خباز بني شيبان
علي عبدالله الغيل
علي عبدالله الغيل
تقابلنا أول مرة في العام 1986 حينما كان كلانا يبحث عن قبول في قسم اللغة الانجليزية بكلية التربية- جامعة صنعاء، و بعد اجتياز امتحانات القبول تزاملنا و تسايرنا لأربعة أعوام جميلة، كنا نلتقي كل يوم تقريباً ماعدا بعض الجُمَع و العطل الصيفية.. أربعة أعوام مرت كلمح البصر، عرفناه شاباً خجولاً تغلب عليه الابتسامة الهادئة و النظرة الثاقبة، كان يتضح من ملامحه أنه صاحب عقل كبير ومخيلة واسعة تحوي الكثير من العلوم و خاصة علوم اللغة أو إن شئتم اللغات و تاريخها و تطورها... لقد ظهر إبداعه الواضح في علوم اللغة العربية و انعكس بشكل إيجابي واضح على دراسة اللغة الإنجليزية التي لانت أمام فهمه المُسبق لقوانين و تراكيب اللغة فما كان منه سوى إسقاط معارفه المسبقة على دراستة اللغوية الجديدة... 

طالب اللغة الانجليزية آَنذاك هو \\\"خباز بني شيبة\\\" كما يُحب أن يُطلِق على نفسه أبداً، و هو الأديب الذي منعه خجله و حياؤه من الحصول على كثير من الفرص لعل اهمها كان إمكانية حصوله على المرتبة الأولى بين زملائه نظراً لذكائه و سعة معارفه...، و من حُسن حظنا أننا في تلك الفترة لم نكن نأبه أو حتى نشعر بحزبية أو تعددية تخلق بيننا الفواصل أو الحواجز النفسية منها او الفكرية، فعشنا أخوة سعداء يجمعنا التخصص و الدين والوطن و لا يفرقنا سوى الموت... سافرالخباز الخجول ضمن مجموعة من زملائه المُبرزين الى المملكة المتحدة - بريطانيا(منهم بكل تواضع كاتب السطور أعلاه)، كمنحة ثقافية سنوية كان يقدمها المجلس البريطاني في صنعاء انذآك، و في بريطانيا كان صاحبنا الخباز خير سفير لبلاده و كان مثار إعجاب جميع الزملاء بهدوءه الجميل و روح الفكاهة التي تغلب عليه حتى يومنا هذا، كانت النكتة زاده للتغلب على كثير من صعاب الغربة، و لكن الأكثر من ذلك تعامله الحضاري الراقي الذي نقلة لمن التقى معة من ابناء البلد المُضيف.

لم نكن نعلم حينها أن خباز بني شيبة يحمل في فكره كل هذا العلم عن رجالات حزبة و تاريخهم السياسي و الحركي و احتكاكه المباشر بهم ومعهم، و لكننا كنا نعلم أن ذلك الشيباني الماهر لابد ان يذكي ناراً تصقل فكره و عقله و لايمكن أن يقيد نفسه بقيود مفروضة عليه من أحد، و لعل ما ساعده في ذلك دراستة الجديدة للأدب الانجليزي بجانب موسوعته في الأدب العربي و الإسلامي، و هو الشي الذي شكل فيه مزيداً من الفكر المتجدد والناقد... في بعض كتاباته-مثلاً- يصفُ أحد النقاداليمنيين أنه (الناقد الذي يشبة القط)،بينما هو نفسه من يمكن وصفه بذلك، كونها لا تمر شاردةً و لا واردةً في الساحة الأدبية الا وله بها علمٌ حتى اثناء غيابه للدراسة في الخارج...

خباز بني شيبة شاعر و روائي و أديب مُحير و هو صاحب مدرسة فكرية خاصة عنوانها التجديد و الترغيب وما يمكن تسميته \\\"إصلاح الاصلاح\\\"..،بل والمدهش والأكثر حيرةً أنه الوحيد والمتفرد الذي يفصح بأشعاره في المنتديات والمناسبات والمهرجانات عن اسم زوجته (نجوى)- نجوى القميرية على وزن ليلى العامرية- بل ولا يتورع عن نشر صورها في المواقع مرفقةً بقصيدة إهداء،إقرأوا معنا –إن شئتم –على هذا الموقع :نافذة تقاسيم،قصيدة تصور \\\"ليلة عرسه وهو جالس الى جوار (نجوى- \\\"طفلةٌ أحرق الشعرُ فضتها\\\")،هذا لم يحدث قط في تأريخ أحد من الكتاب والأدباء في اليمن على الأقل..،بل لم يحدث في تأريخ الإصلاح أن نرى عضواً(يحلق شنبه-أي شاربه).. وحيرة أخرى يوماً تراه مدافعا شرساً عن الحزب الذي ينتمي اليه و زاجراً لمن يحاول الانتقاص من شعبيته او التنكر لأدبياتة كما فعل في نقده لموقف نصر طه مصطفى(مقالته نصر طه:قراءة نقدية)المنشورة على هذا المنبر الحر، و تارةً أخرى يشن أشد الهجوم على قيادات الحزب العليا و رموزه المسموعة كما فعل في \\\"المقامة الحزمية- 3 حلقات\\\" ..

بالطبع لن أستطيع الإسهاب أكثر عن زميلنا الخبازالشيباني فقد كان العام 1990 هو آخرمحطة لقاء بيننا، ولذلك و بعد مرور عشرين عاماَ أحببت ان اُلقي عليه التحية عبر موقعه المفضل هذا و اعتذر له و للقراء جهلي بسيرتة و إنجازاته خلال هذه الفترة الطويلة و لعل الأخت لمياء أمان(من عدن ومن عائلة الشاعر الراحل العروبي القومي الوحدوي لطفي أمان) قد أوفت شاعرنا حقه فيما يخص عبقريتة الأدبية الذي يصعب على مثلي وصفها أو الكتابة عنها...هل عرفتموه ؟؟ إنه عبد المنعم الشيباني..


في الجمعة 09 إبريل-نيسان 2010 09:56:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=6849