آخر الاخبار

مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم هيئة كبار العلماء السعودية تنبه إلى ''حالة لا يجوز فيها الحج بل ويأثم فاعله''! أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب محافظات شرق اليمن رغم التطورات في البحر الأحمر.. واردات الوقود والغذاء الواصلة الى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين ترتفع بنحو 30%

قراءة في خطاب الأطراف اليمنية بذكرى ثورة 14 أكتوبر . غاب العليمي وتحدث عيدروس وهنأ المشاط .. وهذه مواقف بقية الورثة

الجمعة 14 أكتوبر-تشرين الأول 2022 الساعة 07 مساءً / مارب برس - عبد اللطيف بن ناصر
عدد القراءات 4986

قراءة للكاتب عبداللطيف بن ناصر 

في أحدث تكتيكاته التوافقيه، لم يُلق رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي خطاباً رسمياً للشعب اليمني بالذكرى ٥٩ لثورة ١٤ اكتوبر، واكتفى بتغريدات نحيلة المبنى والمعنى على "تويتر" يمكن أن توحي بأي شيء، الا احتفاءه بمناسبةْ ثورة بحجم ومكانة ١٤ اكتوبر.

بينما ألقى عضو مجلس القيادة الرئاسي خطابا للشعب (الجنوبي) بصفته رئيسا للمجلس الانتقالي الجنوبي، وصاحب الحق في المناسبة، والذي يفصله عن إعلان الاستقلال (صبر ساعة) فقط،

كما ورد في خطابه. المشّاط، رئيس مجلس الحوثيين السياسي الاعلى، ألقى كلمة بالمناسبة، بدأها بتهنئة "سيدي العزيز المجاهد السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله"، واعتبر نفسه و(سيده)وأتباع الجماعة (الوارث الشرعي لأكتوبر) وما تمثله.

وبالنظر الى ما صدر عن بقية القوى والأحزاب، وخاصة حزب الإصلاح وطارق صالح، باعتبارهما يملكان ثقلا على الأرض، ويعادلون موضوعيا القوتين السابقتين، رغم أنهما مُمَثلون بمجلس القيادة الرئاسي، أو بتغريداته بتوصيف أدق. أما طارق صالح، عضو مجلس القيادة، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، فحاول من خلال تغريدة في تويتر، أن يغلف موقفه من خلال امتداح دور عدن في ثورة ٢٦ سبتمبر، ليؤكد بنهاية تغريدته "تحيا الجمهورية اليمنية" في إشارة إلى تمسكه بالكيان السياسي لليمن، ورفضا لخطاب الانفصال الذي يريد الانتقالي تكريسه بالمناسبة، وتمالؤ الرئيس. الإصلاح،

نشر متحدث الحزب ونائب رئيس دائرته الاعلامية عدنان العديني مقالاً بالمناسبة

واعتبر أن معجزة ١٤ اكتوبر، بعد طرد المستعمر كان إنجاز توحيد السلطنات المتناثرة، ونقل اليمن بعد تحرر الشمال من الامامة الى بلد قادر على تعريف نفسه من الاحتلال المحلي والخارجي"، إضافة لذلك، تبنى اعلام الحزب حملة في وسائل التواصل بمناسبة اكتوبر ونشطت مؤسساته وناشطوه بالمناسبة، بالخطاب الذي أراده الحزب عن تكامل الثورتين.

لكن ورغم منطقية مقاربة الحزب وحماس إعلامه لها، في مواجهة خطاب الانتقالي والحوثي، نجد أنّ الحزب لم يصدر بياناً رسميا حتى ليلة الذكرى، وبات صوته في مناسبات كهذه مُثقلا بدائرة التحالفات التي يتواجد فيها، وهما مجلس القيادة الرئاسي والتحالف الوطني للأحزاب.

أما الحزب الإشتراكي اليمني، ومن يفترض أنه الحامل التاريخي لثورة ١٤ أكتوبر، فقد نشر موقعه الرسمي خبراً عن احتفال بالمناسبة في صنعاء بذكرى اكتوبر وسبتمبر وذكرى تأسيس الحزب، وفي الفعالية كان حضور وكلمات ألقيت من أمين عام حزب الحق ياسر الحوري، والقحوم ممثل الحوثيين، اضافة الى يحيى ابو اصبع رئيس اللجنة المركزية للحزب، وممثل عن الحزب الناصري. وفي صورة تماهي جنوبا وشمالا، يبدو الحزب الاشتراكي في موقع لا تريد قيادته أن تقول شيئاً، أو أنها لا تعرف ما الذي يجب قوله الآن،

وفي كل حال، يبقى المحرر السياسي وما ينشره على موقع الحزب أحياناً هو الجزء المتبقي والنابض بالحيوية في الحزب إلى حين. بقية أحزاب التحالف الوطني، والإصلاح ضمنها إلى جانب المؤتمر والناصري والاشتراكي والرشاد وبقية الاحزاب، دأبت على المراودة في جروبات واتساب لقادتها، لتمحيص مسودة هزيلة وإنشائية عن أي مناسبة، ويعتبرونها فرصة لتجديد التذكير بالتحالف هذا، والارجح أن لا أحد يأخذ البيان على محمل الجد، حتى محرري الأخبار بوسائل اعلامية محسوبة على هذه الأحزاب. وبالعودة السريعة إلى هذه المواقف التي تكشف حالة الغُربة للثوابت الوطنية وفجاجة خطاب المشاريع المسلحة شمالاً وجنوباً، وبالقدر ذاته تكشف مأزق القوى التي تتردد في الإفصاح عن مواقفها بالقدر الذي يأمله الشارع اليمني عموماً.

أما تغريدات الرئيس، فتكشف مستوى "الاهتزاز" الذي تعرض له مركز الدولة، بتشكيل المجلس الرئاسي ورئيسه الذي يبدو أنه أول رئيس في التاريخ بلا ثوابت، ولا مانع لديه من التنازل عن أي شيء، بحس من الخطورة والذكاء، والضعف!

وعيدروس الزبيدي، كان أهم ما قاله إنه يتطلع إلى خروج معسكرات الجيش من حضرموت والمهرة إلى الجبهات مع الحوثي، من أجل أن يستكمل دولته التي بشر بها وأنها أقرب من أي وقت مضى، وكأن المعركة مع الحوثي لا تعنيه!

والغريب أن خطاب الحوثي(المشاط) حمَل من التهديد والوعيد ضد القوى المحلية المنضوية في إطار المجلس الرئاسي المسنود من التحالف، وكاد خطابه أن يكون كله لهذه الحقيقية، نجد أن الزبيدي، ذكر المعركة مع الحوثي فقط كخلفية ومقدمه لحديثه الطويل عن الإرهاب وداعميه، وهو هنا يقصد خصومه من القوى في المحافظات الجنوبية، والذين يعتبرهم عائقاً أمام سيطرته العاجلة، ولا يأخذ بالاعتبار أن التهديد الحوثي المتصاعد يستهدفه مثل غيره، وأن

مهمة الحوثي ستكون أسهل إذا استمر الانتقالي في تسخير مقدرات داعميه وما تحت يده من جغرافيا الدولة ومقوماتها ضد خصومه، وشركاء المعركة مع الحوثي. ذكر المشاط في خطابه مسألة الوحدة، وهو لا يرى الوحدة سوى أن يتوحّد معه الجميع في تهنئة (سيده العزيز)، والتسليم له، أما الوحدة التي تعني اليمن الموحد والذي يتسع لجميع أبنائه ويتكامل بتنوعهم فلا يراه المشاط، ولا يبدو أنه ومن كتب له الكلمة يعون هذه المعاني حقا، ولا يرى في المناسبة سوى فرصة للمزايدة على خصومه بأسلوب يشبه تماما (الحوثي) و(المشاط)، كثنائية ل(العنجهية) و(أسلوبها الرّث).

وفي ظل هذه الغُربة للذكرى، احتشدت وسائل التواصل الاجتماعي باحتفاء عريض وعبر الكثير عن معان تستلهم روح ثورتي سبتمبر واكتوبر، وظهرت مدارس مدينة تعز باحتفالات رمزية بليغة وتنتمي للوجدان الوطني في مناسبة كهذه، ولكن يا للأسف! هنا شعب لا يجد حاملاً شجاعاً لثوابته ومنطلقاته الكبرى، وسيظل يحملها ويعبر عنها بطريقته إلى أن يتخلق وضع جديد لا يشبه المواقف الآنفة بغرابتها وسوئها أو ضعفها أيضا.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن