لا للتجني على اليمن..!!
كلمة الثورة
كلمة الثورة

من جديد يؤكد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية أن المواجهة التي تخوضها اليمن ضد الإرهاب تنطلق من قناعة وطنية صادقة وخيار نابع من إرادة مؤمنة بأن الإرهاب آفة خبيثة وأنها وأن كانت تستهدف أمننا واستقرارنا واقتصادنا وسمعة وطننا فإن خطر هذه الآفة يستهدف أيضا الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ومن هذه القناعة والإرادة فقد حرصت اليمن على بناء شبكة من التعاون والشراكة مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لتبادل المعلومات في إطار الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لتقويض خطر الإرهاب وإفشال مخططاته الدنيئة التي تتهدد أمن وسلامة الجميع.

ومثل هذا التأكيد لا يمكن وصفه بأنه يندرج في إطار الرد على تلك الضجة الانفعالية والتضخيم والتهويل التي رافقت ما ذكر عن ضبط طردين مشبوهين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولكنه ليس أكثر من توضيح اقتضته ضرورات تبيان بعض الحقائق التي ربما يجهلها البعض أو يتجاهلها إما بهدف خلط الأوراق أو بغية استثمار بعض التناقضات لمصلحة سياسية أو فردية أو ذاتية لا علاقة لها البتة بمسألة الحرب على الإرهاب.

نقول ذلك من وحي تلك الضجة الواسعة التي رافقت ما ذكر عن حادثة الطردين المشبوهين اللذين قيل أن مصدرهما اليمن والتي يسعى البعض من خلالها بقصد أو بدون قصد إلى التجني على اليمن بل وتصويره كمصدر تهديد للأمن العالمي إلى درجة أن مثل ذلك الطرح شكل استفزازاً لمشاعر كل اليمنيين خاصة وهم يتصدون بكل بسالة لعناصر الإرهاب المتطرفة وقدموا في سبيل ذلك الكثير من التضحيات من أرواح ودماء أبنائهم دون أن يطلبوا من أحد جزاءً أو شكورا أو يبدوا أي تذمرٍ رغم إدراكهم أن بلادهم كانت ضحية للإرهاب ولم تكن مصدرة له وان الإرهاب وفد عليها من خارجها وان من اعتنقوا هذا الفكر المتطرف قد غسلت أدمغتهم في أفغانستان كما هو شأن غيرهم من الجنسيات الأخرى الذين كانوا يقاتلون إلى جانب التحالف الدولي في مواجهة التغلغل الشيوعي في ذلك البلد ما يعني ان الإرهاب لم يكن في يوم ما وصفة يمنية أو نبتاً يمنياً وإنما جاء إلى اليمن من خارج حدوده.

ولذلك فإن الإصرار على التجني على اليمن لا يحمل سوى تفسير واحد هو التبرير لقصور الدعم والمساندة التي كان من المفترض ان تتلقاه اليمن التي تخوض معركة نيابة عن الآخرين ضد تنظيم القاعدة رغم محدودية إمكانياتها ومواردها وضآلة الدعم الذي تحصل عليه.

وكما أشار العديد من المحللين والسياسيين فإن ما يثير الاستغراب حقاً هو تلك الضجة المفتعلة ضد اليمن بحجة ان طردين مشبوهين كان مصدرهما اليمن في استباق للتحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية اليمنية للوقوف على حقيقة تلك الحادثة، والمثير للدهشة أن تحدث كل هذه الضجة تجاه حادثة الطردين المشبوهين مع أنها ليست الحادثة الأولى فقد سبقتها سلسلة من الحوادث المشابهة في عدة دول من دون أن تكتشفها التجهيزات والتقنيات الحديثة في تلك الدول ولم يحدث أي تجن عليها على النحو الذي جرى مع اليمن ولا نزال نتذكر أن أول فعل إجرامي من هذا النوع جرى داخل الولايات المتحدة الامريكية عام 2001م وكان المستهدف إحدى طائراتها.

وتتضاعف درجات الاستغراب لدى أولئك المحللين حينما يتم التجني على اليمن فيما يعلم الجميع أن هذا البلد في حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة وفي ظل صراع الإرادات فإن عناصر الإرهاب ستستخدم كل الاساليب الدنيئة بما فيها محاولة إلحاق الأذى بأمن الآخرين.. خاصة وان هذه العناصر باتت تشعر بأنها قد دخلت مرحلة الاحتضار بفعل الضربات الموجعة والاستباقية التي تلقتها من الأجهزة الأمنية اليمنية.

وقد كان من المؤمل أن تبادر الأطراف الدولية بدلا من التجني على اليمن إلى امداده بالدعم والمساندة وتزويده بالوسائل الحديثة التي تمكنه من إفشال أي اختراق إجرامي.

وهي النتيجة ذاتها التي كان قد خلص إليها تقرير بريطاني صادر عن المعهد الملكي للشؤون الدولية وهو مركز أبحاث مرموق في لندن حيث أشار إلى أن المجتمع الدولي لم يقدم ما هو مطلوب منه لدعم اليمن في مواجهة الإرهاب.

وبصرف النظر عن كل ذلك فإن ما يجب أن يعلمه القاصي والداني هو أن حرب اليمن مع الإرهاب ستستمر دون هوادة حتى يتم اجتثاث هذه الآفة الخبيثة وتخليص الوطن من شرورها لإيماننا بأن هذه المعركة هي معركتنا نحن اليمنيين وانه ومهما كانت كلفة هذه الحرب فلن نسمح لأحد بالتدخل في شأننا الداخلي أو التقليل مما حققناه في هذا الجانب من نجاحات، وهي النجاحات التي اعترف بها تنظيم القاعدة نفسه.

وسيتواصل التعاون مع الأسرة الدولية من أجل كبح جماح خطر الإرهاب الذي يتهدد أمن الجميع وضرب مفاصل عناصره مؤكدين مرة أخرى أن الإرهاب في اليمن دخيل عليه وليس اليمن منبعه وإلا كيف نفهم ما يجري في افغانستان والشيشان وباكستان والعراق والصومال والمغرب العربي عموماً وغيرها من المناطق؟

كما أن العناصر الإرهابية المتطرفة هي من تسللت إلى أرضنا من خارج حدودنا فأنور العولقي لم يعتنق الإرهاب في اليمن بل اتانا من الولايات المتحدة الامريكية التي درس في مدارسها وتخرج من جامعاتها كما هو شأن الامريكي العربي سمير خان الذي تربى وعاش في ولايتي نيويورك وكارولينا الجنوبية قبل أن ينضم إلى صفوف تنظيم القاعدة ويعلن مبايعته للإرهابي أسامة بن لادن وغيرهما كثير.

تلك مجرد أمثلة نقولها لكي يعلم الجميع أنه ليس من حق أحدٍ أن يزايد على اليمن أو يتجنى عليها أو ينتقص من دورها في الحرب الدولية على الإرهاب. فاليمن وبقدر حرصها على تأمين أمنها من خطر الإرهاب فإنها حريصة بنفس القدر على أمن الآخرين أشقاء وأصدقاء على حد سواء، إلا أنها في ذات الوقت لن تسمح لأحد بابتزازها أو التجني عليها.


في الأحد 31 أكتوبر-تشرين الأول 2010 07:23:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=8217