رحمك الله يا أبا تركي
مساعد الموساي
مساعد الموساي

رحمك الله يا أبا تركي رحمة واسعة ، كم سعيت بجاهك ووقتك ومالك من أجل الإصلاح بين الناس ، وها أنت اليوم تدفع حياتك ثمناً لهذا المبدأ الذي آمنت به ، وقضيت حياتك جاهدا في تحقيقه .

برحيلك اليوم تفقد المحافظة علما من أعلامها الداعين إلى الخير وإصلاح ذات البين ، وإحلال السلام في محافظة مازال ينفخ فيها العابثون مزامير الحرب بين فينة وأخرى ،

برحيك اليوم تنتعش مبادئ السلام والأمن في الجيل الذي عرفك أتعرف لماذا ؟ لأنك اليوم أسقيت هذه المبادئ دماً طاهرا زكيا وبذلت من أجلها روحا صادقة مؤمنة تحب الخير وتسعى للسلام لأنك اليوم خلدت ذكراك بدمك فنقشت لك اسما في ذاكرة المحافظة لن تمحوه عوادي الزمن ولا تقلبات الليالي .

فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ## فالذكر للإنسان عمر ثانَي.

الله وحده يشهد أنني ما عرفتك إلا رجلا للخير محبا للسلام ساعيا للإصلاح بين الناس ، ولإطفاء فتيل الخلاف الذين ما إن ينطفئ حتى يجد العشرات من دعاة الشر قد هبوا لإشعاله من جديد .

عزاؤنا أنك رحلت وأنت حاملا لواء الخير تمشي في طريق السلم ، تحارب الشر وتدعو إلى نبذ الخلاف وتصفية القلوب ونزع الأحقاد وقتل الكراهية .

وإنني أجد من المناسب وأنا أتحدث عنك أن دعوا من خلال هذا الموقع الشرفاء والأوفياء من أبناء مأرب إلى السير حثيثا على الخطى الواضحة التي رسمها الشهيد سالم بن سعود في حياته وتفعيل دور جمعية المستقبل للتنمية والسلم الاجتماعي لتؤدي مهمتها بصورة أكبر كبادرة وفاء لرجل قدم في سبيلها روحه وهذا هو عشمي في الرجال الأوفياء من أبناء هذه المحافظة .

والحديث يطول كثيرا عنك يا أبا تركي لكن هول المصاب شتت الحروف ووقع الخبر ألجم اللسان ، فرحمك الله رحمة واسعة وهنيئا لك ما قدمته من الإصلاح ذات البين قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة \" أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة \" ، فقال أبو الدرداء : قلنا بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ) ..

في الختام أتوجه بخالص العزاء والمواساة إلى أهل الفقيد وذويه وإلى محبيه جميعا وإلى محافظة مأرب التي فقدتها رجلا من رجالاتها الخيرة ، وأسأل الله أن يحشرك يا أبا تركي مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ..

*المدينة المنورة / جامعة طيبة


في الخميس 23 إبريل-نيسان 2009 09:27:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=5189