رحل علاو .. وما يزال محبوه ينتظروه في رمضان
نجيب العدوفي
نجيب العدوفي

كان وما يزال حاضراً في أذهان كل اليمنيين، فقيد الإعلام اليمني يحيى علاو، الذي ودع الحياة الأسبوع الماضي لم ييأس جمهوره من غيابه الأبدي، ما يزالون يتوقعون إطلالته عليهم من الشاشة الصغيرة في برنامجه الجماهيري المميز \\\"فرسان الميدان\\\" الذي صار كثير من اليمنيين يرون أنه جزء من روحانية الشهر الكريم \\\"رمضان\\\"، البرنامج الذي يجمع الكثير من المعلومات الدينية والثقافية المختلفة، و يعمد إلى إحياء تراث يكاد يندثر لألعاب رياضية تمارس بطرق مختلفة في كافة محافظات اليمن، علاو الإعلامي الذي يعشق الخير أسر ألباب مشاهديه ببرنامجه الذي يطوف به اليمن لتكون جائزته مشروع عمل خيري يسعى من خلاله إلى الوصول إلى أولئك الفقراء والمحتاجين ليقدم لهم تلك الجوائز بعد أن يمنحهم فرصة الإجابة على أسئلته المليئة بالمعرفة والثقافة.

صوته الرخيم ينقلك إلى المكان الذي يتحدث عنه علاو يجعلك تعشق ذلك المكان وتشعر بعظمة وطنك، علاو لقد كنت رجل خير وفارساً مغواراً في وطنيتك، لقد قدمت الشيء الكثير لهذا الوطن الذي يعاني من غياب المسؤولية الوطنية لدى الكثير من زملائك.

ودعناك ونحن لا نزال نحتاج إلى رؤيتك والاستمتاع ببرامجك الإبداعية، في عالمك العجيب الذي صادف طفولتي جعلني أعشق العمل الإعلامي مبكراً، وولجت مجال الإعلام إلا أنك أثبت أن العمل الإعلامي ليس مجرد شهادات وسنوات تقضى في دراسة هذا التخصص، أثبت لنا أن الإعلام رسالة لا بد أن تتسم برؤية دقيقة لمتطلبات هذا العمل الإبداعي وتحقيق التميز وتقديم الأفضل بين وسائل إعلامية متعددة وبرامج مختلفة.

لم يتوقف إبداع الإعلامي علاو عند مرحلة من المراحل بل يفاجئنا في كل وقت بأعمال أكثر تألقاً وإبداعاً، وفي هذه المساحة لا يمكنني أن أسرد تلك الأعمال، بل سأتطرق إلى أحد برامجه الأخيرة التي عرضت على شاشة قناة السعيدة \\\"برنامج أسواق شعبية\\\"، البرنامج الذي تميز فيه علاو برؤية لم يسبقه إليها أحد، في هذا البرنامج عمل علاو على توثيق تراثي لهذه الأسواق التي بدأت تتلاشى، هذا البرنامج ذاكرة تاريخية سيخلد تراثاً يمنياً هاماً، كما أنه سيخلد ذكرى هذا الرجل الذي يجيد الطرق والأساليب التي يصل بها إلى قلوب الناس.

المقولة التي نسمعها من حين إلى أخر بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك لم تعترض طريق هذا الإعلامي الذي نال حب الناس ورضاهم، كانت مراسم تشييعه أكبر دلالة على مكانته التي نالها في قلوب كل اليمنيين، تلك القوافل من البشر التي كانت تتسابق لحمل جنازته جاءت بدافع الحب لا يخالطها المجاملات أو النفاق، أحد جيران علاو.. قال: \\\"أنا أعرف علاو جيداً لم يكن صاحب جاهاً ولا مالاً وإنما كان صاحب أخلاق\\\".

بهذه الكلمات يصف الجار جاره ويضيف كان هذا سر تميزه لقد حظي بميزة يفتقدها الكثير، نعم فدماثة الأخلاق هي التي ميزت علاو وجعلته يسيطر على قلوب محبيه .

تغمدك الله يا علاو في واسع رحمته وألهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


في الإثنين 21 يونيو-حزيران 2010 07:41:13 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=7385