مرحلة الانتقام السياسي
على الصراري

  تعرض الشيخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب والقيادي في اللقاء المشترك لمحاولات كسر عظم لم تتوقف حتى هذه اللحظة..

تعرض الشيخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب والقيادي في اللقاء المشترك لمحاولات كسر عظم لم تتوقف حتى هذه اللحظة..

  تعرض الشيخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب والقيادي في اللقاء المشترك لمحاولات كسر عظم لم تتوقف حتى هذه اللحظة..

وبصورة تبعث على التقزز تتواصل ضده حملات التشهير الرسمية والأعمال الكيدية التي لم تكتف بالتشهير فحسب، بل وتحاول إلحاق أضرار مادية بنشاطه الاستثماري، والنيل من حقوقه السياسية ومن مكانته الاجتماعية..

وخلال الأيام القليلة الماضية اشتدت هذه الحملة ضراوة، وساعية في الوقت نفسه إلى استدراج الأوساط الصحفية للتورط فيها، بحجة تهديد مزعوم نسب إليه ضد رئيس تحرير "صحيفة 26 سبتمبر" الصادرة عن التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، وذهب هذا التصعيد ضد الشيخ حميد الأحمر إلى درجة التهديد بالقوات المسلحة والأمن من خلال ما أسمي ببيان تضامني صادر باسمها لصالح رئيس تحرير "صحيفة 26 سبتمبر"، وإصدار تصريح آخر باسم وزارة العدل يدعو لرفع الحصانة البرلمانية عن الشيخ حميد تمهيداً للتحقيق معه، حسبما جاء في التصريح..

وقياساً بالتهديد المزعوم، الذي نفاه الشيخ حميد، فإن التهديد الحقيقي، بل والخطير تضمنه البيان الصادر باسم القوات المسلحة والأمن، الذي يدل على مدى استهانة أصحابه بهاتين المؤسستين الوطنيتين، واستسهال إقحامهما في الخلافات الشخصية، وكأن القوات المسلحة والأمن لا مهام وطنية لهما، ويجوز استخدامها لتصفية الحسابات الشخصية والسياسية، أو التلويح بهما لممارسة نوع من الإرهاب المادي والمعنوي ضد المواطنين وذوي الآراء والمواقف المغايرة..

لقد ذهبت هذه الحملة ضد الشيخ حميد إلى استخدام ما لا يجوز استخدامه في الخلافات الشخصية والسياسية بإقحام مؤسستي الجيش والأمن المملوكتان للوطن اليمني كله، ولخدمة المهام السيادية النبيلة كما أن استخدامها لجهاز القضاء ينطوي على إهانة جسيمة لقيم العدالة المنتهكة في هذا البلد..

وبطبيعة الحال، لا يمكن تفسير هذه الحملة الشرسة على أنها رد فعل لتهديد تلفوني مزعوم، بل هي في حقيقتها امتداد للمعركة السياسية التي شهدتها اليمن مؤخراً، والمتمثلة في الانتخابات الرئاسية التنافسية، كأول انتخابات يمنية تشهد تنافساً جاداً على رئاسة الجمهورية.

لقد نهض الشيخ حميد الأحمر بدور كبير في مساندة الحملة الانتخابية للمهندس فيصل بن شملان مرشح اللقاء المشترك للرئاسة، وقد أكسبه هذا الدور حب واحترام الملايين من أبناء الشعب اليمني، الذين ألهمتهم شجاعة الشيخ حميد، وانحيازه الصادق لمشروع الإصلاح السياسي والوطني الشامل، دوافع الإقدام على ممارسة حقوقهم السياسية بجرأة متزايدة، محطمين أسيجة الخوف التي طالما حرصت سلطات القمع على زرعها في قلوبهم.

ومن الجهة المقابلة ملأ هذا الدور وجدان بعض دوائر الحكم غيضاً ونقمة ضد الشيخ حميد، ولم تف بمصداقية وعدها بطي صفحة الانتخابات، وذهبت إلى البحث عن الذرائع التي تستطيع من خلالها أن تمارس رغبتها في الانتقام السياسي، ووصل بها الأمر حد ابتداع قصيدة شعرية مليئة بالهجاء المقذع والبذاءة المنحطة نسبتها إلى الشيخ الشاعر محمد بن أحمد منصور، وقامت بنشرها في "صحيفة 26 سبتمبر" غير أن الشاعر منصور نفى أن تكون له أية علاقة بالقصيدة ووجه تكذيباً إلى "صحيفة 26 سبتمبر" رفضت نشره..

على أن قوانين النشر وأخلاقيات المهنة الصحفية لا تجيز نشر البذاءات والشتائم، وتعاقب مرتكب هذا النوع من جرائم النشر، وهو ما لم تتقيد به صحيفة سبتمبر، ولأن رئيس تحريرها رفض نشر النفي المرسل ممن نسبت إليه القصيدة، فإنه يكون –أي رئيس التحرير- مسئولاً مسئولية شخصية كاملة عن البذاءات اللا أخلاقية التي تضمنتها القصيدة، ويخرج الأمر هنا عن حق ممارسة الرأي إلى الإساءة والاستهداف الشخصيين، وهنا أيضاً يكون الشيخ حميد هو من وقع عليه الظلم، ورئيس تحرير سبتمبر هو من مارس هذا الظلم..

ومهما يكن الكلام الذي صدر عن الشيخ حميد عبر التلفون، فهو في جميع الأحوال لا يرتقي إلى مستوى العدوان والإساءة الموجهان إليه، ومع ذلك لا ينبغي النظر إلى أية ردود أفعال تصدر عنه بمعزل عن المقدمات الظالمة التي أشرنا إليها، واستهدفته شخصياً بدون مبرر، سوى إرضاء رغبة الانتقام السياسي، التي ربما ستتحول إلى سمة تطبع المرحلة القادمة..

وفي جميع الأحوال، فإنه يراد لهذه الزوبعة المفتعلة أن تكون غطاءً لتحقيق مآرب أخرى، لا تنتهي عند إرضاء رغبة الانتقام السياسي، وإنما تصل إلى تصفية المنجز السياسي الذي حققه اليمنيون في خوضهم للمعركة الانتخابية الأخيرة حول منصب رئيس الجمهورية، وسجلوا بخوضهم لها استعداداً عالياً للسير حتى النهاية من أجل انجاز مهمة التغيير التي شرعوا فيها فعلاً..

وتبقى محاولة كسر العظم التي يتعرض لها الشيخ حميد الأحمر، إنما تستهدف العودة بالبلاد إلى مرحلة ما قبل الانتخابات، واستعادة أسيجة الخوف التي نجح اليمنيون في تمزيقها، والعودة من جديد إلى أجواء الإذعان والنفاق، التي سممت الحياة السياسية اليمنية لحقبة طويلة من الزمن..

ستظل هذه المحاولات تسعى نحو تحقيق المستحيل، فالشيخ حميد الأحمر ليس طري العود يسهل كسره أو عصره، والشعب اليمني وإن طال عليه النفق المظلم الذي وضع فيه –شعب لم يتطبع بطباع العبودية، ولم يتخل عن أحلامه العظيمة بقيام يمن تصان فيه حرية كل اليمنيين..


في الأربعاء 18 أكتوبر-تشرين الأول 2006 03:23:41 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=636