و... سينفصل الجنوب
منى صفوان
منى صفوان

أدت حرب 94 إلى تقوية نظام علي عبد الله صالح، وأجهضت عملية إصلاح دولة الوحدة، التي اصدمت بالبنية الداخلية للنظام، ولكن النظام بعد أن وصل إلى ذروته بدأ يتشقق بتشكيل كتلة المشترك في 2003 وتمرد جماعة الحوثي 2004 والحراك السلمي الجنوبي في 2007 وثورة شباب التغيير السلمي الشعبية في 2011 التي سرعت من تفكك النظام من خلال انشقاق قوى هامة كان النظام يراهن عليها (الأحزاب والعلماء والقبائل والجيش) وكسرت حاجز خوف فئات واسعة من الشعب ووحدت مطالب جميع الحركات المضادة للنظام في مطلب اسقاط النظام وبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

و النضال السلمي بدأ من الجنوب، و هو الآن في قلب صنعاء، ينادي بما كانت تنادي به عدن منذ سنوات.

و محرقة أبين مؤخرا و التي أحرقت مشاعر اليمنيين ، أثارت قضية الجنوب من جديد بعد أن كانت قد جمدت لما بعد اسقاط النظام. فقضية الجنوب ، عادت للظهور، من جديد بدم محروق لان مجازر النظام لم تتوقف، مع استمرار هذا التمسك الشديد بالحكم.

أن اليمن كله يدمى من هذه الأساليب الإجرامية ، التي تنتهج سياسية الترويع و القتل، لكن عودة ورقة " فك الارتباط" و ظهور "علي سالم البيض" مناديا بالجنوب العربي، في موقف علينا احترامه ، حتى وان لم نؤيده، يعني أن الرجل الذي يتحدث بحرقة ، دون أن يهين أو يشتم احد، يقدم بخطاب سياسي راقي، ورقة ضغط سياسية أخرى يمكن استغلالها دوليا، و جعل هذا التصعيد الأخير يصب في مصلحة الثورة الشعبية و ليس ضدها.

فهو ينادي بانفصال الجنوب، عن حكم علي عبد الله صالح، و شباب التغيير يطالبون بإسقاط نظام "علي عبد الله صالح" كله. إن دعوة " فك الارتباط" هي لحد الآن ورقة ضغط سياسي جيدة.

فبقاء على عبد الله صالح في الحكم هو المقوض لاستقرار اليمن، و وحدته. و سينفصل الجنوب، إن استمر في الحكم مدة أطول .

ولن يعود الجنوب إلى الوحدة، إلا بعد إنهاء حكم "علي صالح". هذه هي تفاصيل الدعوة "لفك الارتباط"، و هي تبدو منطقية من وجهة نظر من يؤيدون الإسقاط بطريقة التفكيك.

فتفكيك اليمن شمالا و جنوبا، يعني اسقاط النظام الانفصالي، لان الجنوبيون ليسوا انفصاليين، كما يروج إعلام النظام، فالانفصالي هو الذي انقلب على اتفاقيات الوحدة ، و أرغم البقية على القبول به بالقوة.

لذا فان سقوط النظام الانفصالي "نظام علي عبد الله صالح" يعني عودة الوحدة اليمنية على أسس جديدة، ديمقراطية و مدنية و قانونية.

لكن هناك و جهة نظر أخرى، تؤيد اسقاط النظام ببقاء الوحدة ، وهذا يعني استمرار الانهيار الجزئي للدولة، مع زيادة العنف، و لا يمكن التنبوء بما سيحدث، فالنظام في المناطق الجنوبية سيستمر في الترويج لوجود القاعدة.

فإبعاد الجنوب عن اللعبة التي يستغلها "علي صالح" تضيق خياره، و قد تضعف موقفه السياسي، و تقدمه للعالم انه سبب في انهيار اليمن و انفصال جنوبه.

الضغط الدولي ، هو ما يبحث عنه اليمنيون الآن، للتخلص من هذا الحكم، و التلويح بورقة الجنوب الآن ، يجب استغلاله مع حركة الشارع و الثورة، لإثبات أن هذا النظام انفصالي و يثير غضب الجنوبيين لدرجة تستفزهم لإعلان "فك الارتباط".

لذا فان الحل لبقاء اليمن موحدا ومستقرا ، هو إنهاء هذا الحكم، و مجرد التلويح فقط في مصلحة الثورة، لكن إن ظل النظام متمسكا بمصالحه، رافضا الرحيل، فلن يستطيع احد أن يوقف هذه الدعوة لمنعها من أن تتحول إلى حقيقة.

و قد يشهد اليمن انفصال جنوبه، في عهد "علي" كما شهد وحدته في عهده أيضا، علينا توقع الاسواء في حال استمرار هذا النظام. ليكون "علي" هو محقق الوحدة و الانفصال معا، و يسقط بنفسه أي تاريخ سياسي مشرف ينسبه لنفسه، فاستمراره في الحكم لا يعني فقط انفصال الجنوب، بل يعني أيضا سقوط محافظات أخرى، و تفكك اليمن


في الثلاثاء 05 إبريل-نيسان 2011 10:17:06 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=9752