كيف دعم الانتقالي الوحدة وقضى على الانفصال ؟
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني
 

قد يبدو العنوان غريبا ولكنها الحقيقة لو تأملتم فلا يخدعكم الضجيج الإعلامي الذي يحاول طمس الحقيقة وتغييب الصورة الكاملة لما يحدث .

لو تأملتم الواقع جيدا ستجدون أن الانتقالي قد دعم الوحدة اليمنية وقضى على مخطط الإنفصال ، لقد حدث هذا في الواقع العملي وفعل الانتقالي ذلك دون أن يشعر ، وبينما يصرح رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي معلنا عن ولادة دولة الجنوب وعن طرد ما يسميه " الأحتلال " يكون في الواقع قد ساهم فر دعم الوحدة وقبر مع شلته مخطط الانفصال وأهال عليه التراب وبرطع فوق قبره أيضا .!

إن الغباء جندي من جنود الله وكذلك الفشل ومن لطف الله بهذه البلاد أن جعل قادة مشروع الانفصال والتقسيم الذين دعمهم أعداء اليمن وسوقوا لهم كثيرا أفشل الخلق ، بل لقد جعل الله بينهم وبين الفهم السياسي ناهيك عن عن الحنكة السياسية والدهاء الإستراتيجي مفاوز وقفار ، ولذا فقد قتلوا جنين الانفصال ومشروع دولة الجنوب في بطن أمه فولد ميتا مشوها فانفض أبناء الجنوب من حوله باستثناء ثلة من المستأجرين بالدراهم وهؤلاء لا يعتد بهم فهم مع من دفع ولديهم استعداد لتغيير البوصلة بحسب المصلحة .

قبل سنوات كان ما يقارب 85% من الجنوبيين وخاصة في عدن ضد استمرار الوحدة وكانوا يظنون أن دولة الجنوب بقيادة الثلاثة الجهابذة ( عيدروس الزبيدي وشلال شائع وهاني وبن بريك ) ستشرق شمسها لكن الذي حدث هو العكس تماما ، لقد خيب هؤلاء آمال الناس وقضوا على أحلامهم حين فشلوا في إدارة مدينة عدن رغم صغرها ، بل لقد حولوا عدن مدينة التسامح والتعايش والرقي إلى مسرحا للعنف والاغتيالات والبلطجة والنهب ، لا كهرباء فيها ولا خدمات رغم كل الإمكانيات التي تحت أيديهم ورغم الدعم الإماراتي والسعودي السخي ، فقط صرفوا لأبناء عدن شعارات كبيرة وخطابات رنانة وتصريحات ساخنة ووعود وفي الواقع لم يجد أبناء عدن إلا الفشل والفوضى والعنف والظلم وهو ما جعل أبناء عدن يحنون إلى عهد الوحدة قبيل ظهور الانتقالي بكل ما فيه من أخطاء ومظالم وفساد ولكنه على كل حال كان أفضل ألف مرة من عهد الانتقالي الأسود والذي حول عدن إلى غابة لعصابات النهب والقتل والاغتيالات والعنف وجعل من الأطفال والمراهقين الذين يفحطون بالاطقم العسكرية ويدوسون كل ما في طريقهم من شجر وحجر وبشر هم سادة المرحلة في عدن ، وجعل من هوامير النهب والابتزاز والبلطجة والبسط على الأراضي ملوك عدن وجعل كل حر وشريف وصادق أما في السجن أو في دوائر التهميش والإقصاء والتخوين .

ألم تكن عدن أيام جعفر سعد رحمه الله وأيام ووحيد رشيد ونايف البكري أفضل ألف مرة من هذه الأيام ؟!

الآن لو أجرى فريق استقصائي ميداني استطلاع نزيه وشفاف في عدن سنجد أن ما يقارب 80 % مع الوحدة بعد أن خاب أملهم في قيادة الانتقالي الفاسدة الفاشلة التي كل همها خدمة قادة الإمارات عبيد الصهاينة وأعداء الأمة العربية والإسلامية وتحقيق مصالحهم وتنفيذ أجندتهم على حساب أبناء عدن وأبناء الجنوب وأبناء اليمن عموما .

اسألوا أنفسكم: ما هو الانجاز الذي قدمته قيادات الانتقالي لأبناء المناطق التي يديرونها بحكم سلطة الأمر الواقع حتى يتمسكون بقيادات الانتقالي ؟!

