آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

هل سينجح «غريفيث» في مهمة «استدراج» المليشيا إلى جنيف؟

الإثنين 17 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس- الشرق الأوسط
عدد القراءات 2893
 

استقبلت الميليشيات الحوثية، أمس، في صنعاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في زيارته الخامسة إلى العاصمة المحتلة بإعلان التعبئة العامة وإطلاق النفير العام في مختلف الأحياء، في رسالة من قبل الجماعة على عدم رغبتها في التوصل إلى حل يطوي صفحة الانقلاب ويعيد البلاد إلى مسارها الانتقالي المدعوم دولياً.

ووصل المبعوث إلى صنعاء، أمس، لاستكمال لقاءاته مع قادة الجماعة ضمن مساعيه الرامية إلى إقناع زعيمها بالموافقة على حضور وفده إلى الجولة المقبلة من المشاورات التي يجري التحضير لها، بعدما كانت الجماعة امتنعت عن حضور الجولة السابقة في العاصمة السويسرية جنيف.

وأعلنت الجماعة الحوثية في صنعاء بالتزامن مع زيارة غريفيث برنامجاً موسعاً لحشد المجندين والتعبئة العامة في مديريات العاصمة صنعاء الـ12، وبإشراف من قادتها المحليين على تنفيذ البرنامج الذي أفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن زعيم الجماعة أمر به شخصيا في مسعى لإنقاذ صفوف ميليشياته المنهارة في الساحل الغربي وصعدة.

وحشدت الميليشيات قادتها المحليين وأجبرت أعيان العاصمة وعقال الحارات والأحياء على الحضور في مستهل تدشين البرنامج الذي بدأته، أمس، في مديرية الصافية وسط العاصمة، مع ما أقرته من فعاليات شعبية ودورات تثقيفية متزامنة ومحاضرات في المدارس والمساجد والأماكن العامة.

ويركز برنامج التعبئة العامة والتحشيد على تجميع العسكريين السابقين والمتقاعدين والمنقطعين عن الخدمة العسكرية وأفراد الوحدات التابعة لوزارة الداخلية، مثل عناصر المرور وموظفي مصلحة الأحوال المدنية، بالاستعانة بالقوائم التي حصلت عليها الجماعة من أعيان الأحياء وعقال الحارات الموالين لها.

وفي المهرجان الافتتاحي شدد القيادي الحوثي المعين وكيلاً لأمانة العاصمة علي السقاف على «تفعيل جميع مسارات العمل الثقافي والإعلامي والتربوي داخل الجماعة من أجل الحشد والتعبئة وإقامة الندوات والأمسيات والمحاضرات والخطب».

وأمر القيادي الحوثي – بحسب مصادر حضرت تدشين برنامج التعبئة - قيادات الجماعة في كل مديرية من مديريات العاصمة صنعاء بحشد الموظفين المدنيين إلى الساحل الغربي، وفق جدول للمناوبة بين الموظفين دون استثناء، فضلاً عن إلزام العسكريين بالتوجه إلى الجبهات.

وأقر القادة المحليون الموالون للجماعة إقامة أنشطة موازية للتعبئة العامة والحشد تتضمن عقد اجتماعات ولقاءات موسعة للمشايخ والوجهاء وأعضاء المجالس المحلية والعقال والقيادات العسكرية والسياسية ولقاءات لمختلف فئات المجتمع على مستوى الأحياء والحارات.

وذكرت المصادر الرسمية التابعة للجماعة الحوثية، أن أتباعها المحليين في مديريات العاصمة أكدوا على «عقد لقاءات موسعة بالخطباء والمرشدين والأمناء والتربويين وتعريفهم بأهداف الحملة ومسؤولية تنفيذها إلى جانب إقامة فعاليات وأنشطة مدرسية متنوعة وتفعيل الإذاعة المدرسية»، بما يخدم التوجه الطائفي للجماعة.

كما يتضمن البرنامج الذي أطلقته الجماعة من أجل التحشيد «إقامة مهرجانات ووقفات شعبية ورسمية مسلحة على مستوى كل مديرية وتنفيذ عروض عسكرية وكشفية وتجهيز قوافل غذائية وبشرية لرفد جميع جبهات القتال خاصة جبهة الساحل الغربي».

ويرجح المراقبون أن الجماعة الموالية لإيران، أرادت أن توجه رسالة واضحة للمبعوث غريفيث بالتزامن مع وصوله إلى صنعاء، تعني ضمنياً أنها غير مستعدة للسلام، وأنها ماضية في طريق القتال إلى النهاية، إذا لم تحصل على الاتفاق الذي يثبت وجودها الانقلابي ويكرس بقاءها أداة طائفية لإيران.

وكانت المصادر الرسمية للميليشيات ذكرت أن وزير خارجيتها في حكومة الانقلاب غير المعترف بها هشام شرف، التقى المبعوث الأممي غريفيث بعد وصوله وأن الأخير قدم «ملخصاً عن مشاوراته» التي عقدها مع وفد الحكومة الشرعية في جنيف.

ونسبت المصادر نفسها إلى غريفيث قوله إنه «لا يزال يؤمن بإمكانية استمرار العمل من أجل الوصول إلى تسوية وبناء الثقة» إضافة إلى أنه «عبَّر عن أسفه» لعدم حضور الوفد الحوثي إلى جنيف للمشاركة في جولة المشاورات التي كانت مقررة في السادس من هذا الشهر.

إلى ذلك، أفادت مصادر الجماعة، بأن وزيرها هشام شرف طلب من غريفيث الضغط على الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها من أجل دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الجماعة وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والدولية، باعتبار ذلك مقدمة - على حد زعمه - لبناء الثقة قبل المشاورات.

ومن المتوقَّع أن يقابل غريفيث خلال زيارته، رئيس مجلس حكم الجماعة المليشيات الحوثية مهدي المشاط ورئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، دون أن يستبعد المراقبون سعي المبعوث الأممي إلى لقاء يجمعه مع عبد الملك الحوثي شخصياً، سواء عن طريق اللقاء المباشر أو عن طريق دائرة تلفزيونية، لجهة مساعيه لانتزاع موافقة زعيم الجماعة على المقترحات التي يحملها من أجل استئناف المشاورات.

وكان المبعوث الأممي التقى في مسقط قبيل وصوله إلى صنعاء، رئيس وفد الميليشيات والمتحدث باسمها محمد عبد السلام، ومعه القيادي البارز في الجماعة وعضو الوفد المفاوض، عبد الملك العجري، إذ بحث معهما أسباب تخلف الوفد عن حضور جنيف كما ناقش معهما المقترحات التي يحملها من أجل استئناف المشاورات وبناء الثقة بين الجماعة والحكومة الشرعية.

وتشير مصادر غربية تحدثت إلى «الشرق الأوسط» إلى غريفيث يسعى في صنعاء مجددا من أجل إقناع زعيم الجماعة الحوثية بالموافقة على حضور وفده إلى المشاورات التي يتم التحضير لها دون شروط مسبقة، خصوصاً أنها مخصصة لمناقشة جوانب بناء الثقة، والتي تشمل الأسرى والمختطفين والوصول الإنساني للمساعدات، ورواتب الموظفين.

ولا يعرف حتى الآن إن كانت الجماعة ستوافق على مقترحات المبعوث الأممي أم أنها ستواصل تعنتها، عبر شروطها التي تحاول إملاءها على غريفيث، بخصوص طريقة نقل وفدها المفاوض ونقل قادتها الجرحى أولا إلى مسقط، واشتراط تخصيص طائرة عمانية لا تخضع للتفتيش.

ويتهم الوفد الحكومي المفاوض، المبعوث الأممي بالتساهل مع الجماعة الحوثية، لجهة عدم تحميله إياها مسؤولية التخلف عن حضور جنيف، في مقابل التزام الجانب الحكومي، وهو ما ظهر جليا في تصريحات وزير الخارجية خالد اليماني التي أعقبت انفضاض جولة المشاورات الفاشلة قبل أكثر من أسبوع.

ويرجح المراقبون أن غريفيث يحاول عبر تصريحاته المهادنة للجماعة الحوثية عدم الاصطدام بها لجهة إصراره على جرجرتها إلى طاولة السلام ومحاولة إنجاز تقدم على هذا الصعيد دون أن يلاقي النهاية نفسها التي سبق أن واجهتها مساعي سلفه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وتأتي هذه التطورات في ظل أوضاع ميدانية ملتهبة، وعلى وجه التحديد في جبهات صعدة والساحل الغربي، حيث تواجه الميليشيات الحوثية انهياراً كبيراً في صفوف عناصرها على وقع تقدم قوات الجيش اليمني المسنودة بتحالف دعم الشرعية واقترابه من عزل مدينة الحديدة ومينائها تمهيداً للسيطرة عليهما.

وفيما سبق للجماعة الحوثية إفشال جميع مساعي السلام السابقة التي قادها ولد الشيخ أحمد، يرجح المراقبون لسلوكها أنها ليست في وارد إحلال السلام وإنهاء الانقلاب ولكنها تستثمر في مساعي السلام من أجل إعادة ترتيب صفوفها، بالتزامن مع محاولتها الاستثمار في الجوانب الإنسانية لدى الدوائر الغربية.

وفي الوقت الذي تمكَّنَت فيه الجماعة من استقطاب قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء للبقاء تحت جناحها، كانت مصادر مطلعة على ما يدور في أروقة حكم الميليشيات، كشفت عن وجود شكوك تساور قيادتها بخصوص إخلاص بعض قيادات الحزب الذين اختارتهم في عضوية وفدها التفاوضي، وسط مخاوفها من انقلابهم عليها أثناء المشاورات أو قيامهم بطلب اللجوء السياسي.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن