آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

هندسة النفوذ في جماعة الحوثي من باب تصفية الحلفاء

الثلاثاء 23 يوليو-تموز 2019 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس-اخبار اليوم
عدد القراءات 3747

 

التعازي تسبق سفك الدماء، ونسيج رؤيات الشيطنة تعقب جريمة القتل الممنهج، لأشخاص تفوح منهم رائحة الخيانة التي جعلت من لحمهم ألذ وأشهى. 
جملة تختزل منطلق جرائم جماعة الحوثي الانقلابية، التي تتبنى أيدولوجية عقائدية دينية في تصفية حلفائها، سواء من هم منضوين تحت ظل الجماعة المدعومة إيرانيا ولكنهم مصنفين في خانة الاعتدال السياسي والديني، أو من أولئك الذين مكّنوا الجماعة من رقاب أهاليهم، وساهموا في إسقاط معاقل الجمهورية، ابتداء من محافظة عمران، ووصولاً إلى إسقاط الدولة في العاصمة صنعاء والانقلاب على السلطات الشرعية في أيلول سبتمبر 2014. 
في هذه الورقة نحاول توضيح الصورة للقارئ اليمني حول السياسية العقائدية التي تنتهجها جماعة الحوثي الانقلابية في تصفية حلفائها في الانقلاب سواء داخل الجماعة أو من كان لهم الفضل في تمكين الجماعة بالتوسع والتمدد من كهوف مران إلى التوغل في معظم المحافظات اليمنية، أو طريقة التعامل معهم، وقراءة الصراع الخفي بين قياداتها الجماعة الانقلابية 
* مسلسل الاغتيالات 
بالعودة إلى ما قبل الاجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء وأدخل اليمن في حالة فراغ دستوري من قبل جماعة الحوثي الانقلابية، عصفت موجة من الاغتيالات لبعض القيادات السياسية التي أصبغت عملها السياسي بنكهة ليبرالية، وكانت تعمل من خلف حجاب لفرض جماعة الحوثي الانقلابية على الساحة السياسية والعسكرية، من خلال تبنّي أفكار الجماعة ومشروعها التوسعي في اليمن، لكن بشكل سياسي معتدل، الأمر الذي ترفضه الجماعة وتتعارض معه. 
كانت البدايات لتلك الموجه العاصفة للاغتيالات مع اغتيال النائب الحوثي في الحوار الوطني/ عبد الكريم جدبان، في ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣. 
مصادر أمنية قالت إن "مسلحين على متن دراجة نارية أطلقوا النار على القيادي/ عبدالكريم جدبان بكثافة، عقب خروجه من جامع شوكاني وسط صنعاء". 
وأوضحت المصادر أن جدبان "فارق الحياة قبل وصوله المستشفى". 
سلسلة الاغتيالات التي طالت شخصيات تعتنق فكر جماعة الحوثي الانقلابية، كانت تسعى إلى خلط الأوراق وإفشال الجهود الجارية لإخراج البلاد من أزمتها. 
في 21 يناير 2014اغتيل الدكتور "أحمد شرف الدين" ممثل جماعة الحوثي وعضو مؤتمر الحوار الوطني. 
بحسب المعلومات- التي نشرت في ذلك الوقت- فإن الدكتور شرف الدين، اغتيل في 21 يناير 2014، إثر إطلاق مسلحين مجهولين كانوا متن سيارة هيلوكس على الدكتور/ حمد شرف الدين مما أدى إلى وفاته على الفور فيما لاذ المسلحون بالفرار . 
الاتهامات طالت جماعة الحوثي وحليفهم السابق باغتيال الدكتور/ شرف الدين، الذي كان في طريقه إلى مقر توقيع الصيغة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني، والذي كانت ترفضه الجماعة الانقلابية وحليفها في الانقلاب "علي عبدالله صالح"، شكلاً ومضموناً. 
في 2 نوفمبر 2014 اغتيل السياسي اليمني البارز القريب من جماعة الحوثيين "محمد عبد الملك المتوكل" على يد مسلحين مجهولين بالعاصمة صنعاء. 
هز اغتيال السياسي محمد المتوكل، الحياة السياسية في اليمن، ووصفته الرئاسة اليمنية في ذلك الوقت بأنه محاولة لخلط الأوراق وإفشال الجهود الجارية لإخراج البلاد من أزمتها.
يعد المتوكل واحداً من الشخصيات الداعية للحوار والدولة المدنية، واتهمت- بشكل علني- جماعة الحوثي بالوقوف خلف اغتياله، بحكم أنها القوة التي كانت تحكم وتسيطر على الدولة جراء انقلابها على مؤسسات الدولة، وهي التي تتحمل المسؤولية كاملة، لأنها مسؤولة عن الملف الأمني، ومسؤولة عن حماية المتوكل وكافة قادة الأحزاب السياسية. 
* انقلاب داخل انقلاب 
بحسب مراقبين في الشأن اليمني فإن التقارب السياسي والعسكري بين جماعة الانقلابية و"علي عبدالله صالح"، والتي رعته بعض أطراف الإقليم، عقب ثورة الـ 11 من فبراير، سعت إلى إجهاض ثورة فبراير ونسف مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وفرض معادلة سياسية وعسكرية جديدة في اليمن. 
مسار التقارب بين الحوثيين الانقلابية وعلي عبدالله صالح، تسبب إسقاط الدولة اليمنية، وجرّ اليمنيين إلى نفق التدخل العسكري للتحالف العربي، وساهم- إلى حد كبير- في تفكيك الجغرافيا وتوهين النسيج الاجتماعي وتبهيت مفهوم السيادة الوطنية. 
مع تغير خارطة النفوذ السياسي والعسكري التي فرضتها القوات الحكومية في الجغرافيا اليمنية بمساندة التحالف العربي، أصبحت نار الخلافات تنهش تحالف المصالح الهش بين الحوثي وصالح، بعد أن أدرك الأخير أن انقلابه على الشرعية لم يجد نفعاً، وأن ارتماءه بين أحضان الحوثي له عواقب وخيمة، وأن ميليشيات الحوثي ما هي إلا واجهة تنفذ مشروعاً إقليمياً أكبر منه. 
تقارب تكتيكي فرضته شروط المرحلة، فمن جهة اعتقد صالح أنه سيتمكن من النكاية بالخصوم وتصفية الحسابات بسيف الحوثي، متناسياً أن خنجر الحوثي سيطيح برأسه أولاً ليتم زرعه في خاصرة المنطقة العربية كبعبع يهددها. 
ويبدو أن الشكوك بدأت تساور صالح وأنصاره، وأصبح يقلب كفيه على ما أفضى، ويراجع الأوراق التي انقلبت عليه للبحث عن طوق نجاة، والخروج من المأزق الذي أقحم نفسه به من خلال التحالف مع الحوثي، في ظل الانتصارات التي حققتها القوات الشرعية على الأرض. 
فالحوثي وميليشياته بدأت سحب البساط من تحت قدميه شيئاً فشيئاً، إذ بدأت بإملاء الأوامر والشروط عليه وعلى مريديه، بل تجاوز الأمر بتصفية بعض القيادات السياسية والعسكرية في حزب صالح. 
* القاعة الكبرى 
في 8 أكتوبر 2016، شنت مقاتلات التحالف العربي عدة غارات استهدفت مراسم عزاء والد جلال الرويشان- المعين من قبل الحوثيين كوزير للداخلية- في الصالة الكبرى في حي الخمسين بصنعاء. 
الغارات أسفرت عن مصرع أكثر من 38 من أكبر قيادات حزب صالح، من ضمهم اللواء الركن/ علي بن علي الجائفي- قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري)- اللواء الركن/عبد القادر علي هلال أمين العاصمة. 
تسريبات كشفت عن تعرض اللواء الجايفي وهلال لجروح طفيفة جراء الغارات، وتم تصفية القياديين من قبل جماعة الحوثي الانقلابية عقب نقل الرجلين إلى المستشفى. 
