الكويت بريئة منك يا جار الشيطان!
خالد الرويشان
خالد الرويشان

*ملاحظة: مقال الاستاذ خالد الرويشان يأتي ردا على افتتاحية صحيفة السياسة الكويتية، الاي يرأسها أحمد الجار والله، والتي قالت ان الحل في اليمن يكمن في الانفصال.(المقال مرفق بصورة لافتتاحية الصحيفة).

 

الكويت بريئةٌ منك يا جار الشيطان!
أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية معروفٌ بعشقه للإثارة الصحفية والشهرة الفارغة حتى لو كان ذلك ضد سياسة بلده دولة الكويت!
يسهر مع أحدهم سهرةً طريفةً فيكتب على إثرها مقالاً حنّانا طنّانا على هوى المضيف! الحياة عنده سهرة طويلة دائخة غائبة عن الوعي .. تأمّلوا افتتاحيته اليوم في صحيفته لتحكموا !
اقرأوا كي تتاكدوا أن هذا الرجل لا علاقة له بالتاريخ ولا بالسياسة أو بالثقافة أو حتى بالصحافة ..
يقول أن البريطانيين سعوا إلى توحيد شطري اليمن في عشرينيات القرن الماضي !
لم أر نكتةً تضحك حتى الغنم أكثر من هذه!
بريطانيا تسعى لتوحيد اليمن في 1920 !! لايعرف جار الشيطان أن بريطانيا لم تكن قد وحّدت سلطنات الشطر الجنوبي من اليمن حينذاك ما بالك أن توحد الشطرين! فبعض هذه السلطنات كانت دولا وبأعلام وطوابع بريد حتى وحّدتها الجبهة القومية تحت راية واحدة بثورة 14 أكتوبر 1963 واستقلال ال 30 من نوفمبر 1967 عن الاستعمار البريطاني الذي دام 128 عاماً

ويقول جار الشيطان أن الوحدة اليمنية لا تتناسب مع الاختلاف الثقافي بين الفريقين!
تقول الاختلاف الثقافي بين الفريقين! لم يقلها قبلك كاتبٌ حتى من الدرجة العاشرة! تقول فريقين عن شعب يتجاوز تعداده ال 30 مليونا!
أيّ اختلافٍ ثقافي بين الفريقين يا رجل! سيتم توحيد الناديين حلاً للإشكال!
أين الاختلاف الثقافي بين الشطرين؟
معوز أبين هو نفسه معوز البيضاء
وفوطة تعز هي نفسها فوطة لحج وعدن!
التنوع البديع مهرجانٌ ضخم في كل شبر في البلاد..في كل قرية ومدينة في اليمن ..هو تنوّعٌ نادر وساحر أيها المتعالم .. ليس اختلافا ثقافيا بل هو اختلاف المؤتلف وائتلاف المختلف
ويكفي أن التاريخ مشترك واللغة واحدة والدين واحد والأرومة واحدة تعود لقحطان اليمن الأكبر
تقول عن اليمن مختلف ثقافيا ! فماذا عساك أن تقول عن اختلاف ثقافة الصين والهند يارجل!

الاختلاف الثقافي لم يمنع توحيد أكبر جمهورية في العالم وهي الصين! ألف لغة وألف قومية ومليار وستمئة مليون من البشر يا عشرة انفار افندي!
الاختلاف الثقافي لم يمنع توحيد عملاق آسيا الهند! مئات اللغات والقوميات والأديان ومليار وثلاثمئة مليون من البشر يا جار الشيطان!
وحدها إسرائيل مبسوطة منك! فتقسيم اليمن وتفتيت الدول العربية هو هدفها الأكبر كما تعرف من زمااان أيها الثمانيني البشع!
قل لي ما مصلحتك في تقسيم اليمن؟!
كثيرون في الكويت يظنون أن أصلك من اليمن! بينما تريد تفتيته يا فُتات الصحافة والسياسة وثمالة الكؤوس!

ثمّة كليمة أخيرة لشعبنا الذي نحب في الكويت! ثقوا يا إخواننا في الكويت أنّ من يريد تفتيت اليمن اليوم سيفتت الكويت غدا .. فحذارِ يا كويت العرب ودرّة الثقافة وجوهرة المواقف من سهارى آخر الليل على موائد السفراء وإيحاءآتهم وغمزاتهم!

يَختم جار الشيطان مقالته البائسة باقتراح تقسيم اليمن متسائلا بغباء لا نظير له: ماذا يمنع من تحقيق هذا المطلب أقلّه تكون هناك دولة جنوبية مسالمة هادئة منسجمة مع محيطها العربي؟!!

تأملوا الجهل المركّز! وكأنه يقترح تقسيم تورتة احتفال لا تقسيم بلد كبير ..وشقيق! وما أحلى كلمة شقيق باللهجة الكويتية!
هذا رجل لا يأسف على شيء!
أصلاً هو لا يشعر بأي مسؤولية أخلاقية أمام العرب واليمنيين ..وقبل ذلك أمام كويت العرب ..كويت اليمن!
لو كان كتب مقترحه اللئيم عن مصر أو الجزائر أو المغرب أو السعودية بهكذا استهتار لقامت القيامة وأحرقته حياً
لكنه اليمن المكسور الحزين اليوم!
وقيادته الغائبة المسافرة
والتحالف الغامض الصامت!

صحفي يكتب ويقترح موضوعا أكبر منه!
يكتب ويقترح وهو لم يدرس تبعات ونتائج اقتراحه الغبي .. تقسيم اليمن! لم يدرس نتائج تقسيم اليمن على اليمنيين أنفسهم وعلى الإقليم!
وبعد أن يصبح اليمن بشعبين وجيشين متقاتلين على حدود دولتين ووسط إقليمٍ عاشق للتقاسم! .. حتى أن الاقليم تقاسم وانقسم حول اليمن الواحد اليوم وهم يحرّرونه من الحوثي! فما بالك وقد أصبح اليمن يمنين بجيشين على الحدود!

يا أحمد جارالله ..
أعرف أنك لا تمثّل كويت العرب ولا سياستها ولا ثقافتها .. ولا تاريخها الناصع مع اليمن واليمنيين
أعرف أنك تهرف بما لا تعرف!
لاتعرف تاريخ اليمن ولا سياسة بلدك الكويت!
لكننا نعرف أن كلامك مجرد نزوة في سهرة!
لستَ الكويت ولن تكون!
تقسيم اليمن أكبر هدية لإيران أيها الدائخ المتذاكي!
تقسيم اليمن أكبر هدية للحوثي المتربص لهدية تهبط عليه لإنقاذه من ورطته ومغامرته
تقسيم اليمن كارثة كبرى على اليمنيين والمنطقة لقرنٍ قادم على الأقل! كارثة على الخليج قبل اليمن!
اقرأ التاريخ
واقرأ العالم
العالم كله مع اليمن الكبير .. العرب وأوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا وآسيا ..الدنيا كلها سواك أيها العربي الشقيق!
لايحب اليمن كبيرا سوى الكبار
ولايريده مُفتتاً صغيرا سوى الصغار!


في الأربعاء 19 يونيو-حزيران 2019 07:59:08 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=44389