لا شي .. ولا أقول هذا جزافا بل من خلال تواصلي مع الناس في تلك المناطق ، تواصلي مع البسطاء ومع النخبة أيضا ، الكل يشكو وحتى شباب عدن الذين بذلوا دمائهم وأرواحهم لتحرير عدن في 2015م أين مصيرهم الآن ؟

أما في السجون أو في أحسن الأحوال تم تهميشهم ولم يجدوا من قيادات الانتقالي غير الإقصاء والملاحقات والاتهامات بينما قامت قيادات الانتقالي بمكافأة الكثير من الفاسدين واللصوص وتعيينهم في مناصب هامة واغداق الأموال عليهم .

* هل أمثال عيدروس وشلال وبن بريك نماذج ملهمة ؟

ما هو النموذج الذي تقدمه قيادات الانتقالي مثل عيدروس الزبيدي أو أحمد بن بريك الخارج عن التغطية على الدوام أو شلال شائع الذي اذا تحدث لن تفهم منه جملة مفيدة أو هاني بن بريك المتلون صاحب الألف وجه الذي يغير خطابه ووجهه ووجهته بحسب المصالح ويتلون كحرباء بحسب البيئة والمصلحة ، هاني بن بريك القاتل المتورط في الدماء والذي خطط ونسق وأمر وشارك باغتيال مئات الأئمة والدعاة وخطباء الجوانع بعدن وكذلك قام باغتيال المئات من الشرفاء والأحرار وهذا بحسب تحقيقات النيابة العامة بعدن والذي أراد تصفية عدن من كل معارض للإمارات ومشروعها ، وابذي صدر فتاوى التكفير وقتل المخالف واستحلال دمه وتماهى مع الصهاينة وصار كل همه التغزل بمحمد بن زايد والإشادة بجرائمه وتغيير صور بن زايد في صفحته بالفيسبوك وتويتر حتى صار أضحوكة لخلق الله .

* هاني بن بريك بشر أم روبروت ؟!

ما هو النموذج الملهم الذي يقدمه هاني بن بريك المتحول من المساجد إلى المراقص والذي يبث خطاب التكفير والكراهية وكل تغريداته شتائم للإخوان وتحميلهم وزر كل ما يحدث في الكون في خطاب خرافي لا يمت للعقل والمنطق بصلة ؟!

تسأل هاني بن بريك عن كهرباء عدن فيرد عليك بشتم الإصلاح ، تطالبه بتحديث بياناته وتطوير معلوماته فالإصلاح لم يعد له سلطة بعدن وأن عدن صارت تحت سيطرة الانتقالي وهو من يستلم إيرادات الجمارك والضرائب والميناء والمطار وأن عليه توفير كهرباء وخدمات للناس فيرد عليك بشتم الإخوان ، تنبهه أنك تتحدث عن عدن والجنوب فيشتم الإخوان في مصر ، تخبره للمرة الألف أنك تطالب بكهرباء لعدن فيشتم تركيا وأردوغان ، تعيد سؤاله عن انجازات الانتقالي بعدن وماذا قدم للناس فيشتم قطر والإخوان .!!

تقترب منه وتخبره أنك تتحدث عن عدن والجنوب فيشتم حماس ويشيد بالصهاينة وبمحمد بن زايد ، تقترب منه أكثر وتصرخ في وجهه : الناس يريدون كهرباء كهرباء كهربااااااااء لعدن فيشتم الإخوان ويتهمهم بأنهم سبب وباء كورونا وسبب توسع ثقب الأوزون وكل مشاكل العالم ، تقترب منه أكثر تهزه فتكتشف أن هاني بن بريك روبورت عليه شريط مسجل فيه شتائم للإخوان وأنه يردده بشكل آلي ، شريط شتائم واسطوانة مشروخة وارد جبل علي ولم يعد من البشر .!!

بفضل قيادات الانتقالي وفشلهم وفسادهم وتخبطهم وتناقضهم وجرائمهم بحق أبناء عدن والجنوب الوحدة باقية وتزداد تجذرا لدى الناس في عدن والجنوب فالغباء جندي من جنود الله والله لطيف بعباده ( والله لا يهدي الظالمين ) .

رفعت الأقلام وجفت الصحف.


في الخميس 27 مايو 2021 07:00:08 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=45482