بيادق ليس إلا
كاتب/رداد السلامي
كاتب/رداد السلامي

رابط تحريك لا تحركه الايدولوجيا بقدر ما يتحرك وفق احتياجاته وما تمليه مطالبة ، ففي كثير من الأحيان تسيطر مفاهيم الايدولوجيا لتضع حاجزا بين ذلك الترابط وتعيد تشكيل الجماهير والقواعد وفق تقوقع انحصاري مؤدلج ، ينتزع الحقوق للبعض فيما يبقي الغالبية بلا حق ، وفي ذات الإطار كثيرا ما يخدم النخب المؤدلجة ليس إلا فيما يبقي القواعد بلا ادني امتياز حتى .

على ان المركزية هي دوما المعضلة التي تعيد صياغة الحياة وفق منطق استمراري ويضمن سلاسة الإحالة لمن بعده وفق اتفاق غير معلن يعزز من ذات المركزية عبر أجيال جديدة في تناسق ينمي الدوران في حلقة لا تنتهي ولو لأزمنة مديدة.

لم نصل إلى استقرار سياسي واجتماعي لأن الديمقراطية شكلية لا تنتج توازنات يمكن أن تؤدي إلى ذلك الاستقرار على النحو الذي يبعث الرضا ، ولذلك فإن البلاد لن تشهد سوى مزيدا من الاختلالات القادمة في تركيبتها وفي عدم اندماجها الاجتماعي والاقتصادي ، فالسيطرة المركزية تعمل عملها لمن يلاحظ جيدا دون أي انحياز أيدلوجي أعمى لا يحلل بطريقة علمية في أبسط العلاقات وأدنى ما يقال أنها مؤسسات ، فالمركزية حتى في إطار الضد أو النقيض للنظام موجودة وتجيد جعل أفراد خارج انتمائها الجغرافي "بيادق" تنفي بعضها البعض في لعبة شطرنجية ، لا يراها إلا من يستوعب جيدا كيف أنها تتأدلج بتسييس ، فهي بالإضافة إلى كونها تمتلك المصالح تدير "البيادق" بدقة وتعيد تشكيل الواقع بمعايير وولاءات مؤد لجة لكنها أيضا تكرس المركزية وتخلق الانسجام المزيف بين هذا وذاك لتعيد ذات الواقع .

"وبازدواجية لاغيه يلعب أيضا يلعب "التحالف المناطقي" الذي كنت كتبت عن منهجيته سابقا ، ففي ضدية ما يضمن ذاته باقيا دون أن يمس في قدرته على الحياة ونهج الترسمل ، يجد ذاته سواء كان هنا أو هناك بيدقا منتصرا على من من يناضل ذات نضاله ، ثم ينفي ببرود ضمير وراحة قلب مثلوج بمأساته على هذا النحو المختل تماما .

يصيغ لعبته باحتراف ، ويتحول أفراده إلى "بيادق" تعيد الدفاع المغفل باتجاه دافع نحو اللاوطن ونحو اللابقاء الحر ، ونحو اللاقيم ، تبرمج على شاكلة تنسيق وتحرك ومجيء وإيابا وذهابا وغيرها لتؤدي نحو ان تشل من ليس على ما تتوهم نحو أن يكون بلا إرادة بلا مطالب بلا حياة تليق بإنسان أي إنسان، إنها تنفي وفق افتراض مستبطن " بإمكان اعتبار ما وضع بين قوسين شخصي ، لم لا فنحن جزء من هذا الشعب والكتابة بالدرجة الأولى قضية شخصية ثم تغدو هذه القضية فيما بعد قضية موضوعية وعامة، على النحو الذي يتداخل فيه الذاتي بالموضوعي، الكاتب هو دائماً ضمير الفضاء الاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه، للتعبير عن خصوصيات هذا الفضاء يعد في مقدمة الوظائف التي ينهض بها الكاتب .

 كان لدي أمل أن الصراع سيتخذ في المستقبل طابعا طبقيا جغرافيا إلا أن المركزية بمختلف تبايناتها أجادت توظيف أدواتها المخدوعة للحيلولة دون بروز قوة هذا الصراع وجنوح اليسار نحو الرسملة جزء من هذا التغييب وغبي من سيجعل ذاته بيدقا في يد أيا من هؤلاء ، فالتحالف المذكور أيضا هو جزء من هذا التغييب، ولعل "يمن نت" تدار أيضا بطريقة ما لا يدركها إلا من يرى إلى أي مدى هي تبعث برسائلها على شكل ترابط إيحائي تراسلي يستهدف قول شيء ما ، وهذا لا يدركه الكثير فتنقيتها تصيغ الأمور على هذا النحو ، ولعل "صين البلاد" كما تدعي هي جزء من هكذا فعل مبرمج ، ويظنون الناس أغبياء صناع شقائهم ، وفي الجزيرة حيث تقف الصخرة مرسوم عليها شمس تغيب قالوا أنها ستقع ، رباه حتى النماذج الآتية من خارج وطني تتصارع كل يريد أن يثبت وجوده ..!!.

عربيد هو من يبني آماله على إقصاء الناس ويوطد وجوده على انحرافاتهم وتغييب وعيهم وجعلهم دون حياة كريمة ، والبحث في الأسرار ليس مجديا "فالوطن يجب أن يبنى وفق قاعدة الشراكة الوطنية "والحياة مطالب وقيم والاختلال في أيا من هؤلاء هو اختلال ليس في مصلحة احد ، سوى أؤلئك الذين يقدمون الناس كمبيالات في بنوك من عاثوا بالوطن وثرواته على هذا النحو الذي أبقى الشعب في حالة من عدم النهوض ودون حياة كريمة.

 
في الأربعاء 14 يوليو-تموز 2010 04:12:57 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=7525