وكشفت مصادر محلية في العاصمة صنعاء لسماع دوي إطلاق نار عقب غارات التحالف العربي، وتعزو المصادر أن سبب هذه الطلاقات هي تصفيات جسدية أقدمت عليها جماعة الحوثي الانقلابية بحق قيادات حزب المؤتمر الذي يقوده صالح، والتي هرعت إلى مكان الحادثة ومنعت من إسعاف الجرحى. 
وفي السياق شاب الكثير من الغموض والتكتم للحادثة، في الوقت الذي عزز البيان الصادر عن قبائل خولان التفسير الذي يبعد التحالف العربي عن تحمل المسؤولية خصوصا أنه لم يشر إلى طبيعة العملية وذلك بعد أن حاول تحالف الحوثي -صالح إلصاق الجريمة بالتحالف العربي لاستثارة وتأليب الشارع اليمني والرأي العام الإقليمي والدولي ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وفي حين بادرت وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي وصالح إلى إعلان وفاة اللواء عبد القادر هلال نتيجة الانفجار فقد حاولت جاهدة التكتم على الآخرين لتعلن بعد يومين وفاة اللواء علي الجايفي- قائد قوات الاحتياط- نتيجة إصابته في الانفجار. 
ويشير محللون إلى وجود الكثير من القيادات التي لقيت حتفها في العملية الغامضة التي أودت بحياة عشرات المدنيين الأبرياء وهو ما يعكس رغبة غامضة في التكتم على الضحايا وإعلان وفاتهم تباعا . 
في خضم هذه التعقيدات أعلن القيادي بجماعة الحوثي/ حسن زيد- في منشور له على فيس بوك- وفاة صلاح العزي وابنته في حادث سير في طريق صعدة دون إبداء أية تفاصيل أخرى حول الحادثة، وهو الأمر الذي يزيد المشهد غموضا في ظل تأكيدات ناشطين على أن العزي كان أول من باشر بنشر فيديوهات لجريمة تفجير صالة العزاء في العاصمة صنعاء. 
* تصفية صالح 
عقب مجزرة القاعة الكبرى التي أودت بمعظم قيادات حزب "علي عبدالله صالح"، تمكنت جماعة الحوثي من السيطرة العسكرية والسياسية في الشمال اليمني، وتجريد صالح وحزبه من النفوذ السياسي والعسكري، وأصبح الرجل وحيدا في مساحة مربع منزله الكائن في شارع حدة بصنعاء. 
مع التفرد الحوثي بالسلطة المطلقة في شمال اليمن بدأت الخلافات تفتت هذا التحالف الهش. 
الخلافات العلنية ظهرت بين الحليفين عندما وصف صالح الحوثيين بأنهم ميليشيا ورد عليه عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين بأن صالح وأنصاره خونة ووصفه لما يقوم به صالح بالغدر وأنها تمثل طعنة في الظهر، الأمر الذي جعل الحوثيين يهددون بإعلان “حالة الطوارئ”، وتجميد “الأنشطة الحزبية”، بالإضافة إلى رفضهم السماح لأنصار صالح بإقامة فعالية حاشدة في ذكري تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام وإلقاء صالح كلمة فيه، ولكنهم تراجعوا بعد ذلك بعد تدخل زعيم حزب الله "حسن نصر الله" لتهدئة الأجواء بين الطرفين . 
تعمقت الخلافات أكثر عندما قال صالح إنه على استعداد لإرسال مئات الآلاف من المقاتلين على الجبهات المختلفة، كنوع من التشكيك في القدرات القتالية للمتمردين الحوثيين، أثناء إلقاءه لكلمته في مناسبة إحياء الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه في 24/8/2017 وسط الآلاف من أنصاره ومحاط بمسلحين يرتدون الزى العسكري. 
ووصلت الخلافات ذروتها عندما تسربت معلومات حول إجراء صالح اتفاق سري مع الإمارات بموجبه يحل صالح تحالفه مع الحوثيين وإدخال أنصاره القبليين إلى العاصمة صنعاء، بغرض السيطرة عليها خصوصا بعد إعلان صالح قبوله بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة وعودة الحكومة. 
تفجرت الخلافات بين الطرفين إلى مواجهات عسكرية بينهم في المربع الجنوبي في صنعاء من خلال عمليات قصف مسلح واقتحام المتمردين الحوثيين لمسجد الصالح، في ميدان السبعين الرئاسي، وللعديد من مساكن أفراد عائلة صالح والمقار الحزبية لحزبه ، مما دعا علي عبد الله صالح إلى الإعلان بفض الشراكة صراحة مع الحوثيين، ودعا إلى الانتفاضة الشعبية ضدهم ودعا صالح التحالف العربي بقيادة السعودية إلى وقف القصف الجوي، وفك الحصار وفتح صفحة جديدة وإتاحة المجال أمام الحوار. 
الرد الحوثي كان سريعاً باغتيال حليفهم السابق صالح في 4 ديسمبر 2017. 
خلال العامين الذين عقبت مقتل حليف الانقلاب السابق علي عبدالله صالح، من قبل جماعة الحوثي الانقلابية، وتمكنه من التفرد المطلق بسلطة، دخلت الجماعة طور التصفيات البينية الذي تصاعد بشكل ملحوظ. 
ومنذ أبريل 2018وكثفت الجماعة الانقلابية، من عملياتها السرية ونفذت تصفيات واعتقالات داخلية، ونقلت صحيفة الرياض -حينها- عن مصادر مطلعة قولها إن معظم العناصر المستهدفة بعمليات التصفيات السرية هم من رجال القبائل وبعض ضباط الجيش، وتتم التصفيات عن طريق ما يسمى "جهاز الأمن الوقائي" التابع للجماعة، وحدثت في أزمنة وأماكن مختلفة، وما زالت وتيرتها مستمرة، وأثارت الرعب في أوساط الكثير من منتسبي المليشيات الحوثية، وسط انعدام الثقة بكل قيادات الجماعة، وظهور أجنحة متصارعة داخلها. 
ووضعت الجماعة الانقلابية لائحة بأسماء بعض قيادات المليشيات من أجل قتلهم بتهمة الخيانة، وتتضمن هذه اللائحة أسماء 204 من مشرفي المليشيات إلى زعيمها عبد الملك الحوثي، مع تقارير باتهامات لكل قيادي منهم، بينها التواطؤ والخيانة والفساد وعدم حشد المسلحين. 
وفيما يلي بعض النماذج من تلك التصفيات: 
- 26 سبتمبر 2017: مقتل القيادي الحوثي المدعو أبو حرب البعداني على يد قيادي حوثي آخر يدعى أبو مالك مفتاح، في مديرية القفر بمحافظة إب، بسبب خلافات داخلية. 
- 2 يونيو 2018: قالت مصادر إعلامية إن المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة صنعاء (يسيطر عليها الحوثيون) أصدرت حكما بإعدام 7 مشرفين جدد بتهم متعددة بينها ما أسمتها "الخيانة الوطنية". 
- 13 يونيو 2018: مليشيات الحوثيين تعدم ميدانيا العشرات من أفرادها بعد محاولتهم الفرار من جبهات الحرب في الساحل الغربي للبلاد. 
- 11 يوليو 2018: المشرف التربوي لجماعة الحوثي في بيت الفقيه بمحافظة الحديدة المدعو حسن داؤود يقتل أربعة من أقاربه بسبب خلاف على قطعة أرض. 
15 يوليو 2018: العثور على جثة الشيخ القبلي سلطان الوروري الموالي للحوثيين ملقاه على قارعة الطريق بالقرب من نقطة أمنية بمديرية القفلة التابعة لمحافظة عمران، في عملية تصفية غامضة في إطار الحركة الحوثية. 
وذكرت المصادر ان أبناء المنطقة يتهمون جهاز ”الأمن الوقائي“ التابع للحوثيين بالضلوع في عملية تصفية ”الوروري“، مشيرين الى ان خلافا نشب بينه بين بعض قيادات الجهاز، قبل أيام من تصفيته. 
- 26 يوليو 2018: أفراد مليشيات الحوثيين بذمار يقتلون ثلاثة ويصيبون اثنين آخرين من منتسبي مليشياتهم بسبب عودتهم فرارا من جبهات الحرب. 
- 20 أكتوبر 2018: مسلحون حوثيون يغتالون المدعو أحمد عبد الله جزيلان، وهو نجل القيادي الحوثي ومدير أمن مديرية الثورة في أمانة العاصمة عبد الله جزيلان. 
- 31 ديسمبر 2018: إصابة القيادي الحوثي المدعو طه الحمزي بجروح وقتل شقيقه جراء تعرضهما لكمين مسلح من قبل أحد أجنحة المليشيات الحوثية في محافظة حجة، بسبب الصراعات فيما بينها. 
- 1 أبريل 2019: مصدر عسكري في قوات العمالقة اتهم مليشيات الحوثيين بإعدام 31 من أفرادها كانوا على وشك تسليم أنفسهم لقوات الشرعية، وحدث الإعدام في موقع مشروع الآبار بمديرية الدريهمي بعد اتهامهم بالخيانة. 
- 26 مايو 2019: مشرف المليشيات الحوثية في مديرية الحشاء بمحافظة الضالع يقدم على تصفية القيادي في ذات المليشيات المدعو زيد جزيلان البرطي، بسبب خلافات حول من هو الأحق بحكم المديرية، وتبادل اتهامات بشأن الاستحواذ على ما تم نهبه من الممتلكات العامة والخاصة. 
- أواخر مايو 2019: مليشيات الحوثيين تعدم 15 من أفرادها بسبب محاولتهم الفرار من جبهات الحرب في بعض مديريات محافظة الضالع بتهمة الخيانة. 
- 4 يونيو 2019: مقتل القيادي الحوثي المدعو إسماعيل عبد القادر سفيان، المعين من قبل الحوثيين وكيلا لمحافظة إب، وقتل في اشتباكات بسبب صراع أجنحة المليشيات الحوثية في محافظة إب على النفوذ والمناصب والجبايات. 
19 يوليو, 2019: القيادي الحوثي أمين عامر جعمان يقدم على قتل القيادي الحوثي خالد علي جعمان أثناء مشاركتهما في جبهة القتال بمحافظة صعدة. 
السبت, 20 يوليو 2019: إقدام القيادي الحوثي مجاهد قشيرة، أحد أبناء قبيلة الغولة بمديرية ريدة، على قتل 11 شخصا بينهم مدير الأمن السياسي في عمران والقيادي في جماعة الحوثي وأحد وجهاء قبيلة سفيان العميد محمد الشتوي، والقيادي أبو ماجد الجيش مدير أمن ريدة، ومشرف يدعى "القعود" من سفيان وثمانية آخرين. 
الأمر الذي تسبب بقيام جماعة الحوثي التابعين لمحافظة صعدة و قبيلة سفيان بتعزيز هجومهم على منزل القيادي مجاهد قشيرة بعد تحصنه داخله وتمكنوهم من اقتحامه وقتل قشيرة والتمثيل بجثته. 
بحسب مصادر، فإن الحوثيين يستعدون لتفجير المنزل في وقت لا يزال الوضع متوترا في ريدة بين أبناء قبيلة الغولة والمسلحين الوافدين من قبيلة سفيان. 
* لعنة اللواء310 مدرع 
مع سقوط أول لواء عسكري في الجيش اليمني بعد ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالعهد الإمامي، وأصبح فيما بعد بمثابة حارس البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، لم تتمكن جماعة الحوثي بمساندة حليفها علي عبدالله صالح من دخول محافظة عمران وإسقاط (اللواء 310 مدرع) إلى بالاعتماد والتسهيل والتواطؤ الذي قدمه مجموعة من أبنائها لهذه الجماعة الانقلابية. 
لكن مع سقوط أول لبنة للواء 310 مدرع بدأت لعنات الموت الغير معلنة والاعتقال والإقامة الجبرية تطارد كل من ساهم في سقوط اللواء والمحافظة، من خلال قراءة مصير هذه القائمة. 
بحسب الكاتب اليمني "سعيد ثابت سعيد"، دخل الحوثيون عمران في 2014 بتسهيل وتواطؤ مجموعة من أبنائها (مجموعة أبي رغال) الذين تعاونوا على تمكين مليشيا الكهوف المتوحشة، وكان أبر رؤوس جماعة أبي رغال العمرانية: (ياسر فيصل وصي الاحمر- سلطان عويدين الغولي- صالح ناصر الأحمر، محمد يحي الغولي- سلطان الوروري- مجاهد قشيره- أحمد السكني- مبخوت المشرقي- علي حميد جليدان- علي عزيز الحجيري- مجاهد القهالي- يحيى داحش العبدي- صادق ابوشوارب) 
ثابت أضاف بقراءة مصير هذه القائمة وأيلولة رؤوسها.. 
الشخصان (ياسر فيصل وصي الأحمر، وسلطان عويدين الغولي) قتلا في الحديدة.. 
و(صالح ناصر الأحمر ومحمد يحي الغولي) ماتا دون مزيد معلومات عن سبب موتهما.. 
أما الثلاثة التالية أسماؤهم (سلطان الوروري- مجاهد قشيره- أحمد السكني) فتم قتلهم وتصفيتهم والتمثيل بجثثهم على يد مسلحي الحوثي نفسه.. 
بينما الأربعة الآخرون وهم: (مبخوت المشرقي- علي حميد جليدان- علي عزيز الحجيري- مجاهد القهالي) فقد تم اعتقال بعضهم والبعض الآخر وضع تحت الإقامة الجبرية وضربهم وصفعهم وإهانة كرامتهم وتهديدهم بالقتل وتفجير منازل بعضهم.. 
والثلاثة الآخرون وهم (يحيى داحش العبدي- صالح زمام المخلوس- صادق ابوشوارب) يقبعون تحت حماية الحوثي، وأصبح كل واحد منهم كما لو أنه مجرد (فص ملح) وذاب، ويعلم الله كيف ستكون نهاية من بقي منهم.. فقط ليتحسسوا رؤوسهم! 
* الخلاصة 
يبدو أن هناك أطرافاً مستفيدة من هندسة صراع النفوذ للجماعة الحوثية بشكل عقائدي وديني متطرف من خلال تمكين قيادات محافظة صعدة على باقي قيادات المحافظات الأخرى. 
يظهر ذلك جلياً من خلال تزايد حد التصفيات الداخلية لبعض القيادات القبلية المشكوك في ولائها رغم ما قدمته للانقلابيين الحوثيين من مكانة سمحت بتنامي نفوذ الجماعة في الشمال اليمني. 
هندسة تظهر مدى ضعف وهشاشة التركيبة الداخلية لهذه الحركة، وتكشف عن الجانب البشع في التعامل مع الحلفاء قبل الخصوم، ولا يختلف عن تعامل التنظيمات الإرهابية كداعش وتنظيم القاعدة. 
ما يتفق عليه المراقبون أن تنامي هذه التصفيات العقائدية في الجماعة الحوثي، والتي كان آخرها القتل والسحل والتنكيل بجثة الشيخ القبلي الموالي لهم "مجاهد قشيره" يدل على تآكل الجماعة من الداخل، وتعتبر نتيجة طبيعية.. وهي أيضا رسالة للمجتمع اليمني بشكل عام، مفادها هكذا تتعامل جماعة الحوثي الانقلابية مع الحلفاء، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف ستتعامل هذه الجماعة مع الخصوم في حال تمكنت من ترسيخ وجودها؟

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن