خليجي 20 .. مليارات عدن ومنكرات الحزمي !!
عبدالرحمن أنيس
عبدالرحمن أنيس

تابعت تصريحاً نشره موقع ( نيوز يمن ) لعضو الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح الشيخ محمد بن ناصر الحزمي عن استضافة مدينتي عدن وأبين لبطولة كأس الخليج في نسختها العشرين ( خليجي 20 ) وقد أعقب هذا التصريح مقال للشيخ الحزمي بعنوان ( خليجي 120 ملياراً ) وقد قرأت التصريح والمقال قراءة متعمقة ولم أجد فيها غير اللغة المتحجرة العقيمة التي اعتاد الشيخ الحزمي وبقية ملالي « الإسلام السياسي » على اتخاذها سلوكاً ومنهجاً.

ومن العجيب والغريب أن الشيخ الحزمي في سياق تصريحه الذي كان أكثر حدة من مقاله أرجع هزيمة منتخبنا الوطني وارتباكات حفل الافتتاح إلى أن الجمهور الذي بلغ عدده خمسة وخمسين ألفاً لم يترك الملعب ويخرج لأداء صلاة المغرب في وقتها .. ثم عاد ليفسر الأمر بطريقة الجهاديين والقول بأن : « ضعف المنتخب اليمني في الدفاع والهجوم هو جزء من حالة الأمة وضعفها» ، من دون أن يفسر لنا في أي خانة يضع فوز وقوة منتخبات العراق والكويت والسعودية والإمارات وعما إذا كانوا ينضوون تحت لواء أمة أخرى لا ننتمي لها نحن في اليمن ومنتخبنا الضعيف الذي ينتمي لأمة ضعيفة بحسب سياق تعبير الحزمي ! .

ولم يستطع الحزمي أن يراوغ أكثر بعدما حاول ان ينتقي كلمات تظهره كشخص أكثر انفتاحاً وتبعد عن الأذهان الصورة التي علقت عنه فبينما قال في تصريحه أنه رياضي ويحب الرياضة عاد وقال إنه « يتمنى ألا تتسلل الرياضة إلى قلوب وعقول الناس فيعشقونها ويقعون في المحظور » ، ولا أدري ما هو المحظور والمحرم الذي يقصده الحزمي في عشق الرياضة .

لن أتناقش هنا مع الشيخ الحزمي في الجانب الفقهي ولا في تبريره المثير للشفقة لهزيمة المنتخب إلى عدم خروج آلاف الجماهير لأداء صلاة المغرب ، رغم أن ابن عباس كما جاء في الصحيحين قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع في الصلاة من غير خوف ولا سفر ولا مطر ولما سئل عن ذلك قال : لكي لا يحرج أمته .. لكني سأناقشه في المشاريع الرياضية والسياحية التي استكثرها على مدينتي عدن وأبين وظهر في مقاله بتفكير شطري سبقه إليه كثير من ملالي الإسلام السياسي .

كنت أتمنى على النائب الإصلاحي محمد الحزمي أن يبحث في إن كانت المليارات التي رصدت لمدينتي عدن وأبين قد قد تم إنفاقها كاملة أم ذهبت إلى جيوب الفاسدين لا أن يستكثر إنفاقها على مدينتي عدن وأبين بينما يغضون الطرف عن بقية المدن اليمنية الأخرى .. فالحزمي يعلم جيداً أن عدن ومنذ أكثر من عشرين عاماً ما زالت معلقة ببناء جسر الطريق البحري وجسر البريقة بينما يعي جيداً حجم الجسور التي بنيت وتبنى يومياً في أمانة العاصمة .. غير أن أكثر السطور بلاهة في مقاله هي تساؤله بالقول : « هل تنظيم البطولة أولى من تنظيم صفوفنا ونحن نعيش صراعا مذهبيا وسياسيا ومناطقيا ؟ » .. وهو تساؤل لم أجد له أي تفسير وأرجو ممن استطاع ترجمة هذه الحروز أن يتكرم بمساعدة ذهني المتواضع على فهمها .

ولقد أعاد الشيخ الحزمي محاولات تفسيق محافظة عدن إلى الواجهة عندما قال ان من أسماهم بـ « علماء اليمن » قد أبدوا تخوفهم من رقص ومجون وسكار يرافق فعاليات بطولة ( خليجي 20 ) ، وهو بهذا يتواصل مع سلسلة من الإساءات التي سبق أن وجهها عدد كبير من قيادات الإسلام السياسي لمدينة عدن ووصفها بأنها مركز الدعارة والفسوق والرقص والعري ، وحصر كافة أنواع الفسق والمجون في محافظة عدن وحدها .

يذكرني موقف الحزمي هذا بموقف زميله النائب الإصلاحي فؤاد دحابة عندما احتضنت عدن المهرجان الفني الأول واستضافت نجمة الطرب العربي الأصيل الفنانة أصالة نصري حيث أقام دحابة ومعه عدد من قيادات الإسلام السياسي الدنيا ولم يقعدوها على استضافة عدن لتلك الفعالية الفنية ووصفوها بالفسق والمجون وقالوا إن المهرجان لا يجوز إقامته شرعاً في حين كانوا قد لاذوا بالصمت لدى احتضان العاصمة صنعاء ثلاثة مهرجانات فنية سبقت مهرجان أصالة في عدن للفنانين ميريام فارس ونوال الزغبي وراغب علامة .

لا نستبعد يوماً وفي ظل حرص الحزمي ومن على شاكلته على محاربة المنكرات الوهمية أن يقوموا بجمع توقيعات وفتاوى لمنع دخول اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي الذي تتأهل بلادنا لعضويته قريباً بحجة أن عواصمه ومدنه تموج بالمهرجانات الفنية التي يشارك فيها فنانون وفنانات من الخليج والعالم العربي .

مهما يحاول ملالي الإسلام السياسي تشويه صورة محافظة عدن ووصفها بأقبح الأوصاف ، وقذف أبنائها بالباطل ، فإن عدن ستبقى شامخة وستبقى جوهرة ثمينة في عيون أبنائها الذين لن يسمحوا لأي كان بأن يعكر صفوها ويشوه صورتها ويعيدها إلى أدغال القرون الوسطى .. وستبقى الثغر الباسم الذي تستمد منه اليمن سعادتها وبسمتها .

ويبقى التساؤل في الأخير : لماذا تعود محاولات تفسيق مدينة عدن وقذفها كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية ؟؟ .

ولله في خلقه شؤون .

abdulrahmananis@yahoo.com


في الخميس 02 ديسمبر-كانون الأول 2010 07:32:18 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=8433