قرار تصنيف الحوثيين «جماعة ارهابية» .. أول موقف رسمي سعودي وحقيقة الخلاف الامريكي والشرعية توجه دعوة

الأحد 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-تقرير
عدد القراءات 6733

دعا وزير الإعلام اليمني في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني وسائل الإعلام الحكومية والأهلية وكافة اليمنيين إلى المشاركة في حملة إلكترونية تبدأ مساء اليوم (الأحد) على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم «الحوثي جماعة إرهابية».

وقال الإرياني مخاطبا مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وقادة الرأي في بلاده «إن الواجب اليوم يملي علينا رفع الصوت بالضغط والمطالبة بإعلان الحوثي جماعة إرهابية والتعامل معها على هذا الأساس».

وشدد الوزير اليمني على أن «إدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة الجماعات الإرهابية المتطرفة بات أمرا ملحا وضروريا لوضع حد لجرائمها» وقال «إن استمرار الصمت على ما تقوم به ميليشيا الحوثي سيطيل معاناة الشعب اليمني ويجعل اليمن مرتعا للإرهاب ومصدرا لنشره في المنطقة والعالم».

وتابع الإرياني بقوله «من غير المنطقي ولا المعقول أن يلتزم العالم الصمت إزاء إرهاب منظم يفتك بنحو 30 مليون نسمة، ويهدد أمن الطاقة وخطوط الملاحة الدولية عبر أهم الممرات العالمية، إن التساهل في عدم تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية ستكون نتائجه وخيمة ليس على اليمن وحسب بل على المنطقة والعالم أجمع».

ودعا وزير الإعلام اليمني إلى إبراز ما وصفه بـ«جرائم ميليشيا الحوثي وإرهابها الأسود الذي تمارسه بحق اليمنيين منذ عام 2004، والذي فاق الإرهاب الذي مارسه تنظيما «داعش» و«القاعدة» مجتمعين». وفق تعبيره.

وأضاف «لقد سال الدم اليمني غزيرا منذ أطلت هذه الحركة السلالية البغيضة بقرونها وأعلنت عن نفسها، ومنذ لحظة ولادتها الأولى رفعت السلاح في وجه الدولة، وارتبط ذكرها بالقتل والسحل والتعذيب والتفجير والتنكيل وكل أنواع الموبقات التي ترقى لتكون جرائم ضد الإنسانية».

وأوضح أن الجماعة «تشترك مع أخواتها من الجماعات الإرهابية بأنها تعد ما تقوم به من جرائم بحق الشعب اليمني قربة إلى الله وطريقا للوصول إلى الجنة، وتعد كل من يرفضها أو لا يؤمن بمشروعها خارجا عن الملة ولا يستحق الحياة».

وعلى وقع المخاوف من أن يدفع تصنيف الحوثيين ضمن جماعات الإرهاب العالمي إلى تعقيد جهود السلام الأممية في اليمن، قلل الوزير الإرياني من حدوث ذلك وقال في تصريحات رسمية «إن تجاهل المجتمع الدولي لممارسات ميليشيا الحوثي الإرهابية لم يعد مقبولا».

وأشار الوزير اليمني إلى أن «جرائم ميليشيا الحوثي وانتهاكاتها غير المسبوقة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، واعتداءاتها على المناطق المحررة، وتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي‏، لا تقل فظاعة عن التنظيمات والجماعات الإرهابية (داعش، القاعدة)» بحسب قوله.

وقال «لم يعد من المنطق عدم التعامل مع ميليشيا الحوثي الإرهابية كواحدة من الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة، خاصةً وقد انكشف بوضوح حجم تبعيتها وارتهانها لنظام الملالي في إيران بعد تهريب الضابط في فيلق القدس المدعو حسن ايرلو حاكما عسكريا لصنعاء».

ورأى الإرياني أن «الربط بين خطوات تصنيف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران منظمة إرهابية وأفق الحل السلمي للأزمة اليمنية غير دقيق» مشيراً في هذا السياق إلى أن الجماعة الحوثية «أعاقت طيلة ستة أعوام كل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي وتحركت كأداة إيرانية قذرة لتنفيذ سياسة نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة». وفق تعبيره.

*موقف السعودية

على صعيد متصل قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، يوم السبت، إن تصنيف واشنطن جماعة الحوثي منظمة إرهابية سيكون "ملائما تماما".

جاء ذلك في مقابلة افتراضية أجرتها معه وكالة رويترز على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين.

وقال إنه واثق من أن الإدارة الأمريكية القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن ستنتهج سياسات تساعد على الاستقرار الإقليمي وأن أي مناقشات معها ستقود إلى تعاون أقوى.

وأضاف أنه لا يرى أي مؤشر على تهديد إقليمي أثناء الفترة الانتقالية.

وكانت وسائل أمريكية قالت إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى لتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية قبل مغادرته البيت الأبيض في العشرين من يناير المقبل، وذلك في إطار حملة الضغط التي تشنها إدارة ترامب على إيران وحلفائها.

وقالت صحيفة الواشنطن بوست يوم السبت، إنه من المتوقع أن يتخذ البيت الأبيض القرار في شهر ديسمبر المقبل، مشيرة الى أنه سيتم تصميم تراخيص إدارية تسمح لمنظمات الإغاثة بمواصلة العمل دون خوف من العقوبات أو المقاضاة على صلاتها بمنظمة إرهابية في اليمن.

*مستقبل المفاوضات مع الحوثيين

الى ذلك اوضح سفير أمريكي سابق لدى اليمن إن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية لن يعيق المفاوضات الأمريكية معهم.

وقال السفير السابق جيرالد فايرستاين الذي عمل سفيرا لدى اليمن 2010-2013 إن تصنيف الحوثيين إرهابيون سيؤدي إلى إعاقة بعض الوقت، لكن الدبلوماسيين الأمريكيين سيمنحون إعفاءات خاصة للتفاوض مع مليشيا الحوثي.

ويعتقد على نطاق واسع أن الضغط الأمريكي على إيران والحوثيين يأتي لإجبار الحوثي على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال فايرستاين الذي يعمل حاليا نائب لرئيس معهد الشرق الأوسط للدراسات : ، إن الإعفاءات ستكون مطلوبة للدبلوماسيين الأمريكيين للقاء ممثلي الحوثيين. ويضيف: "هذا من المرجح أن يجعل الحوثيين أقل رغبة في المشاركة في المفاوضات بما في ذلك مع الممثلين الأمريكيين".

وقالت إليزابيث كيندال ، الباحثة في الدراسات العربية والإسلامية في بيمبروك ، أنه "على عكس ما توقعته المملكة العربية السعودية وحلفاؤها ، فقد زاد الدعم المادي الإيراني للحوثيين بدلاً من انخفاضه نتيجة للصراع في اليمن".

*خلاف امريكي

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، كشفت السبت، عن خلافات في ادارة الرئيس المنتهي ولايته دونالد ترمب، حول تصنيف الحوثيين كجماعة ارهابية.

وأكدت الصحيفة في تقرير لها إن هناك مسؤولين في مكتب الشرق الأدنى بوزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع غير مقتنعين بقرار إدارة الرئيس ترامب تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية.