فتوى المحطوري في جنازة العوجري
عبدالله محمد الهمداني
عبدالله محمد الهمداني

لقد شكل رحيل الشيخ الوطني عبدالله حامس العوجري خسارة كبيرة على أبناء محافظة صعدة بصفة خاصة والوطن اليمني بصفة عامة ، نظراً لما كان يتمتع به من صفات رجولية وبطولية تميزه عن غيره يأبا الضيم والخضوع ، لهذا لا غرابة أن يكون الشيخ الراحل مع أبناءه وأبناء قبيلته هدفاً للعدوان من قبل المتمردين هناك في بعض مناطق صعدة ،.

فهؤلاء المتمردون لا يريدون إلا أن يكون كل مشائخ القبائل هناك تابعين لا متبوعين ، يقبّلون الأقدام ويقدّمون القربان ، ولم يكن الشيخ الراحل من هذا النوع أبداًَ ، لذلك نجد أنه قد قدَّم التضحيات من أسرته وأبناء قبيلته في مواجهة التمرد هناك ، ولقد كان الحضور الكبير للصلاة على الشيخ الراحل بجامع الرئيس الصالح في العاصمة صنعاء صبيحة الأحد الماضي دليل على المكانة الكبيرة لهذا الرجل ، .

غير أن هذا الجمع يبدو أنه قد أغاض البعض وفي مقدمتهم ( مرتضى المحطوري ) صاحب مركز بدر العلمي الذي أراد أن يشعلها فتنة كعادته في الأفراح وهاهو ينتقل الى الأتراح ، فبينما كان الجميع يجلسون بخشوع داخل المسجد استعداداً للصلاة على الجنازة وألسنتهم تلهج بالدعاء لله الواحد القهار بأن يرحم هذا الشيخ المسجى أمامهم ، في هذا الوقت وصل الى الجامع ( مرتضى المحطوري) واتجه مباشرةً الى مكان قيّم الجامع بعد أن وضع عصاه بجانب الجنازة وأراد أن يؤم الناس للصلاة بدلاً عن القيم الرسمي للجامع ( الخضر عبدالله الوصابي ) في خطوة استفزازية أثارت سخط الحاضرين جميعاً واستغرابهم من تصرف هذا الرجل ، وقد شملت الدهشة ابن الفقيد نفسه الشيخ الشاب الناضج فايز العوجري الذي أفهم المحطوري بأن هناك قيّم رسمي للجامع سيقوم بالصلاة على والده ، ولما ظل المحطوري على إصراره تقدم قيّم الجامع الرسمي ليؤم الناس في الصلاة وأعلن التكبيرة الأولى وكبّر الناس خلفه ونتيجة لذلك أحس المحطوري بالحرج ( أخيراً ) وانضم الى الصف وقلبه يتميز من الغيظ ولكنه لم يستسلم فمع انتهاء الصلاة وعندما كان الناس يهمّون بحمل الجنازة أخذ يهمس بأُذن هذا وأُذن ذاك بما فيهم ابن الفقيد نفسه بأن الصلاة غير صحيحة ولابد من إعادة الصلاة ، ولا ندري على أي أساس استند المحطوري في إصدار هذه الفتوى ؟ ما هذه الجُرأة على الله أيها العلامة الجهبذ ؟ هل لابد أن يكون الإمام من مركز بدر العلمي ؟ هل لابد أن يؤدي الإمام طقوس خاصة لا نعرفها ؟ إنه التعصب الاعمى وإتباع الهوى وحب الشهرة والإستحواذ وتسجيل مواقف عند أبناء الفقيد الراحل ، .

وفي اعتقادي أن المحطوري كلما رأى هذا الصرح الإسلامي الفاخر ( جامع الصالح ) شعر بالغيظ وتمنى أن يكون له فيه موطأ قدم كما هو الحال بالنسبة للجامع الكبير الذي يوجد له فيه خلايا هناك ، وهكذا يجمع المحطوري بين مركز بدر الذي يديره والجامع الكبير وجامع الرئيس الصالح ( وقاهي الا هيه وارحبي يالغصايب) ويصبح عندنا مثلث المحطوري أو مثلث الموت ،.

إنه بلا شك لا يريد لهذا الصرح الإسلامي الفاخر أن يؤدي رسالته في نشر الوسطية والإعتدال ونشر المحبة ونبذ العنصرية والسلاليه ، إنه يعتقد بأن الجامع إذا استمر بهذا النهج فسوف لن يكون عند المحطوري مجال للعن معاوية وانتقاد عائشة وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن التصرف الذي حصل من المحطوري في جامع الصالح قد كشف عنه القناع تماماً ، فأين إدعاءه بأنه يدعو الى الوسطية والى نشر المحبة بين ابناء اليمن ، نحن نعلم أنه يصيح ويولول منذ زمن بعيد ويدّعي بأن القائد صالح الضنين قد بسط على جزء من أرضية مركز بدر الذي يديره ، بينما نجده حاول أن يبسط على الأمامة بجامع الرئيس الصالح ، فعلاً ( ما يقيِّد الله إلا وحوش ) إني أتساءل وأقول .. ألم يتذكر مرتضى المحطوري وهو يحاول أن يؤم الناس بالإكراه صبيحة الأحد الماضي ألم يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : \" ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً : منهم رجلٌ أمَّ قوماً وهم له كارهون \" ، نسأل الله أن يرحم الشيخ الراحل برحمته ويجعلنا من الذين يتبعون القرآن وسنة المصطفى ونٍسأله أن يجنبنا فتن ذلك المرتضى .


في الثلاثاء 24 مارس - آذار 2009 06:54:08 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=5063