مخارج المتاهات اليمانية 1-4
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض

يعرف الجميع تلك التجربة التي يقوم بها بعض العلماء والمختصين في قياس مستويات الذكاء بوضع فار في متاهة متعددة التعرجات والأبواب مع وجود باب واحد فقط يؤدي إلى مخرج النجاة , فيظل المسكين يدور ويبحث وقد لا يجده طوال بحثه المستميت , ومع الفارق في القياس والتشبيه فاليمن في متاهة والكل يسعى ويبحث عن باب المخرج الذي يؤدي إلى رؤية شعاع شمس الخلاص من ظلمات الفساد والطغيان .. وتنشق نسيم الحرية من غياهب سجون الظلم وعفن السجان وكل جهة ترى ان السير معها سيقود إلى هذا الباب فتطنب في الشرح وتسهب في التوضيح بان الخارطة التي تحملها هي الصحيحة وهي دليل النجاة الى حياة الخير والاستقرار ..

وهي 4 خرائط تحملها أربع جهات وكلا يدعي وصلا بليلى فلمن تقر هي بالوصال ؟!. فلماذا لا نقف متأملين خارطة كل جهة تدعي المعرفة بدروب السير والوصول بالسائرين معها إلى باب الخروج من متاهة اليمن الكبير.. نقف دارسين غير منحازين ننقل ما في يدهم وما يرونه ثم نقول تساؤلنا لهم لتتم الصورة وتكتمل وهي 4 خرائط لمخرج واحد فمن ذا الذي يحمل خارطة المخرج الصحيح في طريق سهل وسريع وأمن فلنرى ونتابع ..

الجزء الأول - الخارطة الأولى: خارطة الانفصال

ويحملها ما يسمى بالحراك ويقوده أصحاب وجوه بانت ملامحهم ووجوه متلثمة تطل علينا أعينهم ووجوه متقنعة لا ترى منهم شيئا .. اذرعهم في الداخل ورؤوسهم في الخارج وهم يرون أن العودة إلى ما قبل 90م هو المخرج والحل لكي يعود اليمن إلى حالة الاستقرار والعيشة الهنيه

-ويرون ان الوضع الحالي قد زاد عن حده وأن السيل قد بلغ الزبى .

-ويرى بعضهم أن الوحدة لم تدخل على ما يسمى جنوب اليمن بأي منفعة تذكر ..

-فما كانت تسمى دولة صارت على هامش المسار وعلى حافة صنع القرار .. طمست تجربتها بكل المعايير .. لم يؤخذ منها شي برغم تعدد المنافع والتجارب الناجحة سابقا لها في الإدارة والاقتصاد والأمن .. كل شي تم محوه ورميه وابقوا سلاما وطنيا .. ( رددي أيتها الدنيا نشيدي ) .. ولا نشيد إلا من فرح وفن , وقد نسي الجنوب طعمه منذ زمن .

-يرون ان الجنوب صار غنيمة للمتنفذين ورجال الدولة وبطانة الرئيس وعائلته وانه سلب منه كيانه وتكوينه وأرضه وطينه فها هو الجنوب مشوه عليل يتهادى مترنحا بين حاشد وبكيل ..

-ويرون أنه لا ينعم بأمن ولا استقرار ولا بعدل ولا كرامة ولا مساواة ولا صدق مواطنه ويفتقد في حياته اليومية أشياء كانت منار حياته ورياحين بستانه ..

-ويرى أشياء دخيلة عليه أقلقت عليه نومه و سباته من ثارات وقطع طريق وفساد قضاء وتسلط دولة وعبث بموارد البلاد وأرواح العباد .. وكل ذلك ليس مواربة ولكن بباب مفتوح على مصراعيه , وما بيد الحاكم لها من دواء ولا حيلة ولا فتيلة

-ويرى أن التكتل الشمالي صنع لنفسه قوة ومراكز لصنع القرار دون من يقبع مستكينا في الجنوب, وإن وجود أسماء جنوبية في كيان الدولة إنما هم كخيال المآته وعروسة المولد , وهم مجرد لوحة يتزين بها مجلس الحكومة الفعلية الصنعانية .. وهم عبد المأمور بل ليس لتوقيعهم أي اعتبار عند اصغر رجل مرور 

-وهؤلاء يرون أن الانفصال سينهي المشكلة المتأزمة ويعيد للجنوب وضعه البهي وحياة أمنة مطمئنة في ظل خيرات تسكن أرضه جمة .. ولا مانع من مشاركة الشمال فيها بنسبة مئوية وفرص عمل متوفرة للكوادر العاملة اليمنية إلى جانب البنغالية .. فهم يطمعون أن يكونوا ثامن دولة خليجية ..

