للعقيد الشاب .. وإذا أتتك مذمتي من حاقد
محمد بن حسن الشريف
محمد بن حسن الشريف

نشرت وزارة العدل الأمريكية الأسبوع الماضي نص حكم بتغريم شركة لاتيين نود العاملة في مجال الاتصالات مبلغ مليوني دولار مقابل تقديمها رشاوى لمسئولين يمنيين مقابل رفع تكلفة خدماتها في مجال الاتصالات ولم يحدد منهم سوى العقيد أحمد علي عبدالله صالح وهذا يدل على أن الموضوع مطبوخ طبخاً جيداً على الطريقة الأمريكية وانه لا حكم ولا يحزنون وإنما الهدف تشويه سمعة العقيد الشاب الطيبة لدى أبناء شعبه لتحقيق هدف ما تسعى إليه القيادة الأمريكية منه ولم يستجيب لها فكانت هذه قرصة أذن لمن يتطاول ويرفض توجيهات السيدة أمريكا.

وهذا الأمر لا يقلل من قدر القائد الشاب أو يحط من شأنه بل يزيده احتراما وتقديراً لدى أبناء شعبه ويزيد من شعبيته بينهم فالشاعر العربي يقول :-

وإذا أتتك مذمتي من حاقد *** فهي الشهادة لي بأني كامل

ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي مسيخ دجال هذا الزمان فهي لا تستهدف إلا الأحرار أما من يسيرون في ركابها ويعملون بتوجيهاتها فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لذلك يعتبر رضا أمريكا عن قائد معين لعنة وغضبها على قائد آخر مفخرة وليس تصنيفها لدول الاعتدال والدول المارقة عنا ببعيد وماذا يمثل كل صنف من تلك الدول.

لذلك أزف للقائد الشاب التهاني على استهداف أمريكا له فهذا يعني أنه لا يزال وطنيا عربيا حرا لم تدنسه ثقافة العمالة وثقافة (يد ما تعصر بها حبها) (واللي بيفكر بأمريكا تهتز ركبة) وهذا الاستهداف يعتبر وسام شرف على صدره وحكم براءة أمام أبناء شعبه من الخنوع للإملاءات الأمريكية وطيه تحت جناحها كقيادات عربية جديدة تحركها أمريكا بالريموت كونترول بلا حول لهم ولا قوة وإياك يا سيدي أن تخضع للابتزاز والضغط فوالله أن من خضعوا لإرادة أمريكا يعاملون كالبغايا عندما تقضي رغبتها منهم تنشر كل ما عملوا لأجلها فهي لا تحترم إلا من يحترم نفسه وإذا كنت ممن يتابعوا برنامج مع هيكل ستعرف ما يعرض من فضائح القادة العرب التي تم الإفراج عنها ونشرها.

وحبا في القائد الشاب وتقديراً له أوجه إليه بعض النصائح الخالصة لوجه الله وهي :-

عليه أن يراهن على شعبه لأن الشعوب هي الضامن لبقاء القيادات وحمايتها أما القوى الخارجية والجيوش فلا تستطيع ذلك والشواهد كثيرة على ذلك فعندما نفى الاستعمار الملك محمد الخامس ملك المغرب إلى الحبشة خرج الشعب المغربي عن بكرة أبيه مطالبا بعودة قائده ولم يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد أعادته ملكا عليهم رغما عن الاستعمار, وكذلك عند محاولة أمريكا نفسها الإتيان بقيادة جديدة لفنزويلا بدلا عن شافيز أبى الشعب الفنزويلي إلا الدفاع عن زعيمه وإعادته لمنصبه رغم أنف أمريكا.

أما من لم تستطع أمريكا أو جيوشهم حماية عروشهم فحدث ولا حرج وليس شاه إيران ونظام شاوشسكو عنا ببعيد.

فالشعب يا سيدي هو صمام أمان الحفاظ على الزعيم وليس غيره ولكن لن يتأتى ذلك إلا بزرع بذور الثقة بين القائد وشعبه من خلال تسخير القائد كل طاقاته وإمكانياته لخدمتهم والسهر على راحتهم وأمنهم والدفاع عن حقوقهم أمام مغتصبيها والضرب على يد من يحاولون النيل منها.

أيضا العمل في الوقت الحالي على حل المشاكل العالقة في الوطن الحل العادل والمنصف من خلال تقديمك مبادرات موضوعية عادلة للخروج من المآزق القائمة, وليس الوقوف موقف المتفرج فإذا لم يحاول التدخل مثلك فغيرك لن يستطيع لخوفه من أن يكون عرضه للتشكيك في ولاءه أما أنت فلا يستطيع أحد قول مثل ذلك, فإن وفقك الله بالوصول إلى حل لتلك المعضلات كسبت رضا الله وثقة شعبك وحافظت على هيبة الدولة وحقنت الدماء, وان لم تستطع فقد برئت ذمتك أمام الله وأمام شعبك ولن تصبح ملاما إن مارست مهامك كقائد عسكري في التعامل مع تلك المشاكل.

كما يجب عليك استغلال إمكانياتك في محاربة الفساد والقضاء عليه وتجفيف منابعه والضرب على أيدي ممارسيه لأنه قد استشرى في مفاصل الدولة ولن يجدي معه سوى تطيير بعض الرؤوس للفاسدين وأنا على يقين بأنك إذا بدأت المواجهة مع الفساد والمفسدين وطلبت تعاون الشعب معك فلن يتوانى عن دعمك وإنجاح مشروعك فلو فقط تحدد أسم فاسد معين وتطلب من الجماهير محاكمته فلن يبقى يوما واحدا أما الركون على هيئة مكافحة الفساد وعلى القضاء فلا طائل منهما ولا جدوى.

كما يجب عليك أن تكون منفتحا وتسمع من كل الناس ولا تكون حكرا على شلة ضيقة لا تنقل إليك إلا ما يخدم مصالحها وأظن أن ما حصل من أمريكا فيه خير لك لتغيير نمط حياتك ومن تتعامل معهم وما جاء ذلك الأمر إلا لاستغلال أحدهم لثقتك فيه فنقل عنك ما لم يكن منك لاستغلالهم بعلاقته بك, فعليك أن تعيد النظر في المقربين إليك وتبحث عن المخلصين وليس المستغلين.

في الأخير أتمنى عليك أن تمارس هذه الأعمال بصورة مباشرة فليس عيباً أو حراما أن تعمل ما فيه صالح شعبك ووطنك فليس العمل الخيري ما يوسع شعبية القائد بل قيامه بواجباته على الوجه المطلوب كما أتمنى عليك أن تفتح مكتب باسمك لاستقبال شكاوى المظلومين من أبناء شعبك الغير قادرين على الوصول إليك وتجعل عليه موظفين أمناء ينقلون لك خلاصة ما يأتيهم من شكاوى والعمل بإمكانياتك على إنصافهم وثق أنك سوف تحوز على ثقة الناس فيك واحترامهم لك .

أسأل الله لك النجاة من الضغوط الأمريكية في الحاضر والمستقبل والتوفيق والنجاح في خدمة وطنك وشعبك والله من وراء القصد


في السبت 18 إبريل-نيسان 2009 10:55:31 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=5169