أسقطت الصين أحد أهم التلميحات الأكثر وضوحًا حتى الآن والمتعلقة بحرب الولايات المتحدة التجارية ضد الصين وهي تقييد صادرات المكونات الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة كاستراتيجية في الحرب التجارية وهي خطوة قد تشل صناعة التقنية والدفاع والمنتجات الاستهلاكية الأمريكية بشكل كبير.
 
تعتبر المواد الأرضية النادرة –التي تشمل 17 عنصرًا من الجدول الدوري- أحد أهم الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة والتي تدخل في تكوين منتجات كثيرة منها البطاريات والهواتف الذكية والسيارات الكهربائية والطائرات المقاتلة.
 

تعد الصين من أكبر موردي المواد الأرضية النادرة والتي تمثل نسبة 90% من الإنتاج العالمي، وتعتمد الولايات المتحدة على الصين في 80% من وارداتها من مكونات الأرض النادرة.
 
كانت هناك تكهنات بأن بكين ستمنع ذلك في حربها التجارية ضد واشنطن الأسبوع الماضي، وذلك عندما قام الرئيس الصيني شي جين بينغ وكبير مستشاريه الاقتصاديين ونائب رئيس مجلس الدولة بزيارة دعائية كبيرة لمصنع أرضي نادر في شرقي البلاد.
 
صرّحت لجنة التنمية والإصلاح الوطنية الصينية بشيء مهم جدًا، وهي أنه إذا أراد شخص ما استخدام أرضنا النادرة لتصنيع المنتجات واستخدامها للحد من تنمية الصين، فلن يكون شعب القاعدة السوفيتية وكل الشعب الصيني سعيدًا بذلك، وليس هناك فائز في أي حرب تجارية.
 حرب الولايات المتحدة التجارية ضد الصين : زيارة الرئيس الصيني للمنطقة الصناعية
الجدير بالذكر أن واشنطن قد رفعت التعريفة الجمركية إلى 25% بدلًا من 10% على البضائع الصينية وبقيمة 200 مليار دولار في العاشر من مايو الجاري، وأشارت بكين بعد ثلاثة أيام أنها سترفع التعريفات الجمركية على 60 مليار دولار من البضائع الأمريكية اعتبارًا من أول يونيو وبعد ساعات وضعت الولايات المتحدة قائمة بتعريفات محتملة على سلع أخرى بقيمة 300 مليار دولار.
الغريب أن الولايات المتحدة لم تدرج الواردات الصينية من المواد الأرضية النادرة في أي من قائمة الأهداف الخاصة بالتعريفات الجمركية، وهذا دليل واضح على اعتمادها الكبير على الصين.