-ويقول معتدلهم ان الأمر ليس انفصالا بمعنى الكلمة وانما هو فك الإرتباط , وحكومات فدرالية .. وكلن بعيده راضي .. لنا ارضنا وخيراتها .. ولهم نسب تورد مركزيا .. مقابل اشرافهم السياسي خارجيا .. ويبقى اسم اليمن موحدا متلألئ

-هذه خارطتهم وما استطعت أن المح منها وإلا فان في طياتها رموزا وحروفا واتجاهات لم أتبينها ولقد وصل أمر الانفصال عندهم إلى درجة تجاوزت الفكرة وبلغت إلى حد المعتقد ورسوخ النية .

والآن فلنقف معهم وقفة ازالة الحيرة ولنضع عليهم أسئلتنا لهذا المخرج والمستقبل المنشود ..

-هل لديكم تصور واضح لإدارة البلاد وهيكلة محددة وخطط متعددة في ظل دولة الانفصال والمخرج اللامع البراق أم سنعود مجددا إلى قتال الرفاق وانهار الدماء وشلالات البغضاء والتمايز بين المحافظات

-هل تضمنون توحد الجنوب في دولة موحدة واحدة ولديكم القدرة على عدم تمزقها وتشرذمها إلى سبعين قطعة ..أم سيذهب كل ذئب بلحمته ينهشها ويلعق دمها في مكمنه وجحره الأمن .. دويلات وسلطنات .. وإمارات يافعية وحضرمية وعولقية وفضليه وواحدية .. ولحج والتاج العدنية ..

-هل انتم على فكر ومنهاج واحد أو متقارب المشارب .. أم تعددت الأسباب والموت واحد .. وشعاركم المرفوع علنا نريد خيرا لليمن بالفرقة , وشعاركم المخفي .. نعم للردى في دولة الانفصال ولا للسقم في دولة الوحدة !!

-كيف سيتم التعامل مع الأفراد والمنشئات ورؤوس الأموال الشمالية المتواجدة في الجنوب هل ستبقى .. أم ستعاد تجربة التأميم .. هل ستحيى أم ستعاد تجربة الذبح والتكميم ..

-هل ستعاد الحدود والمراسيم الدولية .. وتكوين القوات العسكرية والأمنية .. والعملة الورقية والمعدنية ومن ؟! وكيف ؟! ومتى ؟! وما ؟! ولماذا ؟!

-وان اردتموها فك ارتباط فكيف سيكون ذلك ؟.. افك بمعنى الطلاق .. ام فك بمعنى الفراق .. ام فك على وفاق مشوب باحتراق وربما اختناق .. وهل ستبقى محافظات الجنوب هي هي .. ام ستتغير لتصير هم هم .. ؟!!

-وهناك تساؤلات اخرى ولكن اساسها ورأسها .. ارونا خارطة واضحة .. برنامجا سياسيا محددا ومستقبلا بالخير معززا

-ام ان أهم ما ترونه الان .. هو الفرار من الحية ولا مانع من الوقوع بين انياب المنية .. لا يهم .. المهم ان لانكون سوية 

-هل ترونها أمورا صغيرة وتافهة وهل ترون ذلك استباقا للحدث .. وهل ترنها أسئلة تعجيزية ووهمية ولا تؤدي إلى نتيجة مجدية ... ولكني أراها أسئلة منطقية ولها وجاهة ومكان .. ولا بد لها من دراسة وافية وإجابة شافية .. وغيرها كثير وكثير .. فهل لديكم لذلك كله إجابات وقدرة وعلم وأمان .. أم تظنون أن الأمر كله بساطة ومجرد سياحة , أم انتم كمن يرمي نفسه في البحر لينقذ غيره ولم يعد لذلك عدته إلى جانب الطامة الكبرى عدم إجادته فنون السباحة !!!

هذا هو المخرج الأول من المتاهة والذي يرى أصحابه أنه المخرج الوحيد لليمن وأهلها في جنوبه وشماله مما هم فيه

ويرون أنه لا بد أن يتم السير فيه حتى النهاية لتتحقق الغاية , أكان ذلك عندهم سلما وتراضيا ملموسا وإلا فسيتم قتالا وحربا ضروسا .

ـــ

ولنا لقاء في الجزء الثاني مع أصحاب خارطة المخرج الثاني .. النضال السلمي .. فإلى الملتقى.


في الثلاثاء 11 أغسطس-آب 2009 05:20:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=5689