الماء: ما سبب ندرته على كوكب الأرض؟

الأحد 21 أغسطس-آب 2022 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس- وكالات
عدد القراءات 4297
 

فنجان قهوة صباحي وقطعة شوكولاته ترافقه، طقس يتبعه أغلبنا لتحسين المزاج ‏مع انطلاقة يوم جديد، أو في أمسية للقاء الأحبة والأصدقاء.‏

لكن هل سبق أن فكّرنا كم يحتاج هذان العنصران من المياه قبل أن يصلا إلى ‏جلساتنا؟

المياه في يومياتنا

يستهلك الكيلوغرام الواحد من حبوب قهوة الإسبريسو نحو 19 ألف لتر من ‏الماء، فيما يستهلك الكيلوغرام الواحد من الشوكولاته أكثر من 17 ألف ليتر من ‏الماء. ‏

هذا، قبل التفكير حتى بوجبة الغذاء. قد يبدو استهلاك الخضروات للموارد المائية ‏ليس كبيراً، إذ تحتاج زراعة كيلوغرام من الجزر والطماطم على سبيل المثال، ‏إلى نحو 200 لتر من الماء. لكن الكيلوغرام الواحد من اللحم البقري يحتاج إلى ‌‏15 ألف لتر من الماء. ‏

أما عن صناعة الملابس، فحدّث ولا حرج. يتطلب صنع سروال جينز واحد فقط ‏نحو 10 آلاف لتر من المياه. ‏

 

مياه بعيدة المنال

رغم وفرة المياه طبيعياً على سطح الأرض، ونسبتها تزيد عن 70% منه، إلا أننا ‏نواجه حالياً ندرة فيها. ‏

فهنالك 1.1 مليار شخص لا يستطيعون الوصول إلى مياه صالحة للشرب، و 2.7 مليار ‏يعانون من ندرة المياه لمدة شهر واحد على الأقل في السنة ، بحسب منظمة ‏worldwildlife‏ ، التي تتوقع أن يواجه ثلثا سكان العالم نقصاً في المياه بحلول ‏عام 2025. ‏

وتتربع العوامل البيئية على رأس القائمة بالطبع، مع التغير المناخي عالميا. ‌‎ ‎لكن ‏السياسة تلعب دوراً كبيراً باستخدام المياه الإقليمية كورقة ضغط في بعض ‏الدول، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا، عدا عن الحروب ‏القائمة بالفعل وما تسببه من عدم القدرة للوصول إلى المياه أو تلوثها.

 

المياه، سبب أم نتيجة للواقع السياسي؟

في اليمن الذي أرهقته الحرب وأثرت على مقدراته وبنيته التحتية، يحتشد سكان ‏مدينة تعز مثلاً حاملين عبوات بلاستيكية لملئها بمياه صالحة للشرب.‏

هذه المياه توفرها صهاريج تؤمَن محلياً، وفي أوقات معينة ، توزع كميات ‏محدودة من اللترات لكل عائلة بحسب عدد أفرادها.‏

سكان المدينة أخبروا فريق بي بي سي أنهم لا يزالون في انتظار تحقيق وعود ‏قطت قبل نحو ثماني سنوات، عن مشاريع لإيصال المياه الصالحة للشرب إلى ‏المنازل. ‏

في المقابل، أدى شح المياه الجزائر إلى احتجاجات شعبية كبيرة العام الماضي ‏ضد الحكومة، رغم محاولات لضبط توزيع المياه من خلال مشاريع كان ‏مصيرها التجميد.‏

تعود مشكلة المياه إلى 20 عاماً لأسباب منها "التقشّف" نتيجة انخفاض أسعار ‏النفط، وتوحل السدود التي تحتاج إلى صيانة دورية، وعدم استغلال المياه ‏الجوفية بالصحراء الجزائرية. ‏

ويستهلك الجزائريون سنويا ما بين 3.6 إلى 4 مليارات متر ‏مكعب، 30 في المئة منها يأتي من السدود، فيما يأتي البقية من ‏الآبار ومحطات تحلية مياه البحر، وفق إحصاءات رسمية‎.