلي شن غزوه على غزة دون وجود خطة لما يجب فعله بالقطاع وشعبه في حال حقق أي انتصار وانه يشعر بالقلق.

واوضح الصحفي توماس في مقال له نُشر أمس في صحيفة"نيويورك تايمز" بانه عاد امس الى واشنطن بعد ان امضى أسبوعا في السعودية والإمارات لجس نبض العالم العربي بشأن غزو الاحتلال الإسرائيلي لغزة ومساعيه للقضاء على حركة المقاومة الاسلامية حماس.

وقال إن حماس قامت ببناء شبكة أنفاق واسعة تحت غزة، وفي سعي القوات الإسرائيلية، للقضاء عليها فهي “تضطر إلى تدمير أعداد هائلة من الهياكل. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها قتل الكثير من مقاتلي حماس وتجريد غزة من السلاح دون خسارة الكثير من جنودهم في النافذة القصيرة التي تشعر إسرائيل أنها تمتلكها في مواجهة ضغوط الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لإنهاء الغزو”.

وهو في حديثه عن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر وحق إسرائيل بالرد عليها يقول إن حماس خططت و”نفذت حملة من الهمجية التي لا توصف والتي بدت وكأنها تهدف إلى جعل إسرائيل مجنونة وتهاجم دون التفكير في الصباح التالي.. وهذا بالضبط ما فعلته إسرائيل”.

 

واكد أن إسرائيل في سعيها المتمثل في تفكيك حماس وقدراتها العسكرية وقتل قادتها البارزين، قتلت وأصابت الآلاف المدنيين الأبرياء في غزة.

وزعم أن “حماس كانت تعلم أن هذا سيحدث ولم تهتم البتة. ولكن إسرائيل سوف ترث المسؤولية عن كارثة إنسانية هائلة سوف تتطلب سنوات من التحالف العالمي لإصلاحها وإدارتها”.

وأضاف أنه عاد متفائلا من رحلته بأن مفاوضات التطبيع مع السعودية لم تنته، فالرياض ملتزمة من حيث المبدأ باستئناف المفاوضات التي كانت جارية قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر. كان المفاوضون يناقشون صفقة كبرى تدخل بموجبها الولايات المتحدة في معاهدة أمنية مع السعودية، مقابل تطبيع الأخيرة العلاقات مع إسرائيل – شريطة أن تلتزم إسرائيل بخطوات محددة للعمل مع السلطة الفلسطينية نحو تحقيق حل الدولتين.

وأكد أنه كون انطباعا قويا للغاية بأن السعوديين يريدون من الأمريكيين إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، لأن الموت والدمار في غزة يؤدي إلى تطرف سكانها الشباب، في حين أنها تخيف المستثمرين الأجانب وتعرقل بشكل عام ما تريد السعودية التركيز عليه: رؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وتابع:"الشيء الأكثر تفاؤلا الذي يمكنني نقله من الرياض، ومن التحدث مع المسؤولين الأمريكيين في واشنطن قبل وصولي، هو أنه عندما تنتهي الحرب في غزة، تظل السعودية ملتزمة من حيث المبدأ باستئناف المفاوضات التي كانت جارية قبل 7 أكتوبر. كان المفاوضون يناقشون صفقة كبرى تدخل بموجبها الولايات المتحدة في معاهدة أمنية مع السعودية، وفي الوقت نفسه، ستقوم السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، شريطة أن تلتزم إسرائيل بخطوات محددة للعمل مع السلطة الفلسطينية نحو تحقيق حل الدولتين.

وقال إن قادة الدول هذه ليسوا متعاطفين مع حماس ولن يحزنوا لو هزمت إلا أنهم يشككون بقدرة إسرائيل على القضاء عليها إلى الأبد، ويشعرون بالقلق من أن الضرر الذي يلحق بغزة، في محاولتها القيام بذلك، سوف يؤدي إلى عواقب سيئة غير مقصودة.

وأكد فريدمان أنه إذا لم تتوصل إسرائيل إلى رؤية سياسية طويلة الأمد لإغراء العالم لمساعدتها في تمويل إعادة بناء غزة، فإنها سوف تتعرض لكثير من الأذى الدبلوماسي والاقتصادي. وقد تتحول غزة في نهاية المطاف إلى جرح كبير في الصدر يرهق إسرائيل عسكريا واقتصاديا ومعنويا، ويأخذ راعيتها القوة العظمى الولايات المتحدة في طريقه.