فهمناكم ... فهمناكم
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض

ما زال خطاب الرئيس اليمني مكررا ولا يقدم جديدا يخدم الوطن فمن التذكير بماض ولى لقيادات ذهبت بحسناتها وسيئاتها إلى قائمة طويلة من الاتهامات لمن يطالبون اليوم بإصلاحات جوهرية وعلى رأسها إسقاط نظام ظل بعيدا عن اقرب نقطة نظام إليه .. وقد كثرت تنقلاته مؤخرا وتعددت لقاءاته وخطاباته مع مجالس نيابية وشوروية ومع قبائل وعلماء وقيادات أمنية وعسكرية حاثا الجميع على القيام بواجبهم تجاه الدفاع عن الثورة ومكتسباتها العظيمة متناسيا نفسه تماما بأنه سبب هذا الخطر .. ومع كل خطاب يقتنع المرء العاقل بقرب النهاية لأن المؤشرات تدل على ذلك والدلائل تؤكده ..

ـ فالرئيس ومن معه ما زالوا في مرحلة الإنكار لهذه الجموع الغفيرة فهم عنده قلة وبلطجية وخارجون عن النظام أو مغرر بهم .. وغدا ربما يرددون أنهم مهلوسون ومحششون وهذا لا يخدم قضية ولا وطنا ..

ـ العزف في لقاءاتهم وخطبهم على نغمة الشعب والوطن والدفاع عن مصالحه وأمنه وأن العاصفة ستنتهي بصمود أبناء شعبنا في وجه المحنة التي تمر بها البلاد .. وحقيقة لا أدري إذن من هم هؤلاء الصامدون في ميادين صنعاء وعدن وتعز وإب وحضرموت .. أهم من الشعب اليمني أم أن توزيع الوطنية والانتماء للوطن يتركز فقط على من يدورون حول كوكب الرئيس فقط والبقية لا يمنية لهم ؟!!

ـ تصوير المتظاهرين كخونة ويشكلون خطرا على الوحدة والثورة بل ردد مؤخرا ظهور علمين غير علم الجمهورية هما الانفصال والملكية .. ويتناسى لماذا وصل الأمر إلى هذا الحد ؟ ومن أوصل البلاد إلى هذا المنزلق الخطير ؟ فليعلم الحاكم أنهم لم يجدوا في حكمكم الخير والسلام فذهبوا يطلبونه عند غيركم ..

ـ التلويح باستعمال القوة والصمود إلى أخر قطرة من الدم ضد هذه الغوغائية والزج بالقوات المسلحة في المعركة .. وللحق مهما حاولت فو الله أنك تعلم أنه يوما بعد يوم تفقد صلاحية حكمك وأن هذه الخطب واللقاءات لن تطيل في عمرك السياسي كثيرا .. وتسقط مع كل خطاب لبنة من لبنات تقدير سابقة كانت لك في القلوب .. وقواتنا المسلحة أكبر من أن توجه سلاحها لصدور من أقسمت على حمايتهم والذود عنهم

ـ لب القضية أنكم لم تفهمونا وواضح أنكم لن تفهمونا .. بينما نحن قد فهمناكم ودرسناكم وحللناكم وبان لنا جليا عواركم ولم يعد يخفى علينا شيء من سوء تدبيركم وبشاعة حكمكم

ـ فهمنا أنكم دمرتم الوطن بسياستكم الخرقاء وأنظمتكم الهوجاء ـ فهمنا أنكم تعاملتم مع الوطن كملكية خاصة فوزعتم مناصبه وخيراته على الأهل والأقارب وتعاملتم مع الشعب كعبد مأمور أو كتابع مأجور ـ فهمنا أنه حقا لديكم وجه واحد لا يتغير أبدا وجه الفساد والظلم والقهر ـ فهمنا أنكم بياعون للكلام فقط وليست لديكم النية الصادقة للإصلاح بدليل لجوءكم إلى صناديق الاقتراع وهو صندوق يمتلئ بأصوات مزورة لسيادتكم ـ فهمنا أنكم تضعوننا داما أمام خيارين .. معنا وخذوا ما شئتم من خيرات الوطن .. ضدنا ولن تجدوا إلا كل دمار لكم وحرمان ـ فهمنا أن مطالبكم شرعية وان كانت جائرة وغير مستساغة وان مطالبنا حماقة ووقاحة ولو كانت عادلة .. واني أسألك لماذا تطالبنا بالاستجابة لحزمة الإصلاحات التي قدمتها في نفس الوقت الذي لا تستجيب لقائمة الحقوق التي قدمناها لك ..

ـ فهمنا أنك لا تريد أن تكون رئيسا لكل اليمنيين ولكنك تحصر نفسك في رئاسة المؤتمر ولا تستطيع التضحية بمراكز أبنائك وأقاربك في سبيل حفظ وحدة البلاد واستقرارها ـ فهمنا أنكم غير مستعدين لترك مناصبكم إلا بعد إزهاق أرواح بريئة .. فانتم على الكرسي أحفظ منكم على الوطن فها أنتم تتوعدون بالدفاع عن مراكزكم إلى أخر قطرة دم ولا ادري أمن دمكم أم من دماء الشعب ؟! ولكن لا تغتر بكثرة من اجتمع لك مهللا فسرعان ما سينفضون من حولك وسيبدأون في ركل صورة كانوا بالأمس يحملونها على الأعناق .. ولا يغرنك كثرة القوات وسطوة البلطجية ووعود المقربين منك بالنصر فكل ذلك سيتلاشى مع أول شعاع الفجر الصادق وقد بدأ مع سقوط أول شهيد .. وبعد الدم لا مجال لحكمك الا الرحيل والهدم

ـ فهمنا وتأكدنا أن من يقود البلاد ويوجهها نحو الدمار والحرب والفتنة هم من يجلسون على رأس هرمها الحكومي وإلا فلا مبرر لهذا التسفيه لغيركم والإصرار على أحقيتكم في البقاء والسيطرة على الوطن

ـ فهمنا تماما أنكم لم تفهمونا .. فنحن لسنا بلطجية ولا مهلوسين ولا أهل فتنة .. نحن شعب طرد من قلبه شبح الخوف من الحكام .. واجتاز عتبة التردد من الاقتحام .. وقفز فوق خط اللامبالاة ساعيا لتغيير النظام .. سكت كثيرا وهو يرى أرواحا تزهق بلا قصاص .. وأموالا وممتلكات تنهب بلا عقاب .. وفسادا يستشري بلا حساب .. فغادر خوفه وانبرى يصرخ مسالما في وجه كل فاسد

.. ارحل .. ارحل .. فالشعب تغير .. ولم يعد يريد إلا إسقاط النظام ورحيل الحكام ..


في الثلاثاء 01 مارس - آذار 2011 08:19:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=9300