قيادي حوثي يكشف معلومات «خطيرة» بخصوص تفجير «العند»

السبت 12 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 07 مساءً / مأرب برس ـ متابعات خاصة
عدد القراءات 6670

هدد المتمردون الحوثيون، في وقت متأخر من مساء الجمعة 11 يناير/كانون الثاني، باستهداف العمق في السعودية والإمارات، في مؤشر على تصاعد وتيرة المواجهات بين أطراف الصراع. 

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي إن «استهداف قاعدة العند العسكرية الجوية جنوبي اليمن يأتي في إطار التصعيد، رغم وجود جهود دولية لإحلال السلام في البلاد»، معتبراً أن الهجوم جاء بعد عملية رصد دقيق لتجمعات وتحركات الجيش داخل القاعدة.

 

وأكد القيادي البارز في جماعة الحوثيين أن «الهجوم استئناف لمرحلة جديدة يجب أن تثير الخوف للتحالف العربي وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بأن الحرب ستطال مواقعهم الآمنة».

 

وأضاف البخيتي: «هذه الضربة للطيران المسير باستهداف قاعدة العند تأتي في سياق التصعيد مقابل التصعيد ورسالة واضحة بأننا ما زلنا نمتلك الكثير من الأوراق وقادرين على استخدامها في اليوم أو في العمق السعودي الإماراتي».

 

واستهدف الحوثيون صباح الخميس بطائرة بدون طيار متفجرة، عرضاً عسكرياً لقوات الحكومة اليمنية في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج شمال مدينة عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، ما أدى إلى مقتل ستة عسكريين وإصابة أكثر من عشرة آخرين بينهم قيادات كبيرة في مقدمتهم نائب رئيس هيئة الأركان اللواء صالح الزنداني ومحافظ لحج اللواء أحمد عبد الله التركي، والناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب.

 

وانفجرت الطائرة الحوثية المسيرة بالقرب من المنصة الرئيسية للعرض العسكري والتي كانت تضم عدد من القيادات العسكرية الرفيعة، وتم نقل ضحايا الهجوم الجوي إلى مستشفيات محافظتي لحج وعدن.

 

وتبنت جماعة الحوثيين الهجوم، وتوعدت على لسان المتحدث العسكري لقواتها، العميد يحيى سريع، قوات الحكومة الشرعية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً لهذه الحكومة، بالأشد مستقبلاً.

 

وقال القيادي الحوثي البخيتي «ليست أول مرة تستهدف القاعدة، ولكنها لأول مرة يتم استهدافها بالطيران المسيّر، بما يعني أن هذه الضربات ضربات دقيقة، وهي رسالة أن إمكانية التصعيد موجودة كما هي لديهم، وكنا نتوقع بداية هذه الهدنة ستؤدي إلى تهدئة في الجبهات ولكن ما حصل هو تصعيد في مختلف الجبهات وخصوصا في جبهة الحديدة».

 

وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون قاعدة العند العسكرية بطائرة مسيرة بعد أن سبق أن استهدفها بصاروخ باليستي في مايو الماضي، وذلك منذ طردهم من عدن ولحج قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

 

وقاعدة العند هي أكبر قاعدة عسكرية وجوية في اليمن أنشأتها روسيا في جنوب البلاد إبان حكم النظام الاشتراكي قبل الوحدة اليمنية. واحتل الحوثيون هذه القاعة في بداية الحرب الأهلية مطلع 2015 قبل أن يطردوا منها في بداية النصف الثاني من العام نفسه.

 

 وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أكد المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه طرفا الصراع في اليمن، يتعلق بالعمليات العسكرية في مدينة الحديدة فقط وليس بالمواجهات في مختلف أنحاء البلاد.

 

وقال غريفيث في حوار أجرته معه قناة روسيا اليوم «RT» بثته يوم الجمعة، إن حادث المنصة في قاعدة العند بمدينة لحج الذي أودى بحياة عدد من العسكريين وإصابة قيادات عسكرية عليا تابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً بقصف طائرة مسيرة للحوثيين الخميس، «لا ينبغي ان يؤثر على اتفاق ستوكهولم بين الفرقاء اليمنيين».

 

وحث غريفيث، عقب عملية قاعدة العند، الخميس، طرفي الصراع في اليمن على ممارسة ضبط النفس، والامتناع عن المزيد من التصعيد.

 

ويخشى غريفيث من تصعيد عسكري بعد عملية قاعدة العند التي تزامنت مع جهود الأمم المتحدة لإعطاء دفع لتطبيق اتفاق ستوكهولم الذي أبرمه طرفي الصراع، الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين، خلال مشاورات السلام التي احتضنتها السويد خلال الفترة من 6 وحتى 13 ديسمبر كانون الأول الماضي.

 

وهددت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عقب عملية العند، على لسان وزير الأعلام فيها، معمر الارياني، جماعة الحوثيين بـ«رد حازم وقوي على العملية».

 

وأعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، مساء الجمعة، أن قواته دمرت مركزاً لتوجيه الطائرات المسيّرة تابعاً لجماعة الحوثيين في اليمن.

 

وتوصل طرفا الصراع في اليمن إلى اتفاق خلال مشاورات للسلام احتضنتها السويد خلال ديسمبر الماضي، ينص على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة الإستراتيجية وإعادة انتشار قوات الطرفين فيها، والسماح للأمم المتحدة بأن تضطلع بدور طليعي في الحديدة، تقوم من خلاله بمراقبة وقف إطلاق النار وإدارة الموانئ الرئيسية للمحافظة المطلة على البحر الأحمر، فيما خوّل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2451 الأمين العام للأمم المتحدة، نشر فريق مراقبين لتنفيذ تلك المهمة.

 

وقضى الاتفاق بتبادل أكثر من 15 ألف أسير ومعتقل في سجون طرفي الصراع، فيما تم تأجيل بقية المواضيع الشائكة إلى جولة مشاورات قادمة من المقرر أن تعقد في أواخر يناير الجاري.

 

ويواجه الاتفاق صعوبات وتحديات عديدة، بسبب عدم التزام الجانبين، بتنفيذ كل منهما ما يخصه، وسط تبادل الطرفين